عند الأناة تسلَّلتُ بين أوردة الليل
واِنحدرتُ كسلسالٍ في ساقيةِ الطيفِ
تَعمَّدتُ بندى الأحراش ...
حتّى أبصرتُ ملامح دجاه ..
وَ خيلاء سلطانه ..
الذي ينأى بعشّاقهِ بعيداً عن صداح الروح
نحوَ مزاجيةٍ لم تدركها الأوصاف
أبهرني المَشهد كثيراً..
وَ ذلك الفيض اللامتناهي
فكلّ خطوة يحدوها شعور مختلف
وأمل واقِد ..
وجاذبية تجعلني الاّ أركن لقيلولةِ وقت أو قرار
فَــ بَدت لي الأمنيات تتسلسل كخطوطٍ بيانية
لم تستوعبها أدراج الذاكرة
بِرحابها المُتنائية
وَأنسامها التي يعجزُ عنها الوصف
مَضيت بمنتهى الرغبة
يملأني الغرور
وَ تهت بينَ ذرّاته البنفسجية
حتّى خِلتَهُ ذاتي ..
وكأني أعوم بينَ لٌجاجها
كم ألمعيٌّ هو الليل
يا لسبر أغواره ...
حينما يتجلّى لحالميهِ
وَيا لجودهِ المُتَناءِ ...
حينما يُغدقهم بالأماني والوداد
وَ يا لبهاء الوقت ...
حينَ سربَلني بسربال الأُنس
يمضي بيَ نحوَ السناء
وأخيراً ....
سأبقى ممتنّاَ لكَ أيّها الليل
وَ ذاكَ الشعور ...
ثامر الحلّي
15 / 2 / 2016