حرز أبو دجانة الأنصاري الصحيح
حدثنا محمد بن محمود بن أحمد بن سلمة بن يحيى بن سلمة بن عبد الله بن زيد بن خالد ابن أبي دجانة، قال: حدثني أبو دجانة، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده سلمة، عن أبيه، عن جده خالد، عن أبي دجانة رضي الله عنه أنه شكى إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني خرجت في بعض الليل، فإذا طارق يطرق فمسست جلده، فإذا هو جلد القنفذ، فالتفت إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: اكتب حرزا لأبي دجانة الأنصاري ولمن بعده من أمتي من يخاف العوارض والتوابع، فقال علي عليه السلام: وما أكتب يا رسول الله؟ قال: اكتب يا علي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله
العربي الهاشمي المكي المدني الأبطحي الأمي صاحب التاج والهراوة والقضيب والناقة، صاحب قول لا إله إلا الله إلى من طرق الدار إلا طارقا يطرق بخير.
أما بعد فان لنا ولكم في الحق سعة، فإن لم يكن طارقا مولعا، أو داعيا مبطلا أو مؤذيا مقتصما فاتركوا حملة القرآن، وانطلقوا إلى عبدة الأوثان، يرسل عليكما شواظ من نار، ونحاس فلا تنتصران، بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله، ولا غالب إلا الله، ولا أحد سوى الله، ولا أحد مثل الله، وأستفتح بالله، وأتوكل على الله، صاحب كتابي هذا في حرز الله، حيث ما كان وحيث ما توجه لا تقربوه ولا تفزعوه ولا تضاروه قاعدا ولا قائما ولا في أكل ولا في شرب ولا في اغتسال ولا في جبال ولا بالليل ولا بالنهار، وكلما سمعتم ذكر كتابي هذا فادبروا عنه بلا إله إلا الله غالب كل شئ وهو أعلى من كل شئ، وهو أعز من كل شئ وهو على كل شئ قدير.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا أبا الحسن اكتب:
اللهم احفظ يا رب من علق عليه كتابي هذا بالاسم الذي هو مكتوب على سرادق العرش أنه لا إله إلا الله الغالب الذي لا يغلبه شئ، ولا ينجو منه هارب وأعيذه بالحي الذي لا يموت، وبالعين التي لا تنام، وبالكرسي الذي لا يزول وبالعرش الذي لا يضام، وأعيذه بالاسم المكتوب في التوراة والإنجيل، وبالاسم الذي هو مكتوب في الزبور، وبالاسم الذي هو مكتوب في الفرقان.
وأعيذه بالاسم الذي حمل به عرش بلقيس إلى سليمان بن داود عليه السلام قبل أن يرتد إليه طرفه، وبالاسم الذي نزل به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله في يوم الاثنين وبالأسماء الثمانية المكتوبة في قلب الشمس وبالاسم الذي يسير به السحاب الثقال وبالاسم الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، وبالاسم الذي تجلى الرب عز وجل لموسى بن عمران فتقطع الجبل من أصله وخر موسى صعقا، وبالاسم الذي كتب على ورق الزيتون وألقى في النار فلم يحترق، وبالاسم الذي يمشي به الخضر عليه السلام على الماء فلم تبتل قدماه، وبالاسم الذي نطق به عيسى عليه السلام في المهد صبيا وأبرء الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله.
وأعيذه بالاسم الذي نجا به يوسف عليه السلام من الجب، وبالاسم الذي نجا به يونس عليه السلام من الظلمة، وبالاسم الذي فلق به البحر لموسى عليه السلام وبني إسرائيل، فكان كل فرق كالطود العظيم، وأعيذه بالتسع نيات التي نزلت على موسى بطور سيناء.
وأعيذ صاحب كتابي هذا من كل عين ناظرة، وآذان سامعة، وألسن ناطقة وأقدام ماشية، وقلوب واعية، وصدور خاوية، وأنفس كافرة، وعين لازمة ظاهرة وباطنة، وأعيذه ممن يعمل السوء ويعمل الخطايا، ويهم لها من ذكر وأنثى.
وأعيذه من شر كل عقدهم ومكرهم وسلاحهم وبريق أعينهم، وحر أجسادهم ومن شر الجن والشياطين والتوابع، والسحرة، ومن شر من يكون في الجبال والغياض والخراب والعمران، ومن شر ساكن العيون أو ساكن البحار أو ساكن الطرق، وأعيذه من شر الشياطين، ومن شر كل غول وغولة، وساحر وساحرة وساكن وساكنه، وتابع وتابعة، ومن شرهم وشر آبائهم وأمهاتهم، ومن شر الطيارات.
وأعيذه بيا آهيا شراهيا، وأعيذ صاحب كتابي هذا من شر الدياهش والأبالس، ومن شر القابل والفاعل، ومن شر كل عين ساحرة، وخاطية، ومن شر الداخل والخارج، ومن شر كل طارق، ومن شر كل عاد وباغ، ومن شر كل عفاريت الجن والإنس، ومن شر الرياح ومن شر كل عجمي، ونائم ويقظان.
وأعيذ صاحب كتابي هذا من شر ساكن الأرض، ومن شر ساكن البيوت والزوايا والمزابل ومن شر من يصنع الخطيئة أو يولع بها، وأعيذه من شر ما تنظر إليه الابصار، وأضمرت عليه القلوب، واخذت عليه العهود، ومن شر من يولع بالفراش والمهود، ومن شر من لا يقبل العزيمة، ومن شر من إذا ذكر الله ذاب كما يذوب الرصاص والحديد.
وأعيذ صاحب كتابي هذا من شر إبليس، ومن شر الشياطين، ومن شر من يعمل العقد، ومن شر من يسكن الهواء والجبال والبحار ومن في الظلمات، ومن
في النور، ومن شر من يسكن العيون، ومن شر من يمشي في الأسواق، ومن يكون مع الدواب والمواشي والوحوش، ومن شر من يكون في الأرحام والآجام، ومن شر من يوسوس في صدور الناس، ويسترق السمع والبصر.
وأعيذ صاحب كتابي هذا من النظرة واللمحة (1) والخطوة والكرة والنفخة وأعين الإنس والجن المتمردة، ومن شر الطائف والطارق والغاسق والواقب وأعيذه من شر كل عقد أو سحر أو استيحاش أو هم، أو حزن أو فكر أو وسواس ومن داء يفترى لبني آدم وبنات حوا، من قبل البلغم أو الدم، أو المرة السوداء والمرة الحمراء والصفراء، أو من النقصان والزيادة، ومن كل داء داخل في جلد أو لحم أو دم أو عرق أو عصب أو في نطفة أو في روح أو في سمع أو في بصر أو في شعر أو في بشر أو ظفر أو ظاهر أو باطن.
وأعيذه بما استعاذ به آدم عليه السلام أبو البشر وشيث وهابيل وإدريس ونوح ولوط وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وهود وشعيب والياس وصالح واليسع ولقمان وذو الكفل وذو القرنين وطالوت وعزير وعزرائيل والخضر عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله أجمعين وكل ملك مقرب ونبي مرسل إلا ما تباعدتم وتفرقتم وتنحيتم عمن علق عليه كتابي هذا
بسم الله الرحمن الرحيم الجليل الجميل المحسن الفعال لما يريد.
وأعيذه بالله وبما استنار به الشمس، وأضاء به القمر، وهو مكتوب تحت العرش لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، نفذت حجة الله، وظهر سلطان الله، وتفرق أعداء الله، وبقى وجه الله، وأنت يا صاحب كتابي هذا في حرز الله، وكنف الله تعالى، وجوار الله، وأمان الله، الله جارك ووليك وحاذرك الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أشهد أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، وأحاط بالبرية خبرا
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
ختمت هذا الكتاب بخاتم الله، الذي ختم به أقطار السماوات والأرض، وخاتم الله المنيع، وخاتم سليمان بن داود، وخاتم محمد صلى الله الله عليه وآله أجمعين ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وكل ملك مقرب أو نبي مرسل بالله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم.
ثم دفعه إلى أبي دجانة الأنصاري فوضعه في وسط البيت فقال له: أحرقتنا بالكتاب والذي قال لمحمد: قم فأنذر، قال: فلما أصبح أبو دجانة جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقص عليه القصة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ارفع الكتاب واحرزه فان عاد فضعه في الدار، فقال أبو دجانة الأنصاري: فوالله ما رأيت فزعة لأهلي ولا ولدي، ولا عاد حتى قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم