عمى التعرف على الوجوه هو حالة غريبة تجعل الشخص غير قادر على التعرف على وجهه أو على وجوه الآخرين، على الرغم من أنه ليس أعمى، لكنه ببساطة عاجز عن تمييز الوجوه، وهذه الحالة تختلف من شخص لآخر فهناك من حالته سيئة جداً لدرجة أنه لا يستطيع أن يتعرف على وجهه، وهناك من لا يستطيع التعرف على وجوه الأصدقاء، وهناك من حالته أخف من ذلك.
يُعتقد أن عمى التعرف على الوجوه ذكر لأول مرة في القرن التاسع الميلادي، وتشير الإحصائيات أن شخص واحداً من كل خمسين مصاب بهذه الحالة.
ينقسم عمى التعرف على الوجوه إلى نوعين رئيسيين، خِلْقِي ومكتسب، أما الخِلْقِي فيصيب الشخص منذ الولادة بسبب وجود مشكلة في جزء من الدماغ يسمى التلفيف المغزلي، وهذا الجزء هو المسئول على المعالجة البصرية للوجوه، وهو الجزء الذي يجعلك قادراً على تمييز الاختلافات بين شعوب جنوب شرق آسيا بعد أن تعيش بينهم لفترة من الزمن، على الرغم من أن أنك كنت تعتبرهم في البداية متشابهين ولا يمكن التفريق بينهم.
عمى التعرف على الوجوه المكتسب يصيب الشخص نتيجة حادث تسبب بحدوث ضرر في منطقة التلفيف المغزلي، أو بسبب تكون جلطة دموية أو ورم في ذلك المكان، لحسن الحظ حدوث عمى التعرف على الوجوه كنتيجة لحدوث ضرر في الدماغ هو أمر نادر للغاية.
بشكل عام عمى التعرف على الوجوه لا يمكن علاجه، لذلك يلجأ الأطباء إلى تدريب المصاب على تمييز الناس عن طريق التعرف على صوتهم وحفظ تسريحة شعرهم وطريقة لبسهم وأسلوبهم في المشي.
يلجأ الناس المصابين بهذا المرض إلى طرق مختلفة للتعامل مع وضعهم الصعب، فمنهم من يمشي ورأسه في الأرض حتى لا يشعر الذين يعرفونه بالضيق في حالة مروا بجواره في الشارع ولم يبتسم لهم أو يحدثهم، فهو يتظاهر بأنه لم يرهم، ومنهم من يبتسم لكل الناس ويحرص على أن يكون لطيفاً مع كل الناس، ليضمن أن يكون لطيفاً مع الأشخاص الذين يعرفونه، يعيش هؤلاء الأشخاص في الغالب في عزلة اجتماعية وفي حالة خوف من فقد وظائفهم في حالة تم اكتشاف أمرهم.
المصدر