بغداد – ابتهال بليبل
يحث الاطباء دوما على عدم تجاهل البقع البيضاء التي تظهر على الوجه لأنها ربما قد تتفاقم وتزيد من مخاطر الاصابة ببعض الامراض الجلدية.
ويصاب المئات من الاطفال وطلاب المدارس بمختلف المراحل ببقع بيضاء تظهر على وجوههم ، لكن كثيرين منهم لا يتلقون العلاج الذي يعتمد كليا على الأسباب الجذرية الكامنة وراء هذه الحالة ، او الاهتمام الضروري من الاهل ، حسبما يؤكد المتخصص بالأمراض الجلدية د. محمد سعد الدين.
ويضيف « الكثير منهم يصابون بالعدوى الفطرية التي تصبح مشكلة عندما يتجاوز نموها المعدل الطبيعي ، لأنها تؤدي إلى حالة تسمى النخالية المبرقشة» .
ويعد مرض « النخالية المبرقشة « بحسب المصادر الطبية من الامراض الفطرية غير الجرثومية ،سببها نوع من الفطريات التي تعيش بشكل طبيعي على سطح الجلد، ويتكاثر لدى بعض الأشخاص ، فيبدأ بمهاجمة الجلد فيظهر هذا المرض ، ويظهر على شكل بقع صغيرة في مستوى الجلد نفسه، وتكون على شكل ألوان مختلفة تتدرج ما بين البني الفاتح إلى الأبيض (لذا سميت بالمبرقشة). وتبدأ البقع بالظهور عادة في منطقة الصدر والرقبة وأعلى الذراعين، وقد تمتد إلى أمكنة أخرى في الظهر والبطن والفخذين. وهناك حالات نادرة من النخالية لا تعرف حدوداً ،فتراها تغزو الجسم كله. كما أن هناك حالات أخرى تكون فيها البقع مغطاة بنوع من الحويصلات إلى درجة أنها تثير الشك بوجود مرض جدري الماء.
ووجد الأطباء الأختصاصيون بالأمراض الجلدية بحسب الدراسات التي تميل إلى القول بأنه يمكن أن يكون سبب ظهور البقع البيضاء في حالة الاصابة بمرض البهاق الذي يعد من الأمراض الجلدية غير المعدية ناتجا عن نقص هرمون الميلانين الذي تفرزه الغدة النخامية الذي يؤدي إلى فقدان الخلايا الصبغية للجلد، ويتميز ببقع بيضاء غير منتظمة الشكل تنتشر في الأطراف وباقي انحاء الجسم في بعض الحالات ، إلا أن الجلد يكون طبيعياً في باقي خصائصه الأخرى. علما ان سبب هذا المرض غير واضح علميا حتى الآن رغم الاعتقاد أن يكون أحد أمراض المناعة الذاتية.
ومن أكثر أشكال الإصابة انتشارا للبقع البيضاء هو الطفح الجلدي الذي يظهر على الوجه والعنق والذراعين عند الأطفال ، وتحديدا الذين تتراوح أعمارهم بين (6-12) سنة. هذا النوع من البقع لا يمكن بسهولة التفريق بينه وبين الجلد ، لكنه غالبا ما يعتبر من أشكال (الأكزيما) التي يمكن معالجتها.
وتقول هناء خليل، وهي أم أصيب طفلها وهو في مرحلة الدراسة الابتدائية بظهور بقع بيضاء على وجهه :إن « الاعتقاد السائد هو أن هذه البقع هي ما يطلق تسمية (عطشة الوجه أو عطش ليلي) باللغة الدارجة».
يذكر أن الجلد من أكثر أعضاء الجسم تأثرا بالحالة النفسية. ويوصف عادة بأنه مرآة للجسم تعكس التغيرات التي تصيب الأعضاء الداخلية المختلفة، بما فيها الجهاز العصبي والحالة النفسية. ومن الضروري في العديد من الأمراض الجلدية أن يراعي الطبيب العلاقة المباشرة التي تربط المرض بشخصية المريض وسلوكه وحالته النفسية مثل القلق . وفي السنوات الأخيرة ظهر هناك فرع جديد في طب الأمراض الجلدية يعرف باسم «الأمراض الجلدية
النفسية «.