اعتبرت صحيفة الاندبندنت، الأحد، أن اتفاق ميونيخ الخاص بسوريا، جعل روسيا تعود إلى الساحة الدولية كـ"قوة عظمى"، موضحة أن الجيش السوري قطع الطريق بين حلب وتركيا بنوع من الاتفاق الصامت مع الكرد الذين يتقدمون من الشرق وأصبحوا أكثر قوة في سوريا والعراق.
وكتب المحلل السياسي في صحيفة الاندبندنت البريطانية باتريك كوبرن مقالا حول مكاسب وخسائر الأطراف التي شاركت في اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، يقول فيه، إن "اتفاق ميونيخ جعل من الواضح أن روسيا قد عادت إلى الساحة الدولية كقوة عظمى"، موضحا أن "الرئيس بشار الأسد لن يخسر الحرب، ومن الصعب معرفة ما يمكن أن تحققه قوات المتمردين بمفردها ضد الجيش السوري الذي تدعمه روسيا وإيران".
ويرى الكاتب أن "التدخل الروسي قلب الموازين في سوريا لصالح الجيش السوري، وأن هذا لا يمكن تغييره دون التدخل المباشر للجيش التركي".
ولكن حتى هذا قد يكون متأخرا فقد قطع الجيش السوري الطريق بين حلب وتركيا، واقترب السوريون والروس من عزل شمال سوريا عن تركيا بنوع من الاتفاق الصامت مع الأكراد الذين يتقدمون من الشرق.
ويرى الكاتب أن "تركيا والسعودية لم تعد لهما السيطرة السابقة على السياسة الغربية بشأن الموقف في سوريا، بعد أن تبين أن القوات الموالية لهما ليست قادرة على الانتصار وعلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".
وأدى دخول تنظيم "داعش" عام 2014 وسيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا إلى اتضاح أن الحرب في سوريا لا يمكن السماح لها بالاستمرار.
وكان تدفق اللاجئين على أوروبا وهجمات باريس سببين رئيسيين في عدم قدرة الغرب على احتواء الموقف في سوريا.
ويقول الكاتب إنه كانت هناك "أخباراً دعائية عن قيام روسيا بقصف العناصر المعارضة المعتدلة فقط"، لكنه ينفي ذلك ويقول إن "روسيا كانت تقصف كل الجماعات المسلحة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام".
وكانت تلك دعاية ملائمة ترددها المعارضة "المعتدلة".
ويقول الكاتب إن "الطريق إلى نهاية الحرب ما يزال طويلاً، لكن من الواضح أنه لن يكون هناك تغييرا جذريا في الحكم في سوريا".
ويضيف الكاتب أن "الكرد أصبحوا أكثر قوة سياسياً وعسكرياً في سوريا والعراق أكثر من أي وقت مضى".
أما بالنسبة لتنظيم "داعش" فقد أصبح اضعف وما يزال يواجه القصف، على الرغم من أنه قد يستمر في القيام بعمليات بشعة في الخارج مثل تدمير الطائرة الروسية في سيناء أو هجمات باريس.
ويختتم الكاتب المقال بقوله إن مراقبين تنبئوا أن روسيا ستندم على دخول الحرب في سوريا، لكن من الواضح الآن أنها قد أصبحت تملك قرار من يفوز بتلك الحرب.
المصدر
www.alsumaria.tv