القهوة العاجيّة السوداء، التي تأتي إلى العالم أجمع من المثلّث الذهبي بتايلاند، وهي المنطقة المعروفة أيضاً بتصديرها للأفيون، أشهر أنواع القهوة حول العالم، لكن برغم شهرتها فإنها تأتي من روث الفيلة بتايلاند، نعم كما قرأت روث الفيلة، وهذا ما يجعلها أغلى أنواع القهوة!
تبدأ عملية الإنتاج بتوفير حبوب البن مع خليط قطع الفاكهة من الكرز تحديداً للفيلة التي تبدأ بالتهامها، وينتظرون خروج الحبوب بعد ثلاثة أيام بعد مرورها بالجهاز الهضمي للفيلة، ثم بعد ذلك يتم تنقية الروث من الحبوب وغسلها وتجفيفها وتفحيمها. من المعهود لديهم أن 33 رطلاً من حبوب القهوة قبل الهضم تُنتج رطلاً واحداً فقط بعد الهضم. يبلغ سعر الكيلو الواحد من القهوة حوالي 1100 دولار.
تستخدم الفيلة مادة تخمير لتكسير مادة السليلوز، والتخمير من الأشياء الهامة للكثير من المشروبات مثل النبيذ، البيرة والقهوة، حيث يتم إبعاد السكر عن الحبة ذاتها، ويساعد ذلك في إخراج حبة نقية من القهوة، ويعتقد أن التخمير يُساعد على إزالة مرارة القهوة، وهو ما يجنبك إضافة أي سكر لتحلية المشروب.
يوصف المشروب بأنه مزيج في نكهته بين الأزهار والشيكولاتة، ويقترب كثيراً إلى طعم الشيكولاتة ممزوجة بنكهة الكرز، وليس هناك مرارة تُذكر، وهي لينة جداً مثل الشاي، أي يُمكن احتسابه كخليط بين القهوة والشاي.
الخيط الأول في الحصول على تلك القهوة
بليك دينكين _رجل الأعمال الكندي الذي راهن في سبيل تحويل فكرته إلى ذهب_ قدّم هذه الفكرة في الحصول على قهوة قيّمة عن طريق تمرير حبوب البن من خلال بطون لا يُستهان بها من الفيلة، ثم يتم تنقية الروث للحصول على نوع آخر من القهوة بمذاق ونكهة مُختلفة.
لأمر شبيه تماماً لنوع آخر من القهوة التي يتم إنتاجها وإخراجها من فضلات نوع معيّن من الهررة وهي “النمس”، ووصل سعرها إلى 10 دولار للكوب الواحد، وقد عُرضت منذ عدّة سنوات لكن تم رفضها بشكل تام، وذلك للقلق الشديد حول الإصابة بالمرض أو الاعتداء على حيوان مثل هذا، وعند المقارنة بذلك النوع من القهوة الذي يُسمى بالإيفوري الأسود، فليس هناك وجه مقارنة.
تأخذ عملية التجفيف وقتاً طويلاً بالإضافة إلى عملية تحميص دقيقة للغاية، وذلك بعد حبس الفيل مدة تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام، حتى يقوم بتفريغ حمولته في مكان معروف. وقام دينكين باختبار قهوته الجديدة مع نزلاء فندق وأثارت اهتمامهم، وذلك لنكهة الفاكهة بداخلها التي تعطي مذاقاً مُختلفاً.
ماذا لو تضرّرت الفيلة بسبب الكافئين؟!
كانت هناك شكوك حول الضرر الذي قد يقع على الفيلة ومدى انتباهها من كثرة تواجد مادة الكافئين داخل الجسم وباستمرار، لكن أكّدت الاختبارات أن الفيلة لا تحتفظ أجسادها بمادة الكافئين، لذلك تم تأييد الفكرة في البداية. كما يتم توجيه نسبة من المبيعات تصل إلى 8% لرعاية الفيلة صحيّاً. لم يكن الأمر بهذه البساطة التي تتخيلها، فقد تطلب الأمر عشر سنوات لإنتاج أوّل منتج صالح للشرب.
الأمر معروف منذ سنوات، لكن الجديد في الأمر أن منظمة الأغذية الأوروبية نشرت تقريراً مُفاده العثور على بعض بقايا براز الفيلة في منتجات ستاربكس، وقد اضطرت إدارة الشركة إلى إصدار بيان اعترفت فيه باستخدامها للقهوة المُستخلصة من فضلات وروث الفيلة منذ سنوات كنكهات في إعداد القهوة، اعتذرت الشركة متعهدة استخدام أنواع جديدة في قهوتها.
في المرّة القادمة التي تتناول فيها قهوتك وتستمتع بمذاقها، ابحث أولاً عن مصدرها، هل هو فيل أم هرّة أم ماذا؟!
منقول