احدى الصور التي نشرتها الصحيفة لزانغ وهو يسجد امام والديه
أثارت صورة لابن صيني يسجد لوالديه العجوزين في محطة قطار نقاشا في وسائل التواصل الاجتماعي حول مبدأ البر بالوالدين وموقع هذا المبدأ في الصين المعاصرة.
ويشجع مبدأ البر بالوالدين الذي دعا اليه الحكيم والفيلسوف الصيني القديم كونفوشيوس على ابداء الاحترام المطلق لكبار السن ولاسيما للوالدين والاجداد.
وفي العاشر من شهر شباط / فبراير الحالي، نشرت صحيفة تشيلو ايفنينغ بوست المحلية التي تصدر في اقليم شاندونغ شرقي الصين صورا تمثل زانغ جينلي البالغ من العمر 46 عاما والذي يعمل في شركة للأدوية في العاصمة بكين وهو يسجد على الارض عند اقدام والديه.
ويبدو أن زانغ كان يستجدي غفران والديه اللذين تجاوز عمرهما الثمانين.
وقالت الصحيفة إن زانغ كان "متأثرا جدا، ولم يعتقد انه كان بارا بوالديه، وكان يعتقد انه كان غير جدير بهما."
تمثال للحكيم والفيلسوف كونفوشيوس في معبد تشانغتشون الكونفوشيوسي
وفيما امتدح عديدون من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الصين هذا النموذج العلني والعميق للبر بالوالدين بوصفه "مشهدا مؤثرا"، تساءل آخرون عما اذا كان "مبالغا به."
البر بالوالدين
يعود مبدأ البر بالوالدين في الصين الى 400 سنة قبل الميلاد، ويعتبر من المبادئ الاساسية للكونفوشيوسية إذ وردت في الكتابات الاولى لاشهر الفلاسفة الصينيين.
ويعد ابداء الاحترام للوالدين وكبار السن والاجداد من المبادئ الاجتماعية والحضارية الاساسية في الصين، وكثيرا ما يخضع للنقاش في وسائل التواصل الاجتماعي في الصين.
ففي ايلول / سبتمبر الماضي، ثار نقاش حام في موقع سينا ويبو للتواصل الاجتماعي حول ما اذا كان ينبغي للفرد ان ينقذ والدته او حبيبته اذا كانتا تتعرضان للغرق في نفس الوقت.
وقال معظم المشاركين في النقاش إنهم سينقذون امهاتهم، قائلين إن "بامكانهم العثور على حبيبة اخرى" او ان تلك الحبيبة "قد لا تكون هي المناسبة" وذلك في اشارة الى الاهمية التي يحظى بها مبدأ البر بالوالدين في المجتمع الصيني المعاصر.
رسم يمثل البر بالوالدين يعود تاريخه الى اسرة سونغ
ولكن سلسلة من الحوادث وقعت في وقت سابق من العام الحالي اثارت انتقادات لهذا المبدأ. ففي هذه الحوادث، كان رد فعل الكهول تجاه الشباب الذين لم يتبرعوا بمقاعدهم لهم في وسائل المواصلات العامة ردا قاسيا مما ادى ببعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الى التساؤل عما اذا كان ينبغي تطبيق هذا المبدأ بشكل اعمى ودون نقاش.
وفي آب / اغسطس الماضي، اعتدت امرأة في منتصف العمر بالضرب على فتاة ومزقت ملابسها في قطار المترو في مدينة ووهان لأن الاخيرة لم تتبرع لها بمقعدها.
وفي تموز / يوليو الماضي، ضرب كهل في مدينة هاربين الشمالية فتاة لم تعطه مقعدها في حافلة للنقل العام.
كما ترد القضية بشكل مستمر في المسلسلات والافلام الصينية، حيث تتأثر العلاقات بسبب امتناع الام عن تقبل خطيبة ابنها، وحيث يسعى الخطيب او الخطيبة الى الفوز بود نسبائه الجدد.
نقاش في الانترنت
ورغم كشف صحيفة تشيلو ايفننغ بوست عن ان زانغ لم يزر والديه لاربع سنوات ولذا سجد لهما، فقد اثلج تصرفه صدور مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الصين.
وقال كثيرون إن ما قام به يعد "خطوة جيدة"، واثنوا على تصرفه الذي وصفوه بأنه "ينم عن احترام عميق."
وقال احد المستخدمين حظي باكثر من 800 نقرة اعجاب "يمكن ان يفوتك القطار، ولكن البر بالوالدين لا يمكن ان ينتظر".
وقال مستخدم آخر إن تصرف زانغ كان "محزنا جدا"، ومضى للقول "لا يريد احد ترك منزله ووالديه، فنحن نحبهما بحق." ولكنه اضاف ان ذلك قد يكون ضروريا نظرا لضغوط الحياة العصرية.
ولكن آخرين انتقدوا تصرف زانغ والمحوا الى انه ربما كان محاولة لجذب الانتباه.
فقد قال أحدهم "إن البر بالوالدين يمكن التعبير عنه، ولكن ان يفعل ذلك وسط الحشود ؟ اشك في انه كان يستعرض فحسب."