تاريخ العراق الحديث في سطور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجعين.
الاحتلال البريطاني المباشر بدأت بتاريخ 11 ـ أذار ـ 1917م. وبعدها اندلعت ثورة العشرين المباركة على الاستعمار الإنكليزي الخاشم (عام 1920م). وقامت المحتل الإنجليزي بتشكيل المملكة العراقية المؤقتة والحكم على العراق عن طريق الانتداب البريطاني من 1921 – 1958. فنصبت الحكومة الإنكليزية على العراق في أوّل الأمر الأمير فيصل بن الشريف حسين ملِكًا على العراق. واختاروا والده الشّريف حُسين بن علي ملِكًا على الحِجاز ومكّة، بسبب طموحاته السياسية وحكمه على دول العرب فتنازلوا عن الكثير من الأمور وقبلوا اتفاقية سايكس بيكو في عام 1916 وبعد أن خدعَه بواسطة سفيرهم لورنس وسُمي بعد ذلك بلورنس العرب، وكان في زمن السّلطان عبد الحميد الثّاني، أما عن طموحات الانكليز فهي اسقاط الدولة العثمانية والحكم على أراضي الخلافة العثمانية المليئة بالثروات المعدنية، فأثاروا الفتنة القومية العربية المتطرفة ثمّ طلبت الدولة البريطانية (الإنكليز) من هذه القبيلة الاتفاق مع القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية بالإضافة إلى الثورة العرّابية في مصر على مساعدتهم في الحرب ضدّ الدّولة العُثمانية وكان يرأس القبائل العربية في الشبه الجزيرة العربية حُسين بن علي والد الملك فيصل كما ذكرنا أعلاه، فأيّدتهم بقية القبائل العربية واستطاعوا من اسقاط الدّولة العُثمانية. وبعد ذلك جعل الشّريف حُسين أولادهُ علي مَلِكًا للحجاز ولابن أخيهِ طلال بن عبدالله مَلِكًا على الأردن وابنهُ فيصل الأوّل ملكًا للعراق. ثمّ حدث انقلاب عسكري وجاءت دور الاستعمار الجديد، وذلك لأجل تَطمين الشعب على تغير جديد يكفل مطاليب الشعب، وبتعبير خرج الاستعمار البغيض من الباب ودخل من الشباك مرة ثانية عبر العملاء التابعين له والمتحكمين في إرادة شعوبهم، لماذا قلنا هذا لأن العراق دولة محتلة باتفاقيات دولية كما ذكرنا، ولا يمكن الاستعمار أن يتخلى عنها أبدًا، وبعدها جاء الاستعمار الانكليزي وهو يحكم العراق عن طريق عملاء جُدد، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري البعثي بقيادة صدّام حسين، واحتلال أمريكا مع الصهاينة العراق عام 2003م، فجلبوا معهم عملاء أخرين، لكي يعملوا معهم من جديد، تحت شعارات عصرية جديدة "لا للعنصرية والدكتاتورية، بل من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، فضحكوا على الشعب العراقي مرة أخرى، وابعدوهم عن المطالبة بالاستقلالية والحرية والديمقراطية الحقيقة. وفي يوم 11/3 / 2008 تم اتفاق جديد مع أمريكا من أجل السيطرة على العراق.
علمًا أن هؤلاء العملاء كلهم أغتيلوا أو قتلوا بشكل من الأشكال، من قبل حكومة الدولة المستعمرة، أما الباقون ينتظرون يوم الالتحاق بهم، وبتخطيط أسيادهم.
أـ الحكومات الملكيّة المؤقتة ثم الموالية للانتداب البريطاني ما بين 1921 ـ 1958م
وسنبين أدناه فترات حُكمهم ومن خلاله سيظهر لنا مدى عدم استقرار الوضع السّياسي ومدى تدخل الإنكليز في شؤون الدّولة العراقيّة. ونحن لا نذكر ظلم الطغاة على شعوبهم، ومجازرهم وحروبهم وخيانتهم، لأن في ذلك كتب كثيرة. والاستعمار الإنكليزي هو الذي يتولى للعراقيين لمن يشاء ويعزل ويقتل ممن يشاء. ومن هذه الملوك:
1ـ فيصل الأوّل:
تولى الحُكم من 1921 ـ 1932م، توفي في سويسرا. وتنصيب عبد الرحمن النقيب رئيسا للوزراء الذي خلفه بعد عام عبد المحسن السعدون لتولي هذا المنصب، ثم نوري سعيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية في آن واحد. وشغل أيضًا منصب رئيس الوزراء السياسي ناجي شوكت.
2ـ الملك غازي الاول :
وهو ابن فيصل الأوّل تولى الحكم من عام 1933 ـ 1939م. وقد قتل بحادث سيارة بؤامرة إنكليزية. وكان نوري سعيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية أيضًا. وقبل الملك غازي تنفيذ قرارات اتفاقية ساكس بيكو المشؤمة، التي قسمت الدول العربية إلى دويلات.
3ـ فيصل الثّاني:
وهو ابن الغازي تولى الحكم من عام 1939 ـ 1940م، وهو ابن صغير، لذا أصبح خاله عبد الإله بن علي الوصي له. ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية هو رشيد عالي الكيلاني.
4ـ شريف الشّرف:
جاء إلى الحكم بانقلاب وحكم عام 1940 لمدة شهر. وأصبح الوصي الجديد للملك فيصل الثاني. ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية هو رشيد عالي الكيلاني، وفي عام 1941م أراد أن يعمل ثورة ضد الانكليز ولكنه فشل.
5ـ عبدالله بن الحُسين:
من 1941 ـ 1953م: وقد تولى الحكم كموصي أخر لفيصل الثاني.
6ـ الفيصل الثّاني:
لقد تولى الحكم من جديد من عام 1953 ـ 1958م. ورئيس الوزراء هو نوري سعيد. كما نعلم كان الملوك تحت الاحتلال الاستعمار البريطاني، ونوري سعيد هو كذلك مثلهم خدم الاستعمار الإنكليزي.
صورة نوري سعيد
ب ـ الحكومات الجمهورية الموالية للاستعمارات الكبرى ما بين 1958 ـ 2003م
1ـ العميد عبد الكريم قاسم:
ترأس رئاسة الجمهورية المؤقتة محمد نجيب الربيعي لفترة قصيرة. ثم تولى رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء والقائد العام للجيش العراقي عبد الكريم قاسم. لقد تولى الحكم بثورة التموز العسكرية من 1958 ـ 1963م. بمساعدة الزعيم عبد السلام عارف، أنهى الحكم الملكي، وقتل خال الفيصل الثاني عبد الإله مع رئيس وزرائهم نوري سعيد. ثمّ طلب من فيصل الثاني أن يسلموا أنفسهم، فسلم نفسه مع والدته وحماته (أم الوالدة) والخدامة والأقارب مع زوجتها وقتلوهم غدرًا، لأنهم سلموا أنفسهم مقابل عهد.
وكان نائب رئيس الوزراء ونائب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية هو عبد السلام عارف. ويمكن أن نقول أنه استلم حُكم العراق الشيوعيين الموالين لروسيا، وبانقلاب عسكري من قبل عبدالكريم قاسم الفيلي الميّال إلى الشّيوعيّة فعاشت العراق الاستبداد المطلق والطغيان الغاشم والعداء الصريح الشرس للدين والسعي المتواصل لمحاولة إطفاء نور الله وإمحاء شريعته تحت أسماء مزخرفة كالتمدن والتحضر واستمر هذا الوضع الرّاهن إلى سقوط الحكم الصّدامي عام 2003م.
1 ـ العقيد عبدالسلام عارف:
قام بثورة عسكرية ضدّ عبد الكريم قاسم عام 1963 بتأييد من البعثيين، فقتل عبد الكريم قاسم وتولى الحكم إلى 1966م، وقتل أيضًا في حادث طائرة هليكوبير بمؤامرة دول الاستعمار. وتولى طاهر يحيى منصب رئيس الوزراء لأقل من سنة واحدة من 1966 ـ1967. وتولى أيضًا عبد الرحمن البزاز رئيسًا للوزراء في أيلول من عام 1965م. ثم رئيسا للوزراء مرة أخرى عام 1966م.
3ـ العميد عبد الرحمن عارف:
تولى الحكم بعد أخيه عبد السلام عام 1966 بتأييد من البعثيين ومساعدة الإنكليز لهم، أطاحوا عبد الرحمن، وأجبره البعثيون على الاستقالة في 17 تموز عام 1968م، وطلبوا منه اللجوء إلى خارج العراق، فالتجأ إلى بريطانيا ثم إلى تركيا، وفي الثمانينات رجع إلى العراق بأمر من صدام حسين، وتوفي في مستشفى عمان عن عمر ناهز 91 سنة عام 2007م ودفن في مقبرة الشهداء في المفرق في بغداد. وكان رئيس الوزراء ناجي طالب بقي لفترة قصيرة إلى عام 1967م، وبعدها جاء طاهر يحيى.
وهنا يجب أن نذكر هنا حقيقة تاريخيّة أن في العهدين العارفين اعتبارًا من 1963 ـ 1968م قد تنفس الشعب العراقي بعض الشّيء بسبب رفع الضّغوط السّياسيّة والملاحقات البوليسية عنهم وابتعدوا عن القسوة التي ذاقوا مرارتها في العهود السّابقة كما ذكرناها سابقًا وأحسّ الشّعب العراقي أيضًا بشيء من الاطمئنان والرّاحة.
4ـ أحمد حسن البكر :
من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي، أخذت الحزب مساعدات مالية وسياسية من الإنكليز غن طريق السفارة البريطانية في العراق وجاؤا إلى الحكم بعد ثورة عسكرية على عبد الرحمن عام 1968، وتولى رئاسة الجمهورية من عام 1968 إلى عام 1979، وسميّت هذه الثورة بالثورة البيضاء لعدم وقوع قتلى. قام بتأميم نفط العراق في عام 1972م، وقيل أن سبب تغير سياسة بريطانيا مع العراق هو تأميم نفط العراق من قبل أحمد حسن البكر. فأدّ هذا التأميم إلى الضرر الكبير في مصلحة دولة بريطانيا. وحتى قام صدام حسين بالانقلاب على البكر وعزله في سنة 1979م وألزمه القعود في بيته أي أجبره على الإقامة الجبرية حتى مات في 4 أكتوبر 1982م. أما ابنه محمد وزوجته قتل بحادث سيارة بأمر من صدام حسين. علمًا أن حزب البعث إلى الحكم من قبل أمريكا وإنكلترا، يمكن أن نجد ذلك في مذكرات حردان التكريتي وزير الدفاع العراقي السابق. وبعد نشر المذكرة هرب إلى الكويت وأغتيل هناك.
5ـ صدّام حُسين:
تولى رئاسة الجمهورية العراقية من عام 1979 إلى 2003م. عندما كان رئيس وزراء العراق. أشعل نار الحرب بين العراق وإيران فدخلت العراق الحرب مع إيران 8 سنوات، واستمرت من عام 1980 إلى عام 1988م، وقيل أن سببها هم الانكليز وأمريكا. وعقب انتهاء الحرب أوقعت بريطانيا وأمريكا مرة ثانية العراق في أزمة سياسية، وشجعت الحكومة العراقية السابقة من الدخول إلى الكويت هام 1990م ثم أُخرجت منها عام 1991م وأصبحت نهاية حزب البعث، وحتى نهاية دولة العراق، فجاءت الحصار الاقتصادي. ثم حصلت حرب وهجوم أمريكي وإنكليزي وحلفاؤهم أستولوا على العراق باتفاقية عراقية أمريكية جديدة عام 2003م. وكان على وشك انتهاء اتفاقية سايكس بيكو. وأخيرًا قتل ابني صدام، عدي وقصي في موصل، ثمّ أعدم هو أيضًا من قبل الأمريكيين، في القضاء العراقي. وقد تولى صدام حسين رئاسة الوزراء إلى عام 1991م، بالإضافة إلى كونه رئيس الجمهورية، وبعد ذلك تولى هذا المنصب سعدون حمادي ثم جاء محمد الزبيدي ثم أحمد خضير السامرائي ثم عادت الى صدام حسين. وكان هدف صدام نشر فكرة القومية العربية المتطرفة، وأن يكون فارس الأمة العربية. وفي زمنه قامت حروب الخليج وانتهى بانتهاء حكم البعث كما ذكرنا. والعراق لم تتخلص من سيطرة الاستعمار الأمريكي والإنجليزي إلى الآن.
6ـ غازي عجيل الياور:
من تاريخ 2004 إلى 2005، رئيس جمهورية العراق. وكان رئيس الوزراء: الدكتور اياد علاوي.
7ـ جلال الطالباني:
دولة العراق أحتلت من جديد من قبل أمريكا وحلفاءها عام 2003 وذلك باتفاقية عراقية أمريكية، وأرادت أن تهدأ غضب الشعب، فأعطت للعراق حق الديمقراطية الزائفة، فتشكلت المجلس الصوري ورئيس جمهورية بلا صلاحية. فعين لرئاسة الجمهورية العراقية المؤقتة غازي مشعل عجيل الياور. وبعد ذلك جاء إلى الحكم أول رئيس كردي على العراق فتولى الحكم كما ذكرت من قبل الأمريكيين عام 2005م. ورئيس الوزراء إياد علاوي وإبراهيم الجعفري وأخيرًا نوري المالكي.
منقول