بعض من سطروا التاريخ القبطى
التاريخ القبطى جزء لا يتجزأ من تاريخ مصرنا الحبيبة، ومن هنا أصبح الاهتمام به ضرورة وطنية وحضارية وإنسانية لدراسة تاريخ وحضارة أقدم أمة، وفى هذا المقال سوف نتتبع مصادر كتابة التاريخ القبطى، ولما كانت مصر القبطية هى جزءا ثابتا وأصيلا من تاريخ المسيحية العالمية، فسوف نقسم كتابة التاريخ الكنسى إلى شقين، الشق الأول يتناول الكتاب الذين كتبوا فى تاريخ المسيحية فى العالم كله، والشق الثانى يتناول المؤرخين الذين كتبوا عن الأقباط فقط.
أولا- المؤرخون الذين كتبوا عن تاريخ المسيحية بصفة عامة
يوسابيوس القيصرى: (260ــ 340) والملقب بأبوالتاريخ الكنسى، ولد بفلسطين وتلقى تعليمه هناك، وفى عام 313 اختير أسقفا لقيصرية فلسطين، وكان من أعلم رجال عصره، من أهم مؤلفاته كتاب «تاريخ الكنيسة» وقد صدرت له ترجمة عربية.
سقراط المؤرخ الكنسى: (380 ــ 450) عمل بالمحاماة فى مدينة القسطنطينية، له كتاب مهم فى تاريخ الكنيسة يقع فى سبعة أجزاء تناول فيه الأحداث السياسية والدينية خلال الفترة من (305 ــ 439)
سوزومين: (400 ــ 450 تقريبا) ولد بمدينة غزة بفلسطين، وعندما كبر سافر إلى القسطنينية وعمل بالمحاماة، كتب كتابا عن تاريخ الكنيسة منذ القرن الأول حتى عام 439، وأهداه إلى الأمبراطور «ثيودوسيوس الثانى».
القديس جيروم: (340ــ 420) ويعرف أيضا بالقديس «إيرونيموس» ولد على حدود «دلماشيا» «تقريبا المجر حاليا» ثم سافر إلى روما وتلقى تعليما طيبا، وترقى فى المناصب الكنسية حتى وصل إلى منصب السكرتير الشخصى للبابا «داماسوس «وله كتاب مهم بعنوان «مشاهير الرجال» اهتم فيه بسيرة نحو 135 شخصية مسيحية بداية من القديس بولس الرسول حتى زمنه هو.
ثانيا: التاريخ القبطى
وينقسم إلى قسمين، القسم الأول هم المؤرخون الأقباط، أما القسم الثانى فيشمل الرحالة والمستشرقين الأجانب الذين كتبوا عن الأقباط وسوف نبدأ بالمؤرخين الأقباط.
المؤرخون الأقباط:
1ــ يوحنا النقيوسى: (القرن السابع الميلادى)
وهو مؤرخ قبطى عاش فى النصف الثانى من القرن السابع الميلادى، وكان معاصرا للفتح العربى عام 641م، له كتاب مهم بعنوان «تاريخ العالم القديم» ويشمل تاريخ العالم منذ بداية الخليقة حتى عصره، وهو مكتوب أصلا باللغة القبطية، غير أن الأصل القبطى مفقود، وأقدم ترجمة متاحة له حاليا هى الترجمة الحبشية وترجع إلى عام 1602 م، وهى محفوظة حاليا بالمكتبة الوطنية بباريس، ويتكون الكتاب من 122 فصلا، وفى الفصول الأخيرة منه يشرح وقائع الفتح العربى لمصر فى شىء من التفصيل.