اكتشف الكثير من التجارب والقوانين الأساسية للوراثة وأدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لهذا العلم الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم
انه عالم النبات النمساوي غريغوري يوهان مندل المولود في 20 حزيران 1822 في بلدة هينزندورف بالنمسا. كان والداه مزارعين فقيرين، وكان مندل طالباً نجيباً ممتازاً، وقرر أن يصبح مدرساً. ولما كان كثير من المدرسين آنذاك كهنة، دخل مندل في العام 1843 دير القديس توماس في برون بالنمسا (برنو الآن في تشيكيا)- وعمره في ذلك الوقت كان 21 عاماً، وأصبح قسيساً في سلك الدير في العام 1847
كان الدير في ذلك الوقت ، مركزاً علمياً بالإضافة إلى كونه مركزاً دينياً؛ فالتقى مندل بالعديد من العلماء البارزين هناك. وفي العام 1851، ابتعثه الدير لدراسة العلوم والرياضيات في جامعة فيينا الشهيرة،وعاد إلى الديرفي العام 1853 ودرّس علم الأحياء والفيزياء في مدرسة عليا محلية لمدة 14 سنة. وجاءت شهرة مندل العالمية من بحوثه الصغيرة في حديقة الدير على نباتات البازلاء وزهورها وبذورها
انتخب مندل في العام 1868 رئيساً للدير. ومنذ ذلك الحين قيدت مسؤولياته الإدارية من فرصة في الاستمرار في المزيد من البحوث ،درس مندل في تجاربه في علم الوراثة، سبعة أزواج من السمات المميزة في نباتات البازلاء وبذورها. وشملت البذور المستديرة أو المتجعدة،والنباتات الطويلة أو القصير،اذ قام بتهجين آلاف النباتات وملاحظة خاصيات كل جيل لاحق من النباتات. وكان يعلم أن نباتات البازلاء، مثل جميع الكائنات الحية تنتج نسلها عن طريق اتحاد خلايا جنسية خاصة تدعى الأمشاج. وفي نباتات البازلاء، يتحد مشيج ذكري، أو خلية ذكرية، مع مشيج أُنثوي، أو خلية بيضة لتُكوّن البذرة.
استنتج مندل أن السمات المميزة تنتقل خلال عناصر وراثية في الأمشاج. وتسمى هذه العناصر اليوم الجينات . واكتشف أن كل نبتة تتلقى زوجاً من الجينات لكل سمة، بمعدل جين واحد من كل من الأبوين
واستنتج استنادًا على تجاربه، أنه إذا ورثت نبتة جينين مختلفين لسمة ما، فسيكون أحد الجينين سائدًا، بينما يكون الثاني متنحِّياً. وتظهر سمة الجين السائد في النبتة. فمثلا إذا كان جين البذور المستديرة سائدًا وجين البذور المتجعدة متنحِّياً، فإن النبتة التي ترث كلا الجينين ستكون لها بذور مستديرة
واكتشف مندل أن أزواج الجينات تنفصل بأسلوب عشوائي عند تكوّن أمشاج النبتة. وعليه فإن النبتة الأم تعطي جيناً واحداً من كل زوج إلى نسلها. كما اعتقد أن النبتة ترث كلاّ من سماتها مستقلة عن السمات الأخرى. ويُعرف هذان الاستنتاجان بقانون الفصل وقانون الاتساق المستقل. ومنذ عهد مندل، اكتشف العلماء بعض الاستثناءات لهذين الاستنتاجين، إلا أن نظرياته بصورة عامة، أثبتت صحتها،نشرت نتائج بحوث مندل وخلاصة تجاربه في علوم الوراثة في العام 1866 إلا أن أحدا لم يتنبه إليها في حينها إلى أن عثر العلماء على التقرير في العام 1900 وهنا عرف فضل أبحاثه على علم
الوراثة .