عالية طالب
تتنوع المجتمعات بتراثها الشعبي المتمثل بأوجه متعددة تتوزع ما بين الأزياء، العمارة, الطعام والشـــــــــــــــــــــ راب، اللهجات، العلاقات الأسرية، التقاليد المتوارثــــــة، وحكــــــــــــــــايات وقصص الشــــــــــــــــــــــ ـــطار والســــــــــــــــاحرات ، وألعاب الاطفال، وصولا إلى التربية وأساليبها ما بين بقعة جغرافية وأخرى.. والشعر الشعبي والأمثال التي تتقارب محليا وعربيا وتختلف في بعض الألفاظ والكلمات.. وبرغم تنوعها إلا انها تتشابه في مشتركات ثابتة مهما تعرضت لمتغيرات.
ولا يمكن لنا أن نغفل ما قدمته مجلة «التراث الشعبي» من توثيق متميز لكثير من موروثاتنا الشعبية ودور من ترأس تحريرها من الاسماء المبدعة من لطفي الخوري، عبدالوهاب الداقوقي، عبدالحميد العلوجي، شاكر صابر الضابط، عبد الصاحب العقابي، باسم عبد الحميد حمودي ثم كاظم سعد الدين.
هذه المجلة الثرة التي تعكس ثراء مناطقنا ومحافظاتنا وأمكنتنا بموروثها التراثي، لماذا لا يتم التعاون فيما بينها وأمانة بغداد ومراكز البلدية في المحافظات لوضع خطة عمرانية وفنية تعكس خصوصية كل منطقة بكل ما تنفرد به عن غيرها وعمل كرنفالات موسمية في مناسبات تأسيس المدن، وبما يعكس خصوصية تراث كل بقعة عراقية، التي تستحق أن تدرس وتوثق تاريخيا وجغرافيا بما يظهر حجم التطور والتغيير الذي طرأ على تراثها وواقعها المستحدث.
تراثنا الغني بتفاصيله هو مادة مضافة لعمق تاريخنا الابداعي والاجتماعي، وهو يستحق منا أن نوليه الاهتمام الكامل عمليا وليس نظريا فقط وهو ما تزخر به مجلة «التراث الشعبي» على سبيل المثال من بحوث ودراسات وتحقيق كتب تعكس ثنائية الزمان والمكان التي أسهمت في تشكيل المدن وازدهارها.
كرنفال التراث الشعبي لا يعني التخت الخشبي القديم والأركيلة والزبون والصاية.. إنه تاريخ زاخر بالفن والابداع والتميز الذي جبل عليه العقل العراقي المبدع في كل حين.