“ماذا لو” عبارة دائمًا ما تُبادر في الأذهان حول الأشياء التي نتمنى حدوثها أحيانًا، أو نفترضها في أحيان أخرى، إلا أننا هل افترضنا يومًا “ماذا لو” فشل الأبطال الخارقون في السينما، هل كنا سنحبهم، ويبات شغفنا بهم يزداد؟
سوبرمان وباتمان وهرقل وزينة وأيرون مان.. وغيرهم من الأبطال الخارقين، والذين أحبهم الجمهور، وباتوا حلم الجمهور في تحقيق العدل من خلالهم.
الشَرُّ ينتصر
تعود أسطورة الأبطال الخارقين إلى محاولة الإستفادة من آمال البشر بتحقيق العدل، وانتصار الخير، ويأتي ذلك دائمًا من تصدي رموز الخير المتمثلة في الأبطال الخارقين الذين يستطيعون مواجهة طاغوت الشر، ونصر الخير.
ولكن في “ماذا لو” أنتصر الشر، وانهزم هؤلاء الذين ينصرون الخير، أعتقد أن الإحباط هو ما سيشعر به الجمهور، وحالة من خيبة الأمل التي ستصاحب المشاهدين، ولكن لن يتوقف الأمر عند هذا الحد.
سيتنامى شعور في اللاوعي لدى المشاهدين أن الشر ينتصر، والخير ينحدر، وبالتالي ستكون القدوة، والمثل الأعلى هي تلك الرموز التي تمثل الشر.
القدوة
في عصرنا الحالي، وليس “الموازي” الذي نضع فيه جمهورنا من خلال هذا المقال، نمثل القدوة في الخير، وأنه مهما أزداد طغيان الشرّ، وبلغت قوته ما بلغت يهزمها الخير في النهاية.
لكن لو أنتصر “الشرّ” في الأعمال الفنية، ستكون القدوة بالتأكيد هم من ننبذهم في الأعمال الفنية، فتخيلوا معي أن الجوكر الذي يظهر في باتمان هو القدوة، وشره هو من قوانين العصر الذي نعيشه.
ستتحول القدوة في الشر، والنصرة والغلبة لأولئك الذين نمقتهم وننظر لهم كالمنبوذين، فهم من دمروا المجتمع ملأوه بالفساد والظلم، باتوا هم عظماء الكون.
أسطورة الشيطان
كما شاهدنا العديد من الأعمال والتي تبرز الصراع بين الخير والشر متمثلًا في الملائكة، والشياطين، وعلى الرغم من معاناه الملائكة في الأعمال إلا أنهم ينتصرون في النهاية.
إلا أن المقبل سيكون انتصار “الشيطان” فالأحمر سيكون لون الفوز، والأنتصار، فهيا نملأ المجتمعات فسادًا وعبثًا، ولتنتهي أسطورة الخير والذي ضربها الشر في معقلها، لست أتحدث عن الواقع بل لو عممنا انتصار الشر على الخير في الأعمال، ستزداد الأمور سوءً.
المسلسلات تمتنع
بالطبع شاهدنا مسلسلات عديدة مأخوذة من نجاح أفلام باتمان وسوبر مان، وغيرها من تلك الأعمال التي كانت تدور في فلك الأبطال الخارقين الذين يمثلون الخير، ولكن في حال فوز الشرّ في الأعمال لن نرَ مسلسلات للأبطال.
وبالتأكيد كنا سنرى أفلام تتعلق بالشياطين، والمستذئبين، وأبطال الشر في الأعمال الفنية، ومتأكد، ومتيقن تمام اليقين أن الجوكر وهو جانب الشرّ في أعمال باتمان سيكون صاحب دور البطولة، وستنتج له أعظم شركات الإنتاج مسلسلات واعمال، وغيره ممن نصروا الشر، وقضوا على الخير.
الأمل
الأعمال الفنية هي وقود الشعوب، تحركهم، وتسيطر على عقوله الباطن، فالمعتاد في الأعمال الفنية مهما كانت تدور مجريات أحداثها، مهما اختلفت ثقافتك، ودينك، ولونك، وجنسيتك، تنصر الخير في النهاية، تحافظ على الطبيعة البشرية، والفطرة.
إلا أن نصرة الشر في الأعمال الفنية تقتل الأمل، تتلاعب به وبعقول المشاهدين، إنك تجعل الخلل يدب في النفوس، وتقتل الأمل في القلوب ويبات الشر هو وسيلتك للنصرة، لا مكان للأمل في عالم الأشرار.
في النهاية.. كما قال باسم يوسف يومًا ما “مقالنا غير حقيقي، وغير واقعي، وغير جاد، وغير حيادي، وأي تشابه بين المقال والواقع فهو بالطبع بمحض الصدفة البحتة”، ولكن تذكروا أن عالم الأشرار دائمًا بلا آمال أو أحلام، فتمسكوا بآمالكم، وتشبثوا.
المصدر
www.arageek.com