تجربة ترويها إحدى الفتيات
سأبدأ التدوينة بسؤال بسيط… ألست دائماً تعاني من عدم إيجادك لشامبو يناسب نوع شعرك؟، تستخدم هذا الشامبو فيؤدي إلى تساقط أكثر لشعرك، وتستخدم ذاك الشامبو فيؤدي إلى جفاف وقشرة، وتظل تجرب بحثاً عن الشامبو المثالي، الذي صنع لشعرك خاصة!. ماذا لو أخبرتك أنه لا يوجد شامبو مثالي!، ماذا لو قلت لك أن (الشامبو نفسه) هو الذي يسبب لك كل تلك المشكلات، ما رأيك بهذا الكلام؟
كنت أفكر وأتساءل، كيف كان الناس قديماً يعيشون، بلا أي شيء من كل هذه الأشياء الضرورية التي لا نستغني عنها اليوم، وإن كانوا قادرين على أن يعيشوا من دونها فهل هي حقاً ضرورية؟. كان الشامبو أحد هذه الأشياء، قررت أن أبحث عن الموضوع أكثر، لعلي أجد من يوافقني الرأي. بحثت في المحتوى العربي فلم أجد شيئاً مفيداً، بحثت باللغة الإنجليزية فوجدت أشياء كثيرة، تجارب وقصص، أسئلة وإجابات!، كانت الفكرة بدأت تنتشر فيما بينهم (رغم أنها لا زالت وليدة- فكرة بلا شامبو) أي إخراج الشامبو من حياتك والإستغناء عنه تماماً!، يسمون الطريقة No-Poo، وبعد أن قرأت الكثير من صفحات المدونات وبعد بحث كافي قررت الإنخراط في الأمر، وبداية خوض التجربة!.
لماذا أقوم بهذه التجربة؟
  1. الكيماويات في الشامبو تجفف الشعر وفروة الرأس.
  2. الإستخدام المتكرر للشامبو يجعلك لا تستطيع الإستغناء عنه أبداً!.
  3. والأهم من هذا كله، سيكون شعرك أكثر صحة ونظارة. (حسب تجربتي وتجربة الآلاف)

مفاهيم خاطئة :
  1. الذي يخوض تجربة بلا شامبو لا يعني هذا بالطبع أنه لا يستحم :D، يستحم لكن دون الإستعانة بالكيماويات الموجودة في علبة الشامبو
  2. لن تكون هناك أي رائحة سيئة للشعر بعد ترك استخدام الشامبو
  3. الفكرة الرئيسية هي: الشامبو يزيل الزيت الطبيعي الذي تفرزه فروة الرأس بالكامل، مما يؤدي إلى أن تزيد فروة الرأس إفراز الزيوت لإحداث التوازن، كل هذا يخلق دائرة من غسل وإزالة الزيوت الطبيعية بالشامبو ثم إفراز المزيد من الزيوت والاضطرار لاستخدام الشامبو بشكل مستمر للتخلص من الزيت الزائد، لهذا فإنك عندما تتخلص من استخدام الشامبو، وبعد مرور الوقت الكافي (فترة التأقلم)، تبدأ فروة رأسك تعود إلى إفرازها الطبيعي، وعندها لن تجد نفسك مضطراً لغسل شعرك كل يوم أو يومين، وستجد أن شعرك الذي كنت تظنه دهنياً ليس في الحقيقة كذلك. هذه التجربة تحتاج إلى صبر، فحتى تعتاد فروة رأسك وتتأقلم على الطريقة الجديدة وتبدأ بتقليل إفراز الزيت، ستحتاج لأسبوعين إلى 6 أسابيع.

كيف أتخلص من الشامبو؟
  • الطريقة في الأساس هي استخدام الماء فقط، إلا أنه ظهرت طريقة جديدة لاقت الكثير من القبول، وهي في استخدام البيكنق صودا وخل التفاح، ويوجد من يفضل استخدام الليمون أو العسل أو بعض الزيوت مثل زيت الزيتون (لا أنصح بهذا). قبل أن أبدأ في ذكر تفاصيل الإستخدام، ينبغي أن تتذكر جيداً أن أول 4 أو 6 أسابيع -وقد تطول أكثر بقليل حسب نوع الشعر-، ستكون أسابيع صعبة جداً، فشعرك سيكون أثناء هذه الأسابيع الأولى لا يطاق!، ستشعر أنك تغسل شعرك أو لا تغسله لا فرق!، سأكون صادقة وصريحة في هذا تماماً، ستحتاجون إلى ارتداء القبعات، الشماغ، الحجاب، كلها نعم مضاعفة لكم في تلك الفترةD:، إلا أنه بعد مرور اسبوعين، ستبدأ المشكلة تخف بشكل واضح، وستبدأ الفروة تتأقلم -وتستوعب- أنك لم تعد تزيل كل الزيوت الطبيعية بالكامل!، لذا تحلى بالصبر.

كما ذكرت توجد طريقتين لخوض هذه التجربة :
الماء الدافئ فقط :
  • وهو الماء الأقرب للحرارة، يفضل في الأسابيع الأولى أن لا تكثر من الاستحمام ظناً منك أنه يساعد في إزالة الزيوت بشكل أسرع، بل على العكس، الهدف هو أن تبقي الزيوت ولا تزيلها حتى تبدأ الفروة في إدراك أنها ليست بحاجة إلى إفراز المزيد من الزيوت، فإذا كنت تحاول باستمرار إزالة الزيوت، لن تكون حققت شيئاً!. الطريقة هذه ستكون للرجال أسهل منها للنساء، فطول الشعر يؤثر تأثيراً كبيراً في سرعة التخلص من الزيت، لأنك ستحتاج إلى مشط ذو أسنان كهذا الذي في الصورة
  • هذا المشط المسنن يساعد على نزول الزيت بشكل جيد، ولا يفضل أن تستخدمه أثناء الاستحمام، إنما تستخدمه والشعر جاف، وستلاحظ نزول الزيت مع تكرار تمشيط الشعر ولهذا فالشعر الطويل أصعب في التخلص من الزيت، ويجب أن تنتبه أن المشط يساعد فقط في أول الأسابيع ولا يزيل الزيت تماماً. كما قد يساعدك استخدام منشفة لشعرك وتنشيفه جيداً.


الماء والبيكينق صودا وخل التفاح:
  • هذه الطريقة لن تساعد كثيراً في أول الأسابيع، إلا أنها ممتازة بعد مرور نصف فترة التأقلم لفروة الرأس، سيعمل البيكينق صودا عمل الشامبو وسيقوم بتنظيف الشعر تنظيفاً عميقاً، وستحس بعده أن شعرك أنظف بكثير من تلك المرات التي كنت تستخدم بها الشامبو، إلا أن البيكينق صودا يسبب الجفاف لفروة الرأس، لذا تستخدم بعده خل التفاح. ستضع ملعقة-ملعقتين بيكينق صودا وتخلطهم بالماء، لكل ملعقة بيكينق صودا كوب ماء، استخدم كوب أو كوبين حسب كثافة وطول شعرك، يفضل أن يكون الماء دافئ، أقرب للحرارة، بعد مزجهم جيداً تغمر شعرك بالماء وتسكب الخلطة على الشعر وتبدأ بالتدليك والتنظيف كما تفعل مع الشامبو بالضبط!، لن تكون هناك أي رغوة ولكنك ستحتاج إلى تمرير أصابعك على كل أنحاء الفروة لتنظيف الجذور، بعد أن تنتهي من التنظيف اشطف شعرك بالماء واحرص على تنظيفة بشكل جيد.
  • ستكون الآن جاهزاً لخل التفاح، استخدم نفس الطريقة السابقة، لكل ملعقة خل كوب ماء، اخلطهم جيداً وافعل نفس الذي فعلته مع البيكينق صودا، ثم اشطف شعرك بالماء، اطمئن خل التفاح لن تبقى له أي رائحة بعد أن يجف شعرك، ولكن يلزمك لهذا تنظيفه بشكل جيد.

تجربتي مع بلا شامبو :
  • لقد بدأت التجربة وأنا متفائلة أشد التفاؤل، خصوصاً مع نتائج الآخرين المذهلة!، إلى أن دخلت مرحلة التأقلم!، كرهت شعري في تلك الفترة وتعبت معه، ولا أذكر أنني أسدلته مرة واحدة! بل كنت على الدوام أربطه وأخفيه بمختلف أنواع ربطات الشعر، حتى أنني في أكثر من مرة قررت أن أنهي التجربة، ثم أتراجع وأصبر على نفسي.
  • مرت فترة التأقلم وقد أخذت مني أظن شهر وأسبوع، وبالطبع لم تكن نهاية الفترة كسوء بدايتها، فالشعر يبدأ بالتأقلم بالتدريج. بعد هذه المرحلة أعجبتني النتيجة، وفعلاً وجدت أن شعري يروقني أكثر!، وقد كنت أستخدم حينها البيكينق صودا والخل أحياناً. وأكتفي بالماء أحياناً أخرى، أعجبتني كثيراً كل هذه الحرية والإستغناء المادي عن هذا المنتج التجاري.

أتمنى أن تكون تجربتي قد أعجبتكم، وسيكون من الرائع والمثير للإهتمام أن تستغنوا عن هذه المادة التجارية لصحتكم، مفما هي إلا عبارة عن مواد كيميائية ضارة تزيل الزيوت التي تكونها فروة الرأس، وبعدها تخلق قشرة الرأس وتقصف الشعر والمشاكل الأخرى التي لا تُعد ولا تحصى!، مفعولها قصير ويذهب بسرعة لتظهر أعراضها الجانبية بعدها حتى تستمروا بشراء منتجاتهم التجارية والتي علمونا بأننا لا يمكننا العيش بدونها وأنها عبارة عن دواء لا يمكن الإستغناء عنه، وتذكروا دائماً السؤال : كيف عاش القوم السابق بدون شامبو؟
بالتوفيق للجميع وحبي لكم.