تطبيق التليقرام الغني عن التعريف، والذي ظهر عام 2013 كمنافس للتطبيق الشهير (واتساب) وقدم ولايزال يقدم العديد من المميزات والخصائص، هاهو قبل عدة أشهر يطلق خاصية القنوات التي نقلته من مجرد تطبيق عادي للمراسة إلى منصة نشر اجتماعية أو لنقل إلى شبكة اجتماعية مصغرة لكنها عن طريق الهواتف الذكية.
ورغم أن هذه النقلة النوعية قد تسعد بعض المستخدمين، فإنها أيضاً قد تفسد على بضع المستخدمين هذا البرنامج من جهة أخرى، لأن الشبكات الاجتماعية تسبب لهم دوشة وهم يريدون فقط تطبيق مراسلة يستخدمونه للتراسل مع أصدقائهم، ورغم تفاوت وجهات النظر، تبقى هذه الميزة الجديدة بمثابة نقلة نوعية ساعدت التطبيق كثيرا على الانتشار والتوسع.
ماهي قنوات التليقرام
دعوني اولاً أخبركم عن هذه الميزة ان لم تكونوا قد غصتم في دهاليزها، القنوات في التليقرام عبارة عن صفحات عامة داخل التطبيق لنشر المحتوى المتنوع، يمكن لأي شخص داخل التليقرام الاشتراك في هذه القنوات ومتابعة المنشورات التي يقوم بإرسالها مدير القناة بشكل دوري، يمكن لمدير القناة نشر أي نوع من المحتوى عبر القناة، مثل المنشورات النصية والصور والفيديوهات وملفات الصوت وكذلك الملفات العامة مثل البي دي اف أو أي نوع آخر من الملفات.
يكون للقناة العامة رابط فريد على موقع التليقرام الرسمي، ويمكن للمستخدمين داخل التليقرام تناقل رابط القناة المختصر مع بعضهم البعض لنشر رابط القناة وكسب المشتركين، وحين يدخل المستخدم القناة يمكن له الاشتراك فيها عبر النقر على الزر أسفل القناة، وحينها ستحفظ القناة داخل التطبيق ويصل إليه كل منشورات القناة.
التحرر من ضيق الواتساب
قبل ظهور قنوات التليقرام، كانت هنالك الكثير من المحاولات لتحويل الواتساب لتطبيق نشر أو أداة إيصال المحتوى إلى عدد كبير من المشتركين، عبر مثلاً قوائم الإرسال الجماعي مثل خدمات الأخبار عبر الواتس التي كانت ترسل الأخبار إلى المشتركين، لكنها كانت عملية متعبة ومجهدة رغم قوتها لأن الرسائل تصل إلى الهاتف مباشرة ويتم إشعار المتلقي بالرسالة.
لكن الآن بعد أن ظهرت قنوات التليقرام، تحرر الناشرون من ضيق الواتساب، لم يعودوا بحاجة لتسجيل كل مستخدم جديد واحد تلو الآخر، وبدل إيصال المنشورات إلى المئات أصبح بالإمكان الآن إيصالها إلى الآلاف أو عشرات الآلاف، وأصبح من السهل نشر القناة وكسب مشتركين جدد، لذلك فقد أصبحت أعين المسوقين والمروجين تتجه نحو هذا المارد القادم الجديد.
التسويق عبر التليقرام
التسويق الاجتماعي من أهم مجالات التسويق هذه الأيام، حيث أتاحت هذه الشبكات والتطبيقات الوصول إلى عدد كبير من المستخدمين وحسنت خاصية الاستهداف من أجل وصول الإعلان إلى الشريحة المطلوبة فقط دون غيرها، ثم هاهو تطبيق التليقرام يدخل حلبة المنافسة.
تكمن أهمية التسويق عبر التليقرام أنه تطبيق هاتف في الأساس، يصاحب المستخدم في حله وترحاله، الأمر الآخر الأكثر أهمية هو خاصية التنبيهات، التي تجذب المستخدم أياً كان وضعه وتدعوه للدخول إلى القناة وقراءة المحتوى الجديد ، طبعاً مالم يغير المستخدم
وضعية القناة إلى الـ(الصامت)
لقد شهدت الشهور الماضية ظهور الكثير من
قنوات التليقرام العربية في شتى المجالات، بعضها فعلاً مميز ويقدم محتوى حصري متعوب عليه (مثل
قنوات تعليم اللغة الانجليزية)، وانطلق سباق محموم بين أصحاب القنوات لنيل أكبر قدر من المشتركين الجدد في قنواتهم.
بعض تلك القنوات فعلا يقدم محتوى نافع ومفيد، ويسعى للانتشار والتوسع بهدف إيصال هذا المحتوى لأكبر عدد ممكن، بينما قنوات اخرى أصبح همها كسب الكثير من المشتركين بهدف الإستفادة من القناة فيما بعد بنشر الإعلانات المدفوعة أو حتى الاعلانات الخاصة بها لنشر قنواتها مثلاً أو منتجاتها. ومهما كان الهدف من وراء نشر القناة، تبقى حقيقة أن التسويق عبر التليقرام أصبح من أفضل مجالات التسويق الرقمي والاجتماعي في الوقت الحالي.
محتوى تحت الطلب
قنوات التليقرام اتاحت الفرصة للمستخدم العادي أن يتلقى محتوى تخصصي بحسب ما يريد ويرغب، فلقد أتاحت هذه الخاصية ظهور الكثير من القنوات التخصصية التي تهتم بعلم من العلوم أو مجال من المجالات، فنجد أن هنالك قنوات خاصة بالشعر والأدب، وقنوات بالرياضيات واخرى بتعليم الانجليزية وكذلك قنوات القصص سواءً المقروءة أو المسموعة وغيرها الكثير من القنوات التخصصية النافعة.
لقد أصبح التليقرام اليوم وسيلة لتلقي المحتوى الخاص، فكل شخص له اهتماماته وميوله، وسوف يجد بالتأكيد من يشبع شهيته المعرفية بين قنوات التليقرام العربية، ما عليه إلا الاشتراك في القنوات التي تمده بالمحتوى المتخصص الذي يرغب به كي يصله بكل سهوله وهو متكئ على أريكته.
ان هذا العصر يتميز بأنه عصر المعلومة المتاحة للجميع، أي شخص يمكنه الذهاب إلى المعلومة والحصول عليها، لكن يبدو أننا نشهد ولادة عصر جديد، عصر المعلومة القادمة إليك بنفسها.
هل يستمر الحال
ولأن التليقرام يدعم أنواع كثيرة من الملفات من ضمنها الفيديوهات التي تشكل عبئاً كبيراً على سيرفرات التطبيق الخاصة به، ولأنه لم يعد فقط مجرد تطبيق مراسلة داخلية يقوم المستخدم فيه بإرسال الفيديو إلى صديقه أو إلى مجموعة بسيطة من الأقارب، بل أصبح يرسل إلى عشرات الآلاف من المستخدمين المجهولين دفعة واحدة وعبر قناة واحدة، ولأن المجال مفتوح لفتح القنوات ونشرها ونشر المحتوى فيها أياً كان نوعه، فإن الأمر يدعو إلى التأمل في استمرارية هذه الخدمة من عدمه.
لاريب أن خاصية القنوات ستشكل عبئاً ثقيلاً على الشركة المالكة للتطبيق، وأنها ستجعلهم ينفقون الأموال الطائلة لإبقاء هذه الخاصية فعالة، فهل سيستمر الوضع على ماهو عليه، وهل سيستمر التطبيق بدون إعلانات او اشتراكات تعود عليه بالنفع المادي؟ لا ندري.
لقد شهدنا عصر نمو شبكة الفيسبوك، ووقت انطلاق خدمة صفحات المعجبين التي أتاحت الفرصة للجهات والشركات أن يتواصلوا مع الأفراد بشكل مباشر، لكن بعد فترة من الزمن أصبحت تلك الصفحات غير ذات جدوى كبيرة بسبب سياسة الفيسبوك في الحد من وصل المنشورات إلى جميع المستخدمين، وأصبح من الضروري على صاحب الصفحة أن يدفع مقابل أن يصل منشوره إلى جميع المشتركين في صفحته.
هل ستستمر قنوات التليقرام كما هي عليه اليوم كوسيلة تسويقية فعالة تصل فيها المنشورات إلى جميع المشتركين أم أن سياسة التطبيق سوف تختلف في المستقبل ضد مصلحة أصحاب تلك القنوات، هذا هو السؤال الذي يؤرق أصحاب القنوات وخاصة من تعب وخسر من وقته وجهده في سبيل تنمية قناته ونشرها على مدى الشهور الماضية.
وفي الأخير، دعونا نرحب بهذا الضيف الجديد الذي حل على نادي التسويق الرقمي الاجتماعي ودخل عليه بقوة ودعونا أيضاً نأمل له الخير والإزدهار لما يحقق المصلحة العامة.
المصدر
www.tech-wd.com