يبدو أن فكرة كلمات المرور النصيّة وأرقام التعريف قد عفا عليها الزمن، قد يكون لصعوبة تذكرها، أو سعياً لتوفير وسيلة سهلة وبسيطة نسبياً للحفاظ على بياناتك من أيدِ الغرباء، ربما هذا هو السبب وراء تحرّك الكثير من الشركات التقنية وعلمائها لإيجاد حلول بديلة تعتمد في الأساس على قياسات حيوية داخل الجسم.
بدأ التعرّف على الشخص المسؤول ببصمة الصوت، ثم بصمة الإصبع ثم بعد ذلك بصمة العين ويبدو أن هذا كلّه أيضاً لم يكن الحل الأمثل لدى العلماء، وهذا ما بدأه مجموعة من العلماء في جامعة بينجهامتون من بحث على حل بديل لكلمات المرور من بصمة الأصابع والتعرّف على الوجه، حيث قاموا بفحص الدماغ باستخدام تقنيات رسم المخ وسلسلة من الكلمات والصور، والتي ستقوم بفحص الدماغ لمعرفة ما إذا كان الدماغ الخاص بك أم أن الأمر ليس كذلك، بالطبع يُعتبر هذا النظام من الأنظمة التي لن يشوبها شائبة إلى حدٍ كبير، ولن يتم خداع النظام بسهولة من قبل متسلّل أو مُخترقٍ للنظام، مما قد يساعد على تصعيب الأمور قليلاً.
كيف يعمل نظام التعرف على دماغ المستخدم؟
قام بتطوير النظام مجموعة من العلماء والذي أطلقوا عليه إسم “Brainprint” أي ما يعني رسم المُخ، وهو جهاز يستخدم تقنية الرسم الكهربائي للدماغ (EEG) من خلال غطاء للرأس وعلى إثر ذلك يُقدّم سلسلة من 500 صورة تحوي كلمات، صور للمشاهير وصور بسيطة مُخزّنة للمستخدم بمعدل صورتين في الثانية، من خلال ردود فعل الدماغ الخاصة بالمستخدم يقوم الجهاز بخلق قراءات فريدة من نوعها، فعلى سبيل المثال، إذا عُرضت صور سريعة للنحل على الشاشة فسيكون ردّة فعل دماغ الشخص الذي يهاب لدغات النحل مُختلفة تماماً عن الشخص الذي يُربّي النحل من أجل لُقمة العيش، والهدف من وراء عرض تلك الصور هو خفض نسبة تزوير الهوية حيث يتم اختبار دماغ البشر بنسبة مُعينة تسمح برفض أي شخص ليس لديه دقّة 100%.
الرسم الكهربائي للدماغ (EEG) هو اختبار يكشف عن النشاط الكهربائي الدماغي باسستخدام أقطاب صغيرة مسطّحة من المعدن يتم وضعها على فروة الرأس، والتي تقوم بدورها برصد النبضات الكهربائية التي تنشط من وقت لآخر داخل خلايا المُخ، والتي تكون عبارة عن خطوط موجية أثناء النوم.
تقول الباحثة سارة لازلو، كبير الباحثين بالمشروع:
“عندما نقوم بالتقاط مئات الصور، ومع اختلاف شعور كل شخص عن الآخر حتى بين أفراد العائلة ذاتها، ستتمكن بدقّة بالغة من تحديد أي شخص تريده من خلال نبضات الدماغ الكهربية الخاصة به والتي تُميّزه عن الآخرين”.
ماذا لو تغيّرت النبضات من وقت لآخر؟!
من أجل اختبار أمان النظام الجديد، يقوم الباثحون بخداع عقل بعض المستخدمين، من أحد الطرق المُستخدمة في ذلك هو استخدام ضوء وامض في نفس التردد لشخصين مختلفين لمعرفة مدى تزامن أدمغتهم بالطريقة التي يعتقدونها أم لا، على الرغم من فشل الاختبار وعدم اكتمال صحته، إلا أن النظام “Brainprint” لا يُمكن اختراقه في هذه المرحلة، ويستخدم الباحثون طرقاً مُختلفة لإجبار المستخدمين على استخدام النظام تحت تهديد السلاح مثلاً، ودراسة نشاط الدماغ الذي سيتغيّر حتماً بسبب التهديد ومن المحتمل ألّا يكون قادراً على الوصول.
الفكرة الرئيسية وراء نظام التعرّف على الشخصيات من خلال رسم المخ هي التعرّف على تفكير المستخدم، وبعدم معرفة النشاط الحادث داخل الدماغ من قبل المستخدم أو عدم معرفته عياناً بياناً، وهو الجزء المُميّز في هذه التقنية الجديدة، وهو الولوج إلى أنظمتك الخاصة من خلال استجابات دماغك التي لا تعلمها أنت تحديداً، تأتي هذه الخطوة بصيص أمل في وضع حلول مُستقبلية للمستخدم والتي يُمكن دمجها في الأجهزة بسهولة.
هل ستكون من مستخدمي هذه التقنية حال إصدارها ؟!
المصدر
www.arageek.com