مذهل هو ذلك العقل الذي يقبع داخل رؤوسنا، فالقدرات الخارقة والمدهشة التي نمتلكها هي غاية في الإعجاز والإبهار، وما أن تعرف أن لديك القدرة على استخدام دماغك وتنمية قدراته بصورة أفضل مما أن عليه الآن، حتما ستتفاجأ بأن باستطاعتك انجاز كثير من الأمور بشكل أفضل مما لو أهملت استغلال وشحن هذه القدرات.
كان توني بوزان واحد من أهم من كان العقل ووظائفه المختلفة الشغل الشاغل له، ما ترتب على اهتمامه هذا إضافة الكثير من المعرفة لكل من أراد استخدام عقله بصورة أكثر فعالية.
توني بوزان
كاتب بريطاني، يعد أول من وضع الخرائط الذهنية، ويعرف بأستاذ الذاكرة؛ نظرا لاهتمامه الشديد بهذا المجال، كما أنه اشتهر بلقب سيد العقول، وهو أيضا مؤسس “بطولة العالم للذاكرة “التي أصبحت اليوم حدثاً هاما في جدول الأحداث الثقافية والرياضية العالمية.
له العديد من المؤلفات في مجال علوم الدماغ والذاكرة منها ما تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا، كما نشرت مؤلفاته في أكثر من مئة وثلاثين دولة بثلاثين لغة مختلفة.
الخرائط الذهنية
تبعا لبوزان فإن خريطة العقل هي أداة فكرية ومثالية لتنظيم أفكارك، وهي الطريقة الأسهل لتخزين المعلومات في الدماغ، واستخراجها منه، كما أنها وسيلة إبداعية فعالة لتدوين الملاحظات التي ترسم خرائط لأفكارك.
هذه الخرائط تساعدك على التخطيط السليم، التواصل، الإبداع، حل المشاكل، التركيز وتنظيم وتنقيح الأفكار، وطبقا لمايكل ميتشالكو في كتابه “Cracking Creativity” فإن خريطة العقل تعمل على تنشيط أجزاء العقل وتنظفه من الفوضى العقلية، وتعطي صورة لكل من التفاصيل والصور الكبيرة، وتساعدك على نقل المعلومة من الذاكرة قصيرة الأجل إلى الذاكرة طويلة الأجل.
عقلك أفضل مما تظن
في كتابه”استخدم عقلك” يعالج بوزان الوظائف المختلفة للعقل، كذلك يتطرق لموضوع الذاكرة وكيفية تحسينها، أما الفصول الوسطى للكتاب فيفردها لاستكشاف الخرائط الداخلية للدماغ، وأفردت فيه الفصول الأخيرة للحديث عن الطريقة الجديدة التي ستمكن القارئ من دراسة أي موضوع ابتداء من اللغة وانتهاء بالرياضيات.
كما يحتوي الكتاب على تمارين واقتراحات في مواقع مختلفة منه كنشاط، يتطلب منك أن تضع برنامجا دراسيا خاصا بك لتطبيقه. وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، خصصت صفحة لتدون فيها ملاحظاتك الشخصية حول ما قرأت؛ تمكنك من قياس التحسن الذي يطرأ عليك مقارنة بما كنت عليه من قبل.
القراءة بشكل أسرع وفاعلية أكبر
إن كنت من هؤلاء الذين يعانون من أحد مشاكل القراءة المعروفة كنفاذ الصبر، الكسل، الفهم والاستيعاب وغيرها، فستجد في هذا الكتاب فصلا كاملا يتناول باستفاضة وبأسلوب شيق مشاكل القراءة والتعلم، أساليب معالجتها، كذلك يناقش بعض الأفكار الخاطئة حول القراءة والقراءة السريعة وأسباب بروزها.
وكنوع من علاج مشاكل القراءة لديك، يطلب منك المؤلف تدوين كل المشاكل التي تعاني منها أثناء القراءة، ويرجع الكاتب هذه المشاكل إلى قلة معرفتنا بقدرات العقل، وبدأنا منذ الطفولة بتعلم القراءة بطرق لا تساعدنا مستقبلا على تجنب الوقوع في بعض المشاكل.
من ضمن هذه الطرق القراءة بالطريقة الصوتية أو الألفبائية، وتتلخص في تعليم الطفل أسماء الحروف ثم لفظها كل على حدة، ثم نطق ولفظ الحروف في مجموعات، ومن ثم تكوين الكلمات.
أيضا طريقة “انظر وقل” وتبدأ عن طريق عرض البطاقات التي تحمل صورا كما وتحمل في الوقت نفسه أسماء لتلك الصور، وبعد أن يتعود الطفل على الصور، تزال هذه الصور لتبقى الأسماء والكلمات.
وكان المأخذ على هذه الطرق التي تدرس في دول عدة، إلى أنهما غير ملائمتان كثيرا لتعليم أي طفل القراءة بالمعنى الكامل للكلمة.
نظم جديدة في فن التذكر
عدة اختبارات يقيس بها الكتاب قدرتك على التذكر، ستجدها بالفصل الثاني مع شرح مفصل لأسباب تذكرك بعض الكلمات ونسيانك للبعض الآخر، ومن هذه الاختبارات ستستنتج أن الحفظ والفهم لا يعملان معا أو لا يعملان بطريقة واحدة كلما مر الزمن أو الوقت، فمثلا إذا مررنا بقائمة من الكلمات وطلب منا حفظها بطريقة سريعة فجميعنا سنفهم معنى هذه الكلمات، ولكن لن نذكر منها سوى كلمات معدودة.
وهذا يساعد على شرح السبب وراء عدم تذكر كثير من الناس لكثير مما يقرؤون بعد ساعات من التعلم والفهم. والسبب يتمثل في كون عملية التذكر تسوء مع مرور الوقت إلا إذا أعطينا الدماغ فترات من الراحة.
كما أننا نتجه إلى التذكر أكثر في بداية ونهاية عملية التعلم، كما نتجه إلى تذكر الأمور المتكررة وذات المعنى الواحد والأشياء الشاذة أو المتماثلة، وإذا ما أريد لعملية التذكر أن تبقى في مستوى معقول فإنه من الضروري البحث عن نقطة تعمل فيها كل من الذاكرة والفهم بأكبر قدر ممكن من الإيقاع والتناغم.
وهذا يحدث في مدة زمنية تتراوح بين عشرين وأربعين دقيقة. والمدة الأقصر من ذلك لا تعطي الدماغ الوقت الكافي من أجل تقييم وإدراك حالة التناغم والتنظيم في المادة المقروءة.
رعب الكتاب المدرسي
يعرج المؤلف في أحد فصول الكتاب، على الرعب الذي تسببه الكتب المدرسية والامتحانات لأي طالب، ومن ضمن الأسباب التي ذكرها هو إحاطة الطالب بكتلة مربكة من مواضيع مختلفة، تتطلب منه أن يتعلم ويتذكر ويفهم عددا كبيرا منها وتحت عناوين عديدة: كالرياضيات، الفيزياء، الأحياء والكيمياء وغيرها.
وبالطبع على الطالب أن يتذكر أرقاما وتواريخ وأسماء ونظريات وأفكار، وهذا يعني أخذه بطريقة غير متكافئة تماما بين الدراسة والطريقة التي يتعامل بها مع المعلومات من جهة، وبين المعارف التي تحيط به من جهة أخرى.
وللتخلص من كابوس الدراسة هذا، يطرح بوزان طريقة جديدة، مخالفة لتلك الطرق التقليدية المتبعة في المدارس والجامعات والتي انعكست بدورها على المناهج الدراسية.
وتبدأ هذه الطريقة بالأفراد والأشخاص وعدم إمطارهم بسيل الكتب والمعادلات والامتحانات المعتادة، وتعليمهم كيف يتمكنون من الدراسة بفعالية عبر التخطيط وتحريك أعينهم أثناء القراءة وكيف يتذكرون ويفكرون، باختصار العمل على تمكين الفرد من أن يتعلم حقائق مختلفة حول نفسه وقدراته قبل تعليمه حقائق مختلفة عن أشياء أخرى.
عدة مهارات وتقنيات تحفز دماغك وتساعدك على اكتشاف قدراته الهائلة، يتناولها توني بوزان في كتابه هذا، وقد يكون من المفيد أيضا لو شاهدت هذه السلسلة…
المصدر
www.arageek.com