يمتلك جهاز iPad حظاً كبيراً وإهتماماً أكبر من قِبل شركة أبل ونظامها الإقتصادي، وقد مر الجهاز بمراحل عديدة، إلى أن بدأت أبل في إطلاق الجيل الجديد من الجهاز والذي يتميز بصِغر حجمه تحت اسم iPad Mini. وقد صدر من هذا الجيل أربعة أجهزة، صدر آخرها والمعروف ب iPad Mini 4 مؤخراً. وهو ما أعده الكثيرين خطوة لتصحيح المسار بعد ما لاقاه iPad Mini 3 من تقييمات سلبية وآراء سيئة مُقارنة بغيره من مُنتجات أبل والتي جعلت بدورها سقف طموح المُستهلك أعلى بكثير من أن يتم إرضائه بمجرد تحديثات بسيطة لا ترقى لأن تكون نقلة بين جيل وجيل. وبدورنا نحن ها هنا، سنقوم بعمل مُقارنة شاملة بين جهازي iPad Mini 4 و iPad Mini 3 لنرى سوياً ما قدمته أبل لتُصالح جمهور ومُحبي جهازها اللوحي والمُوصى به من قبل الكثيرين وما أضافته وماهي أوجه الإختلاف بين الجيل الرابع والجيل الثالث من هذه الفئة.
في بدء ذي بدء، دعوني أنوه على أنه بإطلاق جهاز iPad Mini 4 قد تم إيقاف عمليات تصنيع iPad Mini 3، أي أن هذا المقال وهذه المُقارنة موجهة لأولئك الذين يمتلكون بالفعل جهاز iPad Mini 3 لنرى معاً إذا ما كان يستحق الأمر دفع الأموال للتحديث والإنتقال من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع أم أن إنتظار الجيل الخامس من هذه الفئة يُعد خياراً أفضل، وبالتأكيد هذا يعود على قراراتكم النهائية بعد أن أعرض عليكم الفروق الأساسية والجوهرية بين كلا الجهازين.
الوزن والألوان
حدث تغيير حقيقي في سمك الجهاز بين الجيلين الثالث والرابع، فقد أصبح الجيل الرابع أنحف من الجيل الثالث الذي كان بسمك 7.5 ميلليمتر مُقارنة بالجيل الرابع الذي أتى بسمك 6.1 ميلليمتر مثل جهاز iPad Air 2. ولكن؛ جاء هذا ببعض الأعراض الجانبية إذا أردنا أن نُسميها وهي أنه بالرغم من زيادة رشاق الجهاز، فهو يفتقر إلى أزرار كتم الصوت وقفل الشاشة.
وبالتأكيد، فقد جاء النقص في السمك بشكل إيجابي بالنسبة للوزن والذي أصبح أقل بأربعين جرام تقريباً في الجيل الحالي من الجيل السابق حيث أن iPad Mini 3 كان بوزن 331 جرام فيما يزن iPad Mini 4 299 جرام فقط.
أما بالحديث عن الألوان، فإن الجهازين لهما نفس الألوان وهي اللون الرمادي والأبيض والذهبي، وبالطبع يظل اللون الوردي حصري لهواتف iPhone 6S و iPhone 6S Plus.
الشاشة والعرض
لم تقم أبل بإجراء الكثير من التغييرات في شاشة الجهاز، فالجهاز يظل بشاشة عرض LCD Retina وبحجم 7.9 بوصات مع وجود الضوء الخلفي ودقة الشاشة الثابتة ب 2084×1536 بجانب 326 بكسل في البوصة الواحدة.
لذا، فإذا كنت من مُحبي الشاشات الكبيرة أو لم تكن مُعجباً بشاشة iPad Mini 3 صغيرة الحجم، فإن المشكلة ستظل قائمة في الإصدار الجديد، وهو بالتأكيد ما يجعلنا نقول أن الإنتقال للجيل الجديد بسبب الشاشة (فقط) ليس بالخيار السليم. ولكن، فإن إختلافاً واحداً هو الموجود في الشاشة بالجهاز الجديد وهي Laminated Display والتي تعني أن هناك ثلاثة طبقات مُنفصلة، فالغطاء الزجاجي ومُستشعر اللمس وطبقة LCD مُدمجين مع الرابطة الضوئية للتغلب على الثغرات. والتي يكون ناتجها بطبيعة الحال هو عدم وجود إنعكاسات مما يؤدي إلى تحسين مُستويات اللون الأسود والضوء وشدة الألوان.
أكثر الأشياء المُخيبة هي أن أبل لم تُحضر تقنة اللمس ثلاثي الأبعاد (3D Touch) الموجودة في هواتف iPhone 6S و iPhone 6S Plus إلى أياً من أجهزة iPad الخاصة بها. فهذه الخاصية ستكون غاية في الفعالية مع الشاشات الكبيرة ونحن نتمنى جميعاً أن نراها في إصدارات iPad في الأعوام القادمة.
الكاميرا
لم نُلاحظ إختلافاً كبيراً أيضاً بين الجهازين من حيث الكاميرا. فإذا كُنت تحب استخدام Facetime وتُحب إلتقاط الصور في جميع الأوقات ورفعها إلى موقع Instagram، فإن iPad Mini 3 كان قد أتى مع كاميرا خلفية بقدرة 5 ميجابكسل وميزة iSight إضافة إلى وضوح 1080p وكاميرا أمامية بقدرة 1.2 ميجابكسل تُوفر لك إمكانية إلتقاط الصورة الشخصية والمُحادثة عبر الفيديو.
كل هذا بالضبط موجود في الجهاز الجديد مما يُمكنك الإستمتاع بنفس التجربة فقط مع زيادة قدرة الكاميرا الخلفية لتكون بدقى 8 ميجابكسل والتي تُعد تحسيناً بكل تأكيد.
هذه الكاميرا هي ذاتها الموجودة في جهاز iPad Air 2، ولكن في إطار أصغر. بالتأكيد الشيء المُحزن بالنسبة لمُقتني هذا الجهاز هو أن أبل لم تضع في هذه الكاميرا كامل قدراتها الموجودة في هواتف iPhone 6S و iPhone 6S Plus.
العتاد
ننتقل بعد هذا إلى نقطة العتاد، والمكونات التي وضعتها أبل في جهازها الجديد، ونعم، يوجد هنا إختلاف وهو واضح للأعيان. فجهاز iPad Mini 3 كان قد أتى بمُعالج مركزي يُعرف باسم A7 وهو من تصنيع أبل بالطبع في عام 2013، أما iPad Mini 4 فقد تم تحديث رُقاقته لتكون A8 مع معمارية 64-bit من الجيل الثاني. ووِفقاً لأبل، فإن هذا يعني تقريباً 30% زيادة في سرعة أداء المهام الإعتيادية، وبنسبة 60% في مُعالجة الرسوميات. وهي ما تُعد بالتاكيد أخباراً جيدة. إضافة إلى زيادة حجم الذاكرة العشوائية من 1 جيجابايت في الجيل الثالث من الجهاز إلى 2 جيجابايت في الجيل الرابع منه. وبالطبع كما اعتدنا، فإن الرقاقات الأحدث A9 و A9x متروكة لهواتف iPhone 6S و iPhone 6S Plus بجانب iPad Pro. وهو ما يُعد تحديثاً ملحوظاً في القدرة والسرعة.
نظام التشغيل
بالتأكيد عندما نتحدث عن أبل فإن جزئية نظام التشغيل لا تكون بأهمية العتاد، ذلك لأن أبل تدعم كافة أجهزتها بالتحديثات دائماً. ولكن؛ فيُذكر فقط أن جهاز iPad Mini 4 سيأتي مُباشرة بنظام iOS 9 على عكس iPad Mini 3 والمُتوفر بنظام iOS 8 ولكن بطبيعة الحال فهو سيستقبل تحديثاً للنظام الجديد بمجرد وصوله.
ولكن نستطيع أن نستخلص من نقطة النظام هذه، أنك إذا كنت تُريد جهازاً تزيد فترة دعمه عن سنتين أو أكثر عن الآخر فبالتأكيد الإنتقال إلى جهاز iPad Mini 4 هو الخيار الأنسب.
السعر
نصل هنا إلى أحد أهم نقاط مُقارنتنا اليوم والتي يكون لها الدور الاكبر في تحديد ما إذا كان الإنتقال إلى الجيل الجديد من أجهزة iPad Mini خياراً صحيحاً ومُناسباً أم لا.
حسناً، عندما نتحدث عن الإختلافات في السعر بين الجهازين لا نجدها تقريباً. فكلا الجهازين يبدأ سعرها من 399 دولار للإصدار الأساسي ذو سعة 16 جيجابايت والذي يدعم Wi-Fi فقط. وتكون السعات التالية لكلا الجهازين هي 64 و 128 جيجابايت، والسعر يصل إلى 729 دولار في نسخة 128 جيجابايت ودعم لشبكات الإتصال حتى بإختلاف السعر.
إذاً، فإذا كنت تنوي شراء الجهاز لأول مرة وأمامك كلا الخيارين، فلا أعتقد أن هناك سبباً يدفعك إلى شراء iPad Mini 3 بوجود iPad Mini 4 بنفس السعر تقريباً ومع تحسينات وإن كانت بسيطة ولكنها تظل موجودة. أما إذا كنت تُفكر في التحديث، فكل ما تود أن تعرفه قد سبق ذكره، ونذكر للمرة الثانية أن قدرة جهاز iPad Mini 3 وإن كانت بمُعالج أقدم هو A7، فهي تستطيع الإستمرار على نفس الأداء تقريباً لمدة سنتين إضافيتين.
المصدر
www.arageek.com