من العهد الملكي
الملك فيصل الثاني يفتتح مشروع وادي الثرثار عام 1956


يقعُ مشروع وادي الثرثار على بعد 70كم شمال بغداد، ويهدف هذا المشروع الى السيطرة على مياه نهر دجلة وخاصة اوقات الفيضانات والتي كانت تتكرر باستمرار ،فقد تم انشاء سد على نهر دجلة مقابل مدينة سامراء لحجز المياه الزائدة وتحويلها الى منخفض وادي الثرثار الطبيعي.وقد تم بناء سداد طولها (65كغم) لتوجيه المياه الفائضة الى المنخفض المذكور وحجزها عن الاراضي الزراعية.
وقد بلغت كلفة المشروع في ذلك الزمان حوالي (16مليوناً) من الدنانير وقد بوشر في العمل سنة 1952. ويهدف المشروع الى السيطرة على فيضانات نهر دجلة اذ يمكن السيطرة نحو (9000)م3 من الماء في الثانية الى منخفض وادي الثرثار كذلك احياء مشروع الاسحاقي وتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة زهيدة ويمكن الاستفادة منها في مجالات الصناعة والاستهلاك المحلي. كذلك الاستفادة من المياه المخزونة لاغراض السقي والزراعة في موسم الصيف.
وقد حضر افتتاح المشروع الملك فيصل الثاني والامير ولي العهد وفخامة رئيس الوزراء والضيوف والاعيان ورجال الهيئات الدبلوماسية وكبار موظفي الدولة والبلاط الملكي .. وقد استقبلت الجماهير جلالة الملك فيصل والضيوف بمظاهرة شعبية رائعة وبحماس ليس له مثيل.وكان الموكب الملكي قد زار مرقدي الامامين(علي الهادي) و(حسن العسكري) عليهما السلام، وبعدها قام الملك فيصل بافتتاح المكتبة العامة في سامراء .
ثم توجه الموكب الى مكان الاحتفال وكانت الهتافات تختلط بزغاريد النسوة واناشيد الطالبات والطلاب. وبعد الاستراحة القصيرة بدات الحفلة بكلمة القاها رئيس بلدية سامراء عبر فيها عن شعور سكان المدينة وابتهاجهم بحضور جلالة الملك مع ضيوفه الكرام لافتتاح المشروع .ثم اعقبه الدكتور ضياء جعفر وزير الاعمار بخطاب جاء فيه: ان مشروع الثرثار هو اول مشروع فني اقامه الانسان للسيطرة على مياه نهر دجلة في العراق حيث كان نهرا دجلة والفرات مصدراً من مصادر الحياة والخير لسكان وادي الرافدين .ولكنهما في بعض المواسم يكونان مصدر قلق وتدمير بسبب الفيضان ،لان تاريخ الفيضانات في العراق مليء بالماسي والفواجع والنكبات التي توالت على سكان هذا البلد منذ اقدم العصور.ثم اشار الى الجانب الفني حيث بلغ عدد العاملين فيه (3000)عاملاً واكثر من(140) مهندساً ، وفي نهاية الخطاب شكر جلالة الملك لرعايته الاحتفال التاريخي لاول مشروع من مشاريع الاعمار التي تهدف الى اعمار البلاد ورفع مستوى معيشة ابنائها.وبعد ذلك افتتح جلالة الملك فيصل الثاني المشروع بقص الشريط الحريري بمقص ذهبي قدمه معالي وزير الاعمار انذاك .وبعدها قام الضيوف بجولة في المشروع للاطلاع على الاعمال لمنجزة .وبعدها تناول الملك وبقية الضيوف طعام الغذاء في محل الاحتفال واعقبه استراحة قصيرة انتهت بتوديع وعودة الملك مع المرافقين اليه الى بغداد بقطار خاص.ان انجاز هذا المشروع قد زال خطر الفيضان عن حوض نهر دجلة وحوادث الفيضانات التي كانت تهدد بغداد والمدن الواقعة على شواطي دجلة حيث استقرت النفوس واطمأنت من غضب النهر الجبار بعد ان تمت السيطرة عليه من خلال انجاز هذا المشروع العظيم في تاريخ العراق الحديث