النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

يوميات موفد الـ bbc الى كأس العالم

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 822 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27

    يوميات موفد الـ bbc الى كأس العالم

    TODAY - June 30, 2010

    يوميات موفد الـ BBC كأس العالم

    هذه يوميات موفد اذاعة الـ BBC الى كاس العالم بدأت منذ بداية المونديال .. يوميات جميلة موثقة ولها بصمة جميلة وتحتوي على لطائف وطرائف ومعلومات عن جنوب افريفيا .. غيابي عن المنتدى حال دون ادراجها في موعدها في المنتدى الرياضي .. ارجو لكم متعة القراءة .. كل الود مني لكم.


    الكرة تعدت بوضوح خط المرمى الألماني

    الثلاثاء 29 يونيو/ حزيران
    كانت الساعة الثانية صباحا تقريبا وكانت الليلة شديدة البرودة. اجبرت نفسي على القيام من السرير لأشرب وبينما كنت املأ الكوب نظرت عبر النافذة التي لا تبعد عني اكثر من نصف متر لاجد عينين لامعتين تحدقان باتجاهي في الظلام الحالك. كدت ان اصاب بأزمة قلبية وتجمد الدم في عروقي.
    كنت على وشك الصراخ ولكني استجمعت شجاعتي بعض الشئ فهناك قضبان حديدية على النافذة. ثوان مرت كالدهر استوعبت بعدها انها احدى قطتين يمتلكهما اصحاب الفندق الذي اقيم فيه. لديهم قطة بيضاء واخرى سوداء. ووقع حظي في السوداء في هذه الليلة.
    لا تختلف جوهانسبيرج كثيرا عن لندن فالناس هنا خاصة من الأصول الأوروبية يعشقون الحيوانات الأليفة ويربونها في منازلهم سواء كانت قططا أو كلابا وكذلك الخيول يشجعهم على ذلك المساحات الخضراء الشاسعة ولكن هذا ليس عذرا لهذه القطة التي لن أنسى تجربتي المزعجة معها.

    جماهير اسبانيا احتفلت بعدة طرق بفوز فريقها

    البيوت هنا تذكرك دائما بأنك في جنوب افريقيا حيث جلود الحيوانات البرية تفترش المناضد والارضيات بدلا من المفارش والسجاجيد التقليدية ولا مانع من وجود حراب واسلحة القبائل الافريقية كزينة في الاركان وعلى الحوائط.
    أما الفوفوزيلا فهي حاليا القاسم المشترك الموجود في كل المنازل وواجهات المحال بكل الألوان والأعلام.
    تأهلت اسبانيا الليلة إلى دور الثمانية بعد أن نصبت السيرك للبرتغال في الشوط الثاني للمباراة لتصبح المنتخب الأوروبي الثالث الذي يشارك في هذا الدور مقابل اربعة فرق لاتينية وفريق واحد افريقي، اربعة فرق لاتينية يعني نصف المنتخبات المشاركة في هذا الدور.
    كأس العالم هذا بحق هو الكأس اللاتيني رغم انه يقام لأول مرة في افريقيا وتظل غانا هي أمل الافارقة في هذه البطولة ولكن الأمر بات صعبا للغاية في ظل وجود المانيا والبرازيل والارجنتين واسبانيا. العزاء الوحيد اننا لن نرى بعد الآن مباريات عديمة الطعم كتلك التي اجبرنا منتخبا اليابان وباراجواي على مشاهدتها اليوم. ما انا فعزائي انني لاول مرة سأنعم بيوم راحة غدا وهو الاول لي منذ بداية البطولة فلا مباريات غدا ولا بعد غد.

    الاثنين 28 يونيو/حزيران
    الشكاوى بدأت تتزايد في انتشار السوق السوداء في تذاكر كأس العالم، وبينما يشير موقع الفيفا ومراكز التوزيع الرسمية إلى نفاد كافة التذاكر للمباريات سواء العادي منها او المتميز الا ان هذه التذاكر تباع باضعاف اضعاف السعر امام الملاعب قبل دقائق من بدء المباراة.
    ورغم أن الفيفا حتى هذه اللحظة لم يطرح تذاكر المباراة النهائية في السوق إلا أن البعض هنا يعرضها عليك من الآن بسعر عشرين الف راند او ما يعادل ثلاثة الاف دولار ويتوقع ان يصل سعرها قبل المباراة بيوم الى عشرة آلاف دولار.
    النتيجة حتى الآن ان هناك مباريات هامة للغاية كان يتوقع ان تكتظ المدرجات بالمتفرجين فيها غاب عنها آلاف المشجعين ومنها مباراة انجلترا وألمانيا الأخيرة في ملعب بلوفومنتين.
    البرد عاد من جديد الى جوهانسبرج ، اذكر اشد الليالي برودة عندما كنا نقف خارج ملعب ايليس بارك بعد مباراة البرازيل وكوريا الشمالية وكانت درجة الحرارة ثلاثة تحت الصفر حيث تجمدت الدماء في عروقنا والليلة مررنا بنفس التجربة اثناء مباراة البرازيل وتشيلي ولكن من حسن الحظ لم تكن الحرارة منخفضة الى هذه الدرجة. ما زلت لا اعرف العلاقة بين مباريات البرازيل والبرد. على اي حال المباراة كانت ممتعة.
    كما كانت مباراة انجلترا والمانيا موقعة كروية تنتظرنا الثلاثاء موقعة كروية اخرى بين البرتغال واسبانيا، خسارة فعلا ان يغادر احد الفريقين البطولة من دور ال16 ولكن عزائنا ان دور الثمانية يوجد فيه فرق كالمانيا والأرجنتين والبرازيل وغانا أمل افريقيا.
    لأول مرة تستوقفنا الشرطة الليلة اثناء عودتنا من مكتب بي بي سي في جوهانسبرج، ضابطا الشرطة المدججان بالسلاح طلبا منا النزول من السيارة وقاما بتفتيشنا تفتيشا دقيقا.
    سألني احدهم هل معك اي سلاح او متفجرات او مخدرات. قلت له انا صحفي في البي بي سي وكل ما معي قلمي ودفتر أوراقي .
    انتهيا من تفتيشي والزميل محمد وجدي المصور الذي يصحبني في الرحلة وطلبا منا بمنتهى الهدوء العودة الى السيارة وانطلقنا.
    سألت السائق لماذا أوقفونا؟. قال لي لعلهم لم يعجبهم شكلي، ثم أضاف على الأرجح لم يعجبهم أننا تجاوزنا سيارتهم،وصلنا إلى مقر إقامتنا وغادرت السيارة إلى حجرتي.
    قبل أن أغادر طلبت من السائق ضاحكا ألا يتجاوز رجال الشرطة مرة اخرى بعد ذلك.

    الأحد 27 يونيو/حزيران
    هناك مثل شائع يقول " كله سلف ودين" لايحضرني سواه عندما استعرض بعض احدث كأس العالم هذا العام. المثل بوجه عام يقال عندما تفعل شيئا خاطئا وتظن انك نجوت بفعلتك ولكنك ما تلبث ان تجد نفسك تدفع الثمن حتى وان مر الزمن الطويل.
    حكم من أورجواي ألغى هدف منتخب انجلترا الثاني الذي احرزه لامبارد في مرمى الالمان رغم انه تجاوز الخط بوضوح ولكن لا هو ولا حامل الراية شاهداه يدخل المرمى وبناء عليه تم الغاؤه.
    في نهائي كأس العالم بانجلترا عام 1966 احتسب للمنتخب الانجليزي هدف مشابه في المباراة النهائية امام المانيا سدده السير جيف هيرست وتقدمت به 3 - 2 وسط احتجاج اللاعبين الالمان.
    الفارق بين الهدفين أن هدف هيرست لم يتجاوز خط المرمى ومثل علامة فارقة في سير المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الانجليزي 4 - 2 والفوز بالكأس. واليوم بعد عشرات السنين يدفع الانجليز ثمن هذا الهدف في مباراة دور 16 امام المانيا التي فازت 4 - 1 .
    تذكرت نفس المثل قبل اسبوع عندما طرد البرازيلي كاكا في مباراة ساحل العاج بعد ان وكز العاجي كيتا وكزة خفيفة في صدره فإذا بكيتا يمسك بوجهه ويلقي بنفسه على الارض متألما وكأنه ضرب بقذيفة مدفع.
    الأمر نفسه فعله البرازيلي ريفالدو في مباراة بلاده امام تركيا في كأس العالم 2002 عندما ادعى ان الكرة التي قذفها المدافع التركي اصابته في وجهه رغم أنها ارتدت في فخذه. في هذا اليوم طرد المدافع التركي وخسرت تركيا المباراة ودفع كاكا الثمن بعد ثماني سنوات.
    الانجليز الذين تابعوا مباراة فريقهم امام المانيا هنا في جنوب افريقيا لم يتوقفوا كثيرا عند الهدف الملغي وهذا شئ يحسب لهم وهم الذين عرف عن الكثير منهم التعصب والعنف في حالة خسارة فريقهم، هم في المقابل اعتبروا الهزيمة امتدادا للاداء السيئ والضعيف الذي قدمه منتخبهم منذ بداية البطولة.
    بعضهم وصف لي اداء منتخبهم بانه " رابيش" (قمامة) وهم يتحدثون بعد المباراة وبالطبع لم ينج كابيللو من اللوم والانتقادات والعبارات الجارحة ولكنهم يعتبرون ان المباراة انتهت بهزيمتهم 4 - 2 . الالمان فقط هم الذين يشعرون بأن القدر ثأر لهم بعد انتظار دام 44 عاما.
    الطقس البارد عاد من جديد وبشكل مفاجئ بينما كنا نتابع مباراة الارجنتين والمكسيك التي شهدت هي ايضا خطئا تحكيميا احتسب به هدف لتيفيز من تسلل واضح. الامر كاد ان يتطور بين شوطي المباراة لمعركة بين لاعبي الارجنتين والمكسيك. اخشى ان تقضي اخطاء الحكام على الجو الاحتفالي لكأس العالم.

    السبت 26/ يونيو/حزيران
    عادت أصوات الفوفوزيلا من جديد إلى شوارع جوهانسبرج اعتبارا من الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي وهو نفس الوقت الذي انتهت فيه مباراة غانا مع الولايات المتحدة بفوز النجوم السوداء والتأهل لدور الثمانية لتسجل اسمها في هذا الدور كما سجله من قبل منتخبا الكاميرون والسنغال.
    كنت حتى مباراة الأمس أعتقد أن الحديث عن الفريق الغاني هو أمل افريقيا هو مجرد كلمات بوصفه المنتخب الافريقي الوحيد الذي تأهل ولكن قبل المباراة عندما رأيت مئات الجنوب افريقيين يرفعون علم غانا ويرتدون قميصه أدركت أن الأمر لا يتوقف عند الكلمات.
    أحد المواطنين هنا قال لي " انهم في القلب .. هذا هو الامر الطبيعي" وبعد المباراة انطلقت أصوات الفوفوزيلا بنكهة غانية بعد ان كانت شبه اختفت في اعقاب خروج جنوب افريقيا من البطولة.
    جوهانسبرج أكبر مدن جنوب افريقيا سكتت تماما وخلت شوارعها من المارة والسيارات لمدة ساعتين ونصف أثناء المباراة التي تجمع الآلاف في المطاعم والحانات لمشاهدتها بخلاف البقية التي تسمرت حدقاتها امام شاشات التلفزيون في البيوت .
    كانت ليلة سبت، ليلة نهاية الأسبوع ولم يخيب المنتخب الغاني ظنونهم ومنحهم سعادة عوضت خروجهم المخيب للآمال من البطولة وخرجوا يكملون احتفالهم بعد ذلك على انغام الموسيقى الصاخبة.

    الجمعة 25 يونيو/ حزيران
    استوقفني اليوم صحفي في احد محطات الاذاعة الألمانية اثناء تجوالي باحد مراكز التسوق في جوهانسبرج وطلب اجراء حوار صحفي معي.
    سألني اذا كنت مستمتعا بجنوب افريقيا وعما اذا كنت اعتزم لزيارتها مرة اخرى مع الاسرة بعد انتهاء مهمتي هنا اجبته بالايجاب.
    تحول الى سؤالي عن الاوضاع الامنية وما اذا كانت لدي مخاوف وما اذا كانت كل التحذيرات التي سبقت انطلاق البطولة من انتشار حالات السطو والسرقة في محلها.
    اجبته بأنني اعرف شخصيا اناسا سرقوا لدى تجوالهم في الشوارع ولكنهم كانوا يسيرون في ساعة متأخرة وكان يجب عليهم ان يتوخوا الحذر وان ما حدث يمكن ان يحدث في اي بلد اخر.
    ولكن على الجانب الاخر فإن اكثر ما لفت نظري خلال وجودي هنا هو الاسوار العالية التي تحيط بالبيوت والاسلاك الشائكة بل والمكهربة التي تعلو هذه الاسوار والقضبان الحديدية التي وضعت على النوافذ في كل البيوت على اطلاقها.
    وهذا لا يعكس سوى مخاوف من حالات السطو المنتشرة بقوة.
    الاستثناء الوحيد هو بيوت احزمة الفقر العشوائية التي توجد على اطراف المدن ويسكنها فقراء البلد وطبيعي الا يكون فيها ما يغري اللصوص.
    تنقلت بين ثلاث محال للاقامة حتى الآن اختلفت اماكنها لكن جمعها شيء وهو ان اصحابها من البيض الافريكانرز وعمالها من السود وكثيرون منهم طلبة فقراء يعملون ويدرسون.
    المطاعم كذلك لا تجد فيها نادلا ابيض دلالة اخرى على الأوضاع في بلد ما زال يخرج من عباءة العنصرية التي قسمت البلد الى شريحة غنية تمثل الاقلية التي لاتزال تحتفظ بثرواتها والاغلبية ما زالت تحاول الصعود في السلم الاجتماعي.
    البيض كانوا يأتون الى الملعب جماعات لتشجيع منتخب جنوب افريقيا وكذلك السود.
    لم ار قط جماعة تضم بيضا وسودا يشجعون سويا والاحياء هنا في جوهانسبرج مقسمة كذلك بين احياء قليلة لا يسكنها سوى البيض واخرى تعيش فيها الاغلبية ولا شك ان الفصل العنصري مازال موجودا ولكن بحكم الثروة والتاريخ لا بحكم القانون.

    الخميس 24 يونيو/ حزيران
    اليوم كان الخروج الكبير للمنتخب الايطالي من كأس العالم الذي يحمل لقبه وسيظل حتى الحادي عشر من يوليو المقبل.
    خروج من الدور الأول ومركز في قاع مجموعة يسبقه فيها منتخب نيوزيلندا الذي لا يوجد في بلاده دوري كرة قدم للمحترفين. عاينت في هذه البطولة ومن قبلها جماهير كثيرة هزمت فرقها وودعت بطولات ولكن الامر يختلف مع الايطاليين.
    لم ار مثل مشاعر الغضب والاسى التي عبرت عنها ردود افعال الجماهير الغاضبة لدى مغادرتها استاد اليس بارك هنا في جوهانسبرج حيث انتهت مباراة فريقهم بهزيمته امام منتخب سلوفاكيا بثلاثة اهداف لهدفين. " هذا فريق يترنح من اكل الاسباجيتي" هكذا عبر احد المشجعين عن غضبه العارم من الفريق.
    اخر قال لي " احضروا لهم كراسي متحركة لاخراجهم من الملعب انهم مسنون مسنون لا يستطيعون الجري". البعض الاخر كان مستنكرا ان يثوب الفريق الازرق الى رشده في الربع ساعة الاخيرة من المباراة " اين كانوا من الدقيقة الاولى".
    قليلون هم الذين حملوا حكم المباراة الانجليزي المسؤولية، نعم هو الغى هدفا للايطاليين ولكنه كان تسللا ولكن في ظل هذا المناخ المشحون لا يكون من المستبعد القاء اللوم على اي طرف.جماهير سلوفاكيا كانت تتحدث لي وبعضهم يبكي من الفرح. الانجاز اكبر من ان تستوعبه عقولهم ففريقهم هزم حامل اللقب والمصنف الخامس على العالم.
    انتصار رفع هممهم وشحذ امالهم في الفوز على هولندا في المباراة القادمة في دور الـ 16 . "هل تعلم لماذا فزنا؟" لاننا لعبنا افضل. لا توجد بساطة اكثر من تلك التي عبر بها المشجع السلوفاكي المتشح بعلم بلاده عن النتيجة وما زال في البطولة مفاجآت اخرى.

    الأربعاء 23 يونيو/ حزيران
    حتى صباح الأمس كانت الشكاوى تتزايد من خلو كأس العالم هذا العام من الاثارة، وتحديدا الاثارة الكروية.
    فعلى مستوى الاثارة من أوجه اخرى تابعنا دراما المعسكر الفرنسي والخروج المبكر وكذلك تابعنا جنوب افريقيا تدخل التاريخ بالخروج من الدور الأول.
    ولكن مباريات اليوم كانت مثيرة للغاية وخاصة مباراة المنتخب الامريكي والجزائري التي كانت حتى نهاية شوطها الثاني تعني توديع الفريقين للبطولة ولكن هدف الدقيقة الحادية والتسعين لم يعن فقط تأهل الولايات المتحدة بل تصدرها للمجموعة.
    لم يستحق منتخب الجزائر الهزيمة في هذه المباراة فقد كان ندا قويا بل كان الاكثر استحواذا على الكرة ولكنها كرة القدم التي لا تعترف الا بالاهداف.
    الهزيمة للمرة الثانية تثير غضب مشجعي الجزائر الذين سافر بعضهم الاف الاميال من الجزائر ومن فرنسا لحضور المباريات، واللاعبان غزال وصيفي ما زالا صاحبي النصيب الاكبر من الانتقادات.
    عموما هذه البطولة قدمت حارس المرمى مبلوحي كلاعب له مستقبل واعد مع المنتخب الجزائري.
    منتخب غانا هو المنتخب الافريقي الوحيد الذي سيمثل القارة الافريقية في الادوار التالية رغم ادائه غير المقنع حتى الآن والذي يفتقر للقدرة على التسجيل من هجمات.
    فهو حتى هذه اللحظة تأهل بهدفين احرزهما من ضربتي جزاء.
    عموما هو لن يفتقر للدعم الجماهيري في المرحلة المقبلة لأن كل جماهير جنوب افريقيا ستشجعه بعد خروج منتخبها من البطولة ولكن المباراة القادمة لن تكون سهلة وهي على الارجح اخر مبارياته في البطولة لأنه سيلعب مع المنتخب الامريكي المقاتل.
    اتحرق شوقا لمباراة المانيا وانجلترا في دور الـ 16 فهي موقعة كروية لم تتكرر في كأس العالم منذ عشرين عاما واذا تأهلت ايطاليا اليوم فقد نرى موقعة اخرى فهي ستلاعب هولندا رأس المجموعة الخامسة.
    صدقوني الاثارة لم تبدأ بعد.

    الثلاثاء 22 يونيو/ حزيران
    الرحلة كانت لسويتو اليوم. قلب الكفاح ضد العنصرية. قبل عدة ايام كانوا يحتفلون بمرور 24 عاما على الانتفاضة ضد العنصرية واليوم جاءوا الى الساحة التي خصصتها الفيفا في بلدتهم لمتابعة ما قد يكون اخر مباراة لفريقهم في كأس العالم. وقد كانت.
    رغم انها لا تبعد عن قلب جوهانسبرج اكثر من اربعين كيلومترا ولكن الفارق هائل. من الوهلة الاولى ستعرف انك في مكان اخر. بيوت متواضعة لا تختلف كثيرا عن تلك التي تراها في الطريق الى سويتو حيث مساكن الصفيح العشوائية التي يطلق عليها الشانتي تاون.
    شوارع ضيقة وغسيل منشور على الاسوار وورش لتصليح السيارات واناس بسطاء يرتدون ملابس رثة بعضهم يبش في وجهك الاخر ينظر اليك مستغربا هؤلاء الدخلاء. لم يكن فيهم شخص واحد ابيض البشرة. قال لي السائق ان البيض عادة لا يأتون الى هنا.
    بعد الظهر كانت هناك مباراتان تلعبان في نفس الوقت في اطار المجموعة الأولى احداهما بين منتخبي الاورغواي والمكسيك وهما الفريقان اللذان كانا اقرب للتأهل اما الثانية فهي التي ضبطت عليها الشاشات داخل ساحة الفيفا في سويتو حيث مباراة البافانا بافانا ومنتخب فرنسا.
    مظاهر الاحتفال داخل الساحة كانت مختلفة عن مثيلاتها المنتشرة في المدن الاخرى، هدايا توزع على الموجودين في شكل قبعات ومشروبات وفوفوزيلا بالطبع مراعاة للاوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها هؤلاء.
    في الساحات الاخرى عليك ان تدفع. وعلى المسرح مناد يدعو الحاضرين الى التوجه الى معمل خصص داخل الساحة لاجراء فحوص دم مجانية للكشف عن فيروس الايدز المنتشر بشدة في جنوب افريقيا.
    المتفرجون انفسهم كانوا اسراً بكاملها اصطحبوا اطفالهم حتى الرضع منهم ولم يكفوا عن الرقص على انغام الموسيقى ونفخ الفوفوزيلا حتى بدأت المباراة التي تابعوها وكأنها المباراة النهائية غير عابئين بأن مصيرهم بات معلقا باقدام الآخرين.
    لم يخذلهم منتخبهم وفاز على منتخب فرنسا الذي عاني من مشاكل كبيرة قبل المباراة ولعب بعشرة لاعبين فقط بعد طرد جوركوف.
    ولكن الفوز لم يكن بالعدد المطلوب من الاهداف سامحا لهم بدخول التاريخ مرة اخرى كأول دولة تستضيف كأس العالم وتخرج من الدور الاول.
    هم دخلوا التاريخ اول مرة بوصفهم اول دولة افريقية تستضيف المونديال.

    بعد المباراة تحدثت مع بعضهم ولم يكن على لسان اي منهم سوى يكفينا اننا هزمنا فرنسا. تركتهم وهو يرقصون ويغنون وكأنهم فازوا بكأس العالم.

    الاثنين 21 يونيو/ حزيران

    جنوب افريقيا لا تختلف كثيرا عن العديد من العواصم العربية الكبرى من حيث ظاهرة الميكروباص، وهي لمن لم يسمع بها وسيلة نقل سريعة بعيدا عن الحافلات العامة لا تلتزم بنقاط معينة لركوب او نزول الركاب.
    سائقو هذه الميكروباصات يشتكون بشدة من بطولة كأس العالم ويعتبرون انها جاءت عليهم بالخسارة بسبب اغلاق الشوارع في العديد من المناطق خاصة تلك المؤدية للملاعب، وخاصة هنا في جوهانسبرج حيث يوجد ملعبان رئيسيان هما سوكر سيتي واليس بارك.
    كنا نتناول الغذاء اليوم في احد المطاعم في منطقة روزبانك بجوهانسبرج، وكان الوقت ضيقا واضطررت ان اطلب من القائمين على الخدمة لف الطعام حتى اصطحبه معي، وضعوه في صندوق كرتوني صغير على شكل كرة قدم، كانت هذه احدث مظاهر حمى كأس العالم التي عشناها هنا في جنوب افريقيا منذ وصولنا.
    مباراتا الغد في المجموعة الاولى التي تضم منتخب البافانا ستحدد بشكل كبير الى اي مدى ستتواصل هذه الحمى الكروية، فتوديع المنتخب البطولة سيعني تحقق ما كان متوقعا بشكل كبير منذ الهزيمة امام الاورجواي، ولكن ماذا اذا حدث العكس، اتحرق شوقا لهذا وما سيفجره من اجواء احتفالية قد تفوق الاحتفال بتنظيم البطولة نفسها.
    عموما الامل ما زال موجودا حيث ستلعب اورجواي والمكسيك للفوز وليس للتعادل هربا من ملاقاة المنتخب الارجنتيني المرعب.
    سريعا.. فوز البرتغال على كوريا الشمالية بسبعة اهداف يعني ان امل منتخب ساحل العاج في الوصول الى الدور التالي مرهون بفوز البرازيل على البرتغال 10 - صفر وفوزها على كوريا الشمالية، وقد لا يحتاج لعشرة من البرازيل اذا فاز بعدد وافر من الاهداف.
    سيكون من المحزن جدا ان نرى مباراة في دور الـ 16 بين البرازيل واسبانيا، ولكن الامور تتجه على ما يبدو الى هذا، الا اذا تحولت الامور بشكل درامي في المجموعة الثامنة، ومن يدري فقد لا تتأهل اسبانيا على الاطلاق بعد ان ضيعت فرصة الفوز بعدد كبير من الاهداف على هندوراس وهو ما قد تفعله سويسرا.

    الاحد 20 يونيو
    كأس العالم في جنوب افريقيا بدأ يفقد اثارته تدريجيا، المنتخب المضيف ودع البطولة تقريبا ويحتاج لاكثر من معجزة. الفرق الكبرى ما ز الت تقدم عروضا مخيبة للآمال باستثناء الارجنتين والبرازيل مبيعات الفوفوزيلا والملابس الرياضية في تراجع وهناك الاف المقاعد الخالية في كل مباراة. اللجنة المنظمة تلقي بالمسؤولية في خلو المقاعد على السوق السوداء ومن يسمونهم بالتاوتس، او هؤلاء الذين يبيعون تذاكر المباريات بشكل غير شرعي بأسعار خيالية.بالأمس عرض علي سائقي تذكرتين لمباراة اسبانيا وهندوراس يوم الاثنين في ملعب سوكر سيتي مقابل الف ومئتين راند للتذكرة الواحدة وهو ما يعادل مئة وسبعين دولار وهي ليست في مكان متميز وانما في الدرجة الثالثة. لم تعجبني الفكرة، المبلغ كبير بالنسبة لهذه المباراة ربما اعدت النظر اذا كانت المباراة بين الارجنتين واسبانيا ولكن على الارجح ستباع تذكرة مثل هذه المباراة بخمسة الآف راند.رغم هزيمة الاسبان في اول مباراة لهم امام سويسرا الان ان الجميع بما فيهم الطاقم الفني يعتبرونها مجرد كبوة سيفيقون منها في المباراة التالية، البرازيليون الذين التقيتهم الليلة في ملعب سوكر سيتي حيث هزمت البرازيل كوت ديفوار يرسلون رسالة تحذير الى الاسبان، ليس للارجنتينيين وانما للاسبان فهم سيلعبون مع احد المتأهلين من المجموعة الثامنة التي تضم اسبانيا في دور الـ16 .مسكين منتخب ساحل العاج، التهمه البرازيليون لينضم الى قائمة الفرق الافريقية التي خسرت في البطولة ولكنه سجل له انه احرز اول هدف افريقي في مرمى البرازيليين على الاطلاق بتوقيع دروجبا.ما فعله عبد القادر كيتا مع كاكا في مباراة الليلة ذكرني بما فعله ريفالدو مع مدافع المنتخب التركي في نهائيات عام الفين واثنين بكوريا واليابان عندما امسك بوجهه والقى بنفسه على الارض كأنه ضرب بقذيفة هاون ما جعل الحكم الغافل يطرد لاعب تركيا رغم ان الكرة جاءت في فخذ ريفالدو.بالأمس دفع كاكا ثمن ما فعله ريفالدو منذ ثماني سنوات فهو وكز كيتا في بطنه وكزة خفيفة الا ان كيتا فعل ما فعل ريفالدو ممسكا بوجهه وملقيا بنفسه على الارض وهو يدعي الألم الشديد. صدق من قال كله سلف ودين.فرص منتخب فرنسا في التأهل باتت شبه معدومة ورغم ذلك فالقضية المسيطرة على عناوين الاخبار هنا هي رفض المنتخب التدرب بالأمس احتجاجا على طرد انيلكا من المنتخب. الصحف هنا تعلق كما في الصحف الفرنسية بأن ما حدث هو فضيحة للكرة الفرنسية والبعض هنا يشكك في ان يلعب الديوك المباراة القادمة امام جنوب افريقيا.الكل هنا يحمل الخطأ للاتحاد الفرنسي الذي استقال رئيسه فالمدرب دومينيك شخصية غير مرغوب بها من اللاعبين وهو يدخل البطولة وقد اعلن بالفعل اسم من سيخلفه ولعل هذا كان السبب وراء الاداء الهزيل لهم في المباراتين السابقتين.ويبقى السؤال، هل ينقذ المنتخب سمعة الكرة الفرنسية في مباراته امام جنوب افريقيا حتى وان كانت المباراة شرفية، ليس امامنا سوى الانتظار حتى يوم الثلاثاء ومن يدري ربما حدثت المعجزة.

    السبت 19 يونيو
    يستحيل ان تكون موجودا في جنوب افريقيا دون ان تحدثك نفسك بالقيام برحلة "سفاري"، عند البعض الكلمة لا تعنى شيئا سوى جنوب افريقيا حيث المساحات الشاسعة من الاحراش والغابات والبراري والحيوانات والطيور بكل اشكالها. ضللنا الطريق الى المحمية التي كان يفترض بنا أن نبدأ فيها رحلتنا.
    أوقفنا السيارة ولمحت احد سكان المنطقة، نزلت لأسأله عن الطريق فحدثني بانجليزية متلعثمة لم أفهم منها شيئا. اشرت لسائق السيارة ليتحدث معه. ما ان رآه داكن البشرة حتى بدأ يحدثه بلغة لم افهمها. ما اثار استغرابي هو ان سائقي رد عليه بأنه من الزولو ولا يفهم ما يقول.
    فورا بدأ في الحديث بلغة خيل لي انها لا تختلف على الإطلاق عن اللغة التي بادر السائق بها ولكن السائق كان يومئ برأسه علامة الفهم. سألته بعد ذلك عما حدث فقال ان الرجل بدأ حديثه معه بلغة السوتو ومن حسن الحظ نه يتحدث الزولو أيضا. استمر الشرح لعشر دقائق تقريبا صرنا بعدها مستعدين لاستكمال الرحلة.
    داخل المحمية كانت مرتي الأولى في مواجهة الانياب بدون اقفاص حديدية. الأسود تأكل مرة واحدة في الأسبوع. معلومة اخبرنا بها المرشد لم اكن اعلم بها من قبل، اضاف انها اكلت بالفعل منذ ثلاثة ايام ولهذا فهي ترقد في سلام ليست بحاجة لمهاجمة أحد.
    هذا من حسن الطالع بالطبع، حيوانات اخرى كثيرة رأينها تسير طليقة بين الأحراش منها الزراف ووحيد القرن والقرود والحمر الوحشية والتماسيح، كانت كلها تحاول الابتعاد عن العربة الا فرس النهر او ما يسمى في مصر بسيد قشطة، كان موقفه منا مختلفا بعض الشئ وصار يصدر أصواتا وينفخ في ماء البحيرة التي يقف فيها.جاء الشرح بانه فقط يحاول أن يؤكد سيادته على المكان ضد من اعتبرهم دخلاء.
    استغرقتنا الرحلة ثلاث ساعات تقريبا، هذا ما سمح به الوقت فهناك كأس عالم ومباريات لابد من متابعتها.

    الجمعة 18 يونيو/حزيران

    الجزائر فرصت التعادل على المنتخب الانجليزي

    انكسرت الموجة الباردة واصبح بمقدورنا ان نتخلى عن الملابس الثقيلة في فترة النهار. شوارع جوهانسبيرج هنا لم تعد بالحيوية التي كانت عليها طيلة الاسبوع الماضي. فمنتخب البافانا بافانا لم يعد له امل في التأهل للدور التالي من كأس العالم والمعجزة التي كان يرجوها تبددت بعد فوز المكسيك على فرنسا وهو ما ولد احباطا لدى اصحاب الارض.
    منتخب الولايات المتحدة هنا يحظى باعجاب كبير بعد تمكنه من معادلة النتيجة مع منتخب انجلترا أولا ثم منتخب سلوفينا ثانيا بعد أن كان مهزوما بهدفين بل كاد أن يفوز لولا قرار لم يعرف تفسيره حتى الان من الحكم بالغاء هدف لم يختلف اثنان على صحته.
    المفاجأة كانت في سقوط المنتخب الألماني أمام صربيا ويبدو ان مسلسل السقوط سيستمر بعد اسبانيا وفرنسا ومنتخب انجلترا الذي بدأت فرصه في التأهل للدور التالي تتبدد بعد تعادله مع منتخب الجزائر.
    تعادل يوم الجمعة كان بمثابة حبل الأمل الذي امتد للمنتخب الجزائري ليبقي على فرصه في التأهل ولكنه بحاجة للفوز على الولايات المتحدة ليبقي على هذا الأمل. هذا لا يقلل على الاطلاق من الإنجاز الذي حققه المنتخب العربي الوحيد في البطولة حيث استحق اشادة الجميع هنا بالعرض الذي قدمه أمام الانجليز.
    ظاهرة غريبة جدا تتكرر امامي وهي خسارة الفريق الذي يطرد له لاعب بعد لحظات قليلة من طرده. او بالاحرى تسجيل الفريق المنافس لهدف في مرماه. رأيت هذا بعد طرد غزال في مباراة الجزائر وسلوفينيا وبعد طرد كيتا من مباراة نيجيريا واليونان وبعد طرد كلوزه الألماني خلال مباراة فريقه مع صربيا.
    لم يعد هناك الآن مجال للتغني بصمود الفرق رغم النقص العددي، فالكرة الحديثة تعتمد على احد عشر لاعبا ونقص واحد منهم كفيل بقلب الموازين.
    منتخبا انجلترا وايطاليا هما الوحيدان اللذان لا يضمان في صفوفهما اي عنصر يلعب في دوري غير الدوري المحلي، كانت المعادلة ستختل لو شارك بيكام لاعب الميلان الايطالي في صفوف المنتخب الانجليزي او جيوسيبي روسي لاعب الفياريال في صفوف ايطاليا.
    كميات الطعام التي تقدم لنا هنا في المطاعم جديرة بالاعجاب، هم لا يفرضون عليك الحمية الغذائية كما تفعل مطاعم لندن بل يتركون لك القرار كمان ان بامكانك هنا ان تجد مطاعم مفتوحة على مدار الساعة ولكن عليك ان تكون حذرا في ساعات الليل من المتربصين بكل ما تحمل .
    آخر الاحداث المؤسفة ما تعرض له بعض زملائنا هنا من سطو مسلح بعد أن غادرو احد المطاعم بعد منتصف الليل. كانوا يسيرون في الطريق يبحثون عن سيارة اجرة تقلهم لمقر اقامتهم عندما استوقفهم بعض اللصوص وهددوهم بالسلاح واستولوا على كل ما كانوا يحملون من نقود واجهزة هاتف وهو ما دفع المسؤولين عن بعثة البي بي سي هنا في جوهانسبيرج إلى تعميم التحذير بضرورة توخي المزيد من الحذر حرصا على عدم تكرار مثل هذه الحوادث

    الخميس 17 يونيو/حزيران
    مفاجأة جديدة فجرها فوز المكسيك على فرنسا بهدفين للا شئ ليتعقد الموقف بالنسبة لمنتخب فرنسا، وتتضاءل أيضا بشكل أكبر فرص منتخب "البافانا بافانا" في التأهل للدور التالي حتى وان فاز على المنتخب الفرنسي في المباراة التالية.

    الجماهير المكسيكية احتفلت بفوز فريقها على طريقتها الخاصة

    السؤال الآن لماذا عقمت الكرة الفرنسية? ولماذا لم يتمكن المنتخب الفرنسي من احراز اي هدف حتى الآن ولماذا خسر امام الصين في اخر مباراة ودية لعبها?، المنتخب بلا شك يحتاج لوقفة سيتكفل بها الشعب الفرنسي.
    الأرجنتين احتاجت مباراة ثانية لتكشر عن انيابها وتقدم اجمل مباراة لعبت حتى الآن في كأس العالم 2010 كنت انتظر منافسة بين السرعة والقوة الكورية والمهارات الارجنتينية ولكن منتخب التانجو ملك زمام الامور كلها في الملعب ولكن عليه ان يعالج الثقة الزائدة التي كادت تكلف مرماه اهدافا اخرى.
    من الواضح ان الهزيمة التي لقيها منتخب البافانا بافانا احبطت مشجعيه. معظمهم يحاول ارتداء قناع الشجاعة ويتمسك بالأمل ولكن الحقيقة المرة هي ان رحلته في كأس العالم الذي ينظمه قاربت الانتهاء.
    مخاوف نائب رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم من ان يؤدي خروج الفريق الى انتكاسة للبطولة اراها تتحقق بالفعل. لمست الامر بنفسي اليوم في احدى اكبر الساحات التي خصصتها الفيفا لمتابعة المباراة. كانت هذه الساحة حتى الأمس مكتظة دائما بالمتفرجين في اي وقت ولأي مباراة ولكنها كانت اليوم خالية الا من افراد قلائل جائوا لمتابعة المباريات.
    اما الفوفوزيلا فقد خفت صوتها الذي اعتدت الاستيقاظ عليه يوميا، وصار هناك ابطال اخرون للفوفوزيلا اكتشفتهم في مباراة الارجنتين وكوريا الجنوبية. أنصار منتخبي الارجنتين وكوريا هم الذين كانوا يمسكون بالفوفوزيلا التي تحولت الى الثقافة الوحيدة للتشجيع على ارض هذه الامة الفريدة
    أخيرا وليس آخرا ، الفاكهة في جنوب افريقيا طعم آخر.

    الأربعاء 16 يونيو/حزيران
    الطقس شديد البرودة ما زال مستمرا ولكن اليوم الثاني لا يحمل لنا معه صدمة جوية كتلك التي عشناها في اول يوم، ولكن الصدمة كانت من نصيب عشاق الكرة الاسبانية واصحاب الارض، خسارة لم تكن متوقعة للمنتخب الاسباني امام سويسرا، وفرص فريق البافانا بافانا في التأهل للدور التالي التي تضاءلت بعد ان سحقه منتخب اورجواي بثلاثة اهداف لصفر.
    الخوف الآن ان يؤثر خروج المنتخب الجنوب الافريقي من البطولة على الجو الاحتفالي العام الذي نعيشه منذ أن وصلنا إلى هنا. اشعر بالتعاطف الشديد مع هذا الشعب الجميل، عندما التقيت مشجعي البافانا بافانا الذين كانوا يتوافدون بالالاف على بريتوريا حيث مباراة فريقهم مع أورجواي، قال لي معظمهم إنهم سيفوزون بثلاثة اهداف بل ذهب بعضهم الى القول انهم سيفوزون بأربعة اهداف ولكن كان للكرة رأي آخر اما الحكم السويسري بوساكا فهو الآن عدو أمة قوس قزح بعد أن طرد حارس المرمى كاهونا.
    بريتوريا مدينة جميلة، قد تفوق في جمالها ونظامها وشكل مبانيها جوهانسبرج، كان هذا انطباعي الاول عنها رغم أنني لم أمكث هناك اكثر من بضع ساعات وهي لا تبعد أكثر من خمسة واربعين دقيقة بالسيارة خلافا لبولوكواني التي شاهدنا فيها مباراة الجزائر وسلوفينيا بعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات.
    كل المتاجر هنا تعلق شعارات كأس العالم ولا يخلو متجر او مطعم من جهاز تلفزيون ضبط مؤشره على محطة "سوبر سبورت" الرياضية التي تنقل على مدار الساعة كل مباريات كأس العالم ما يجعل من الصعب ان تفوتك مباراة حتى وإن كانت تقام في مدينة أخرى.
    نفس المتاجر والمجمعات التجارية الكبرى وضعت تحذيرا صريحا هنا من استخدام الفوفوزيلا داخلها ذلك المزمار عاتي الصوت الذي قد يصيب من يتعرض لصوتها بشكل مباشر بالصمم المؤقت. كان بعضهم ينتقد بشدة الاعتراضات الموجهة ضد الفوفوزيلا ومحاولات حظرها.
    شجع جنوب افريقي ابيض البشرة قال لي ارجوكم لا تمنعوها، اذا كان الجمهور هو اللاعب رقم 12 فإن الفوفوزيلا هي اللاعب رقم 13 في صفوف البافانا.لم يكن لدي رد فالقرار ليس قراري.
    الخميس مباراة ممتعة بين جماليات الفريق الارجنتيني وسرعة الفريق الكوري الجنوبي وكلاهما الآن في منافسة على صدارة المجموعة الثانية والفائز منهما يضمن التأهل للدور التالي. سأكون في ملعب سوكر سيتي من اجل هذه المباراة.

    الثلاثاء 15 يونيو/ حزيران
    موجة البرد القارس التي حلت على جوهانسبرج منذ صباح اليوم تكاد لا تحتمل حتى مقارنة بلندن. درجة الحرارة كانت 4 مئوية منذ ساعات الصباح الباكر وظلت هكذا طيلة اليوم ولكن الاسوأ كان في انتظارنا عندما توجهنا لملعب ايليس بارك في جوهانسبرج لمشاهدة مباراة البرازيل وكوريا الشمالية.الكل كان يرتقب هذه المباراة بين المصنف الاول على العالم والمصنف رقم مئة واربعة وفقا لقائمة فيفا لترتيب المنتخبات. ولكن المباراة لعبت في درجة حرارة قاربت الصفر وتجمدت اطرافنا ونحن نتابعها ولم تفلح الهجمات المتواصلة للبرازيليين على المرمى الكوري في رفع سخونة الجو الذي تحول الى مصدر للنكد ليس لنا وحدنا بل لآلاف المشجعين الذين التحفوا كل ما طالته ايديهم من بطاطين واعلام.حتى المباراة كادت ان تتأجل بسبب عطل في الاضاءة سببه الضغط الشديد على استهلاك الكهرباء من اجل تشغيل اجهزة التدفئة العملاقة الموجودة في الملعب.حاولت ان اشغل نفسي اثناء المباراة بمحاولة الحديث مع رجال الأمن عن قصة الاضراب التي شغلت وسائل الاعلام مؤخرا بسبب اعتراضهم على المبالغ التي تدفع لهم من الشركة التي تستأجرهم. كان ردهم لا تعليق.انتهت المباراة بفوز البرازيل بهدفين لهدف احرزوا جميعهم في الشوط الثاني الذي سبقه شوط احرج فيه الكوريون الشماليون كاكا وروبينيو وفابيانو والمدرب دونجا.مشجعو البرازيل كانوا سعداء بالنتيجة وان ابدوا بعض الاعتراض على الشكل الذي لعب به فريقهم في الشوط الأول.مشجعو كوريا الشمالية كانوا آخر الخارجين من الملعب لم يكن لديهم رغبة في التوقف لابداء اي تعليق، ربما بسبب البرد او الهزيمة ولكن بعضهم على الاقل اشار لي بانجليزية ضعيفة جود ماتش (مباراة طيبة).غيرنا الفندق الذي نقيم فيه للمرة الثالثة حتى نكون مع بقية فريق البي بي سي الذي يقيم في فندق نورث كليف هنا في جوهانسبرج، موقع رائع على حافة تل تستطيع منه رؤية كل معالم المدينة بوضوح على امتداد البصر. العيب الوحيد هو ان درجة الحرارة ستكون اكثر انخفاضا نظرا لارتفاعه عن مستوى الارض.


    الاثنين 14 يونيو
    الاقتراب من مشجعي هولندا يمثل للمرء تجربة لا تنسى خاصة اذا كان فريقهم هو الطرف الفائز، تنوع الالوان والازياء والافراط في التعبير عن السعادة بالفوز امر توقف عنده كل الحاضرين.
    ما اثار دهشتي بالفعل هو ان مشجعي الفريق البرتقالي وفريق الدنمارك كانوا يتبادلون العبارات الضاحكة لدى خروجهم من الملعب بعد المباراة التي جمعت بينهم هنا في جوهانسبرج وانتهت بفوز الطاحونة الهولندية على ابناء الفايكنج. لم يكن هناك اي نوع من التوتر بل كانوا يسيرون جنبا الى جنب، يتحدثون وكأنهم انتهوا للتو من مشاهدة مباراة ودية.
    التقيت مع عجوز مكسيكي كان يتكئ على عصاه ويساعده شاب يرتدي الزي المميز لمشجعي المكسيك. قال لي إنه لم تفته بطولة كأس عالم منذ تلك التي اقيمت في تشيلي عام 1962 وهو ما زال يحمل ذكريات جميلة لفوز البرازيل بهذه البطولة ولكن بالنسبة له فإن بطولة عام 1966 التي انتهت بفوز انجلترا على ارضها بالكأس هي الافضل بالنسبة له فهو يحب ان يفوز البلد المضيف بالكأس. لم يتحدث معي عن فوز فرنسا بالكأس على ارضها عام 1998 .

    اليابان نجحت في تخطي عقبة الكاميرون
    حظ عاثر هذا الذي واجه منتخب الكاميرون في مواجهة الاجهزة اليابانية في ملعب بلوفومونتين اما هوندا فاثبتت ان كفاءتها تتجاوز صناعة السيارات الى احراز الاهداف. حتى اليوم منتخب غانا هو الفريق الوحيد ضمن الفرق الستة المشاركة الذي حقق نتيجة طيبة بالفوز على صربيا، منتخب جنوب افريقيا تعادل مع المكسيك، اما منتخبات نيجيريا والجزائر والكاميرون فخسرت امام الارجنتين وسلوفينيا واليابان على التوالي.
    مهمة صعبة تنتظر فريق ساحل العاج في مباراته الاولى امام البرتغال في مجموعة الموت وعلينا الانتظار لنعرف الى اي فئة ينضم.
    كان اليوم مرتي الأولى التي انفخ فيها الفوفوزيلا، الأمر ليس بالسهل وعليك ان تنفخ بالطريقة السليمة وإلا باءت محاولتك بالفشل ولكن قبل هذا عليك ألا تكون مدخنا او مصابا بالبرد مثلي فالنجاح في هذه المهمة العسيرة مرتبط بأن يكون لديك رئتان سليمتان.
    هذه هي شروط نفخ الفوفوزيلا لمرة واحدة ، أتعجب فعلا من أبناء جنوب افريقيا الذين لا يتوقفون عن النفخ فيها لساعات طويلة ولكني رأيت في مباراة الكاميرون واليابان يابانيين ينفخون الفوفوزيلا التي تحولت لحمى بين مشجعي كافة المنتخبات المشاركة.

    الاحد 13 يونيو / حزيران
    الطريق من جوهانسبرج لبولوكواني يمتد لقرابة ثلاثمئة وخمسين كيلومترا. كان عزائي الوحيد ما سمعته عن روعة المناظر الطبيعية التي ستقابل المسافرين على جانبي الطريق ولم يكن هناك اي مبالغة في ما سمعته.استغرق منا الطريق قرابة الثلاث ساعات وتخلله بعض الراحة حتى يتمكن اوليه من مواصلة الطريق.اوليه هو السائق الذي يصحبنا طيلة فترة وجودنا في جنوب افريقيا وهو شاب جنوب افريقي ولد في سوازيلاند ولا تقتصر مهامه على قيادة السيارة ولكنه يساعدنا في امور اخرى متعلقة بالعمل فهو درس الاعلام وتخصص في كتابة الاسكربتات ويحلم بأن يخرج فيلما تسجيليا في احد الايام.عندما وصلنا لاستاد بيتر موكابا في بولوكواني كان قد تبقى قرابة نصف الساعة على انطلاق اول مباراة لمنتخب الجزائر في كأس العالم ضد منتخب سلوفينيا ضمن المجموعة الثالث شاهدنا المشجعين الجزائريين في طريقهم لحضور المباراة وقد حملوا الاعلام ولونوا الوجوه وارتدوا زي منتخب الجزائر.كانوا متفائلين بأول مباراة يلعبونها في عرس الكرة العالمي منذ اربعة وعشرين عاما.توقع معظمهم ان تنتهي المباراة بفوز المنتخب الجزائري بثلاثة اهداف للا شئ. مشجعو سلوفينيا قالوا لي ان منتخبهم سيفوز ايضا بثلاثة اهداف ولكن مقابل هدف. اتساءل دائما عن سحر الرقم ثلاثة في مباريات كرة القدم.طرد غزال واحرزت سلوفينيا هدفها وانتهت المباراة بهدف للا شئ. لم يكن ليخطر ببالي قط ان اجد سلوفينيا في صدارة مجموعة تضم منتخبي انجلترا والولايات المتحدة.


    الجزائريون صبوا جام غضبهم بعد المباراة على المدرب رابح سعدان وانتقدوا اختياراته ولكنهم لم يفقدوا الأمل حتى وان كان الخصم في المباراتين المقبلتين منتخبي الاسود الثلاثة واولاد العم سام اما الحارس الجزائري شاوشي فانضم الى قائمة ضمت خلال الايام الاخيرة الحارس الانجليزي روبرت جرين والحارس المصري عصام الحضري ولا عزاء لكرة الجابولانو.

    السبت 12 يونيو / حزيران

    في مباراة الارجنتين ونيجيريا اليوم التقيت بعدد من المشجعين الجزائريين الذين جاءوا لاستاد اليس بارك في جوهانسبرج لمتابعة مباراة منتخبي الارجنتين ونيجيريا قبل ان يتوجهوا الى بولوكواني لتشجيع فريقهم في اول مباراة له في كأس العالم امام منتخب سلوفينيالمرذذ. تملؤهم الثقة في الفوز بالمباراة بل وبكل المباريات حتى دور الثمانية. هم يعقدون امالهم على منصوري والشيخ رابح سعدان وقلقهم الوحيد من مباراة انجلترا.

    لعل هذا القلق يتبدد قليلا بعد التعادل الذي خيب امال الانجليز مع المنتخب الامريكي. مسكين حارس المرمى الانجليزي روبرت جرين فقد اصبح عدو الامة الاولى بعد ان اهدى للامريكيين هدف التعادل وحرم فريقه من ثلاث نقاط كان يتشوق لتحقيقها.
    سريعا بيعت امامي تذكرة لمباراة الارجنتين ونيجيريا في السوق السوداء بمئة وخمسين دولارا. المشجع الذي اشتراها قال لي انه دفع في تذكرة المباراة الافتتاحية اربعمئة دولار.
    انتقلت اليوم لمكان جديد سأقيم فيه حتى انتهاء البطولة. اسوار مكهربة وقضبان حديدة تعكس الخوف من معدلات الجريمة المرتفعة ولكن كلبي .صاحب الفندق تعودا علي بسرعة وصارا ينتظرانني في كل مرة اغادر فيها حجرتي. قد لا يعجب هذا صاحب الفندق.
    الجمعة 11 يونيو / حزيران

    فشلت كافة محاولاتنا للوصول الى استاد سوكر سيتي حيث مباراة افتتاح كأس العالم بين منتخبي جنوب افريقيا والمكسيك، ولم تفلح كافة النصائح التي قدمتها السلطات المحلية في جوهانسبرج في الحيلولة دون وقوع تكدس مروري حال دون وصول الالاف الى الاستاد لمشاهدة المباراة.كان البديل التوجه في الاتجاه المعاكس الى اقرب نقطة مخصصة لتجمع عشاق الكرة لمتابعة المباراة على شاشة عملاقة، كانت على بعد حوالي ثلث ساعة بالسيارة وفي الطريق اليها اتضح لنا حجم المأساة المرورية حيث امتدت قوافل السيارات بدون اي حركة لمئات الامتار في كل الاتجاهات.كانت هذه اول مرة اتابع فيها مباراة الافتتاح في كأس العالم بل اي مباراة على الاطلاق واقفا. لم تكن الساحة مزدحمة وقت وصولنا وكانت الغالبية العظمى للموجودين من الجنوب افريقيين الذين حضروا وهم يلبسون قميص منتخب الاولاد بافانا بافانا وقد لونوا وجوههم بألوان العلم وامسكوا في ايديهم بالفوفوزيلا نفيرهم الوطني الذي لم يتوقفوا عن النفخ فيه للحظة.بمرور الوقت ومع اقتراب موعد المباراة كان العدد يتزايد ومع تزايد العدد تتزايد كذلك الفوفوزيلا التي تحولت في احد الاوقات الى مصدر للصمم. كان علي اتخاذ قرار اما بمغادرة الساحة او البقاء ولكن اقتراب ضربة البداية للمباراة واحتمالات ان تكون الازمة المرورية ما زالت بلا حل جعلني اقرر الاستسلام للامر الواقع، قرار لم اندم عليه.كثيرا ما شاهدت مباريات داخل الملعب، مباريات دولية ومحلية ولكني لم استمتع باحدها قدر استمتاعي بمباراة جنوب افريقيا في هذه الساحة، فمشاهدة مباراة طرفها جنوب افريقيا صحبة جماهير جنوب افريقيا امر له طعم اخر.هم يتابعون المباراة كأنهم في الملعب لا فرق بينهم وبين من دفع الدولارات لشراء تذاكر المباراة يصفقون للاعب لحظة نزوله ويحيون الحكم على قراراته يهللون للمدرب اذا توقفت الكاميرا للحظات على وجهه ويشوشون على لاعبي المكسيك اذا استلموا الكرة. كل هذا والفوفوزيلا لا تتوقف ابدا.تمنيت ان تنتهي المباراة بنهاية تسعدهم ولم اصدق نفسي عندما احرزوا هدفهم الاول في الشوط الثاني للمباراة فمجريات الشوط الاولى كانت تنبئ بعواقب وخيمة لأصحاب الارض.هدف تشابالالا اشعل الساحة وبدا حلم الفوز في طريقه للتحقق لولا تسديدة ماركيز التي رسمت للمباراة نهاية اخرى واسكتت الفوفوزيلا لأول مرة بعد ساعات من النفير المتواصل.انتهت المباراة بالتعادل، تعادل بطعم الفوز للبافانا بافانا وبطعم الهزيمة للمكسيكيين وعاد صوت الفوفوزيلا من جديد. لا مفر من استخدام سدادات الاذن المرة المقبلة.

    الخميس 10 يونيو / حزيران
    بادرني ماخنيكسي ستوفيلي وزير الشباب والرياضة الجنوب الافريقي بقوله ان هذا ليس الحدث الاكبر الاول من نوعه الذي تنظمه جنوب افريقيا، في اشارة الى كأس العالم، حتى تكون هناك مخاوف امنية.كنت احادثه قبل ساعات من انطلاق البطولة ولم يكن مضى وقت قصير على ورود نبأ السطو على مجموعة من الزملاء الصحفيين في احد الفنادق هنا في جوهانسبرج وسبقه قبل اشهر تهديدات من القاعدة باستهداف مشجعي ولاعبي بعض الفرق على رأسها الولايات المتحدة وانجلترا.قال لي ان هذه المخاوف موجودة باستمرار في كل مكان وان جنوب افريقيا لديها الخبرة لحفظ الامن على الوجه الاكمل كما قامت في اكثر من ومئة وعشرين حدثا عالميا كبيرا نظمته خلال الخمسة عشر عاما الماضية.كان هذا الشق المتعلق بتهديدات القاعدة اما السطو على الصحفيين فهو قد يحدث في اي مكان على حد وصفه ولا يمكن مقارنته بضخامة الحدث الذي تضطلع به بلاده.
    "المكسيك فريق قوي ولكن منتخب جنوب افريقيا سيتغلب عليه وسيفوز ايضا على المنتخب الالماني في الدور قبل النهائي،" هكذا رد ستوفيلي وهو يضحك عندما سألته عن توقعاته لمباراة الافتتاح. التقدم في كأس العالم والوصول الى الادوار النهائية بات قمة احلام شعب جنوب افريقيا يستوي في ذلك من قابلتهم من البيض والسود على السواء. الكل سيرتدي قميص منتخب بافانا بافانا الاصفر يوم الجمعة ومنهم ليلي (بكسر اللام الاولى والثانية) التي تقوم على العناية بمقر اقامتنا في جوهانسبرج واسمها هو اختصار لكلمة لم اتمكن من حفظها ولكنها تعني في اللغة المحلية ( التي طال انتظارها) .
    الطقس جميل نهارا هنا قارس البرودة ليلا بشكل ربما يتجاوز برد لندن في شهر مارس ولكن كل شئ يهون من اجل كأس العالم.

    الاربعاء 9 يونيو / حزيران
    اجواء كأس العالم في جنوب افريقيا لا تبدأ لدى وصولك الى جوهانسبرج وانما تبدأ منذ ان تخطو قدماك داخل المبنى رقم 1 في مطار هيثرو بالعاصمة لندن حيث اقلاع وهبوط طائرات شركة الخطوط الجوية لجنوب افريقيا ساوث افريكان اير ويز.كافة العاملين ارتدوا قميص منتخب جنوب افريقيا ووضعوا اعلام وشعارات الفريق.يحيونك بابتسامة عريضة على وجوههم وانت تخطو على الارضية التي تفترشها سجادة خضراء كبيرة على شكل ملعب كرة.الطائرة لم يكن فيها موضع قدم واكتظت بمشجعي الكرة الذين مثل المكسيكيون الغالبية العظمى منهم في طريقهم لحضور مباراة الافتتاح التي ستجمع فريقهم بالمنتخب الجنوب افريقي.تشجيع وهتافات وزماميرومساجلات بينهم وبين انصار المنتخب المضيف على متن الطائرة وكل يتوعد الاخر بانزال هزيمة ساحقة به.مطار تامبو بجوهانسبرج تحول الى مسرح لمظاهرات كروية واستعراض ازياء من مشجعي الفرق المختلفة المشاركة في البطولة وقد توافدوا من كل مكان والكل يشجع فريقه بطريقته، الارجنتينيون بزيهم الازرق واللبني وقد ارتدوا جميعهم قميص ليونيل ميسي ومشجعو هندوراس وصربيا والبرازيل والدانمرك الذين ارتدوا الزي الشعبي لبلادهم.اما المكسيكيين ذوي القبعات الكبيرة الذين كنت بصحبتهم في رحلة الذهاب فانضم لهم مشجعون اخرون جاءوا على متن طائرة اخرى وهم يرتدون ازياء المصارعة وقد وضعوا اقنعة مخيفة غطت رؤوسهم لكنهم اضطروا لخلعها حتى يتمكن ضباط الهجرة من التأكد من هوياتهم ومطابقتها بصور جوازات السفرلكنهم سرعان ما ارتدوها مرة اخرى.اعلام في كل مكان تزين الطريق من المطار حتى مقر اقامتي ومزيج من الفرح والفخر ذلك الذي استشعرته في نفوس كل من قابلتهم من ابناء المدينة والكل يأمل والبعض واثق من الفوز بمباراة الافتتاح التي يعتبرونها مفتاح الانطلاق للادوار التالية في عرس كرة القدم العالمي.



  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    شكراا لك ساندي عجبنب هذا التقري شكراا مرة اخرى

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال