كوخي عبر التاريخ
تقع كوخي في العراق تبعد عن مفرق الدورة- بغداد – حوالي 25كم ويقول المنقبون ان الكنيسة تعود الى القرن الاول للميلاد والكنيسة السفلى كانت مشيدة باللبن اما العليا فكانت مبنية باللبن المفخور التي شيدها مار اّبا الكبير.
وان مار ماري هو الذي اسس كرسي المشرق وهو الذي تلمذ المدائن لانها كانت كرسي مملكة الفرس.
توسعت في عهده نشر الرسالة حتى وصلت مدينة ساليق الواقعة على شاطئ دجلة الايمن. وانشاْ فيها كنيسة صغيرة ومدرسة.
الوثنيون خافوا على ديانتهم فاشتكوا الى الملك ارطبان( اردوان)
بدوره استدعى مار ماري وهدده بعقوبات قاسية.
لكن القديس اظهر شجاعة نادرة وثقة بالرب عظيمة فطلب منه الملك ان يشفي اخته التي كانت مصابة بداء عضال ومنعزلة
في دير ( قنيّ) قرب العزيزية على بعد 90كم جنوب بغداد.
فذهب ماري وشفاها والتمس منها ان تمنحه معبد الاصنام الواقع على شاطىء دجلة ليجعله بيت صلاة( كنيسة)وهي تحسب مع كنيسة كوخي. وكوخي اسم لموضع اكواخ وصرائف يسكنها مزارعو مردنشاه رئيس قطيسفون قبل عام 79م.
كانت كنيسة صغيرة ياتيها المؤمنون لاقامة الصلوات والشعائر والاحتفالات بالطقوس المقدسة لان الكنائس على شكلها الحالي لم تؤسس الا منذ القرن الثاني الميلادي.
اصبحت كوخي مقرا لرئيس كنيسة المشرق الذي سمي جاثليقا ثم بطريركا في القرن الخامس ومقره يدعى كرسي كوخي.
او الكرسي البطريركي او (الرسولي) المؤسس في ساليق وقد تعرضت للهدم سنة 341م في مطلع الاضطهاد الفارسي الاربعيني الذي اثاره شابور الثاني على المسيحيين .
فالقى القبض على الجاثليق مار شمعون برصباوي وعلى العديد من اساقفته وكهنته والمؤمنين واصاب الدمار كنيسة كوخي للمرة الاولى.
مما اضطر المؤمنون اقامة الصلوات في البيوت الى ان هداّت العاصفة فاعادوا بنائها بعد منتصف القرن الرابع.
ورممت لرسالة الجاثليق تومرصا سنة 384م وجددت عام 415م ثم سنة 420م بفضل هبة سخية قدمها الامبراطور البيزنطي تاودوسيوس الثاني.
قدمت هذه الكنيسة الكثير من الشهداء اولهم الجاثليق مارشمعون برصباعي ورفاقه في الاضطهاد الاربعيني وفي ساليق استشهد شاهدوست خلف مار شمعون واستشهد معه 128 من رفاقه الذين القي القبض عليهم في المدائن.
ونفذ فيهم حكم الاعدام علنا في المدينة!! اما شاهدوست فأقتيد مكيلا بالسلاسل في منطقة بيت هوزايي حيث قطع راسه! ومن الذين استشهدوا في ساليق 120 شخص من كهنة وشمامسة ورهبان وراهبات من مختلف البلدان ومن المدائن نفسها كان ذلك عام 346م..
اما الجاثليق بربعشيمن وهو ابن اخت الجاثليق برصباعي فقد القي القبض عليه بصحبة 16 من الكهنة والمؤمنين وزج بهم في السجن 11 شهر ثم اقتيدوا الى كرخ ليدان(الاهواز حاليا) حيث استشهدوا عام 349م..
وكان مار ابا الكبير قد قرر ان لا تكون رسامة البطريرك الجديد شرعية مالم تجري في كنيسة كوخي الام. وعقدت فيها مجامع عديدة لكنيسة المشرق..
ودفن نحو 24 جاثليقا اولهم ابريس(121م-137م) وامرهم حنانيشوع الثاني 779م عند تولي الرئاسة البطريرك طيماثاوس الاول الكبير سنة 779م قرر بنقل مقر البطريركية من المدائن (كوخي) الى بغداد العاصمة العباسية الجديدة ودام عهده 44 سنة .
اما كوخي وكنيستها الام فقد غمرها النسيان في العهود اللاحقة بعد حل الدمار بمنطقة المدائن ايضا بسبب الاهمال.. وغفت غفوتها الطويلة بانتظار من يوقضها من هذا الرقاد المستديم****