النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الجوهرة المعماريّة تاج محل.. إحدى عجائب الدنيا السبع

الزوار من محركات البحث: 36 المشاهدات : 1088 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,583 المواضيع: 20,591
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 60013
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    الجوهرة المعماريّة تاج محل.. إحدى عجائب الدنيا السبع









    “تخيّلي” نفسك عزيزتي القارئة أنك تحبين شخصاً ما، ويصدف أن هذا الشخص هو إمبراطور مغولي يُدعى “شاه جاهان”، وبسبب حبّه الشديد لك أيضاً، يأمر ببناء مبنى للتعبير عن مدى عَظَمة الحبّ الكامن في قلبه تجاهك، ليصبح هذا المبنى واحداً من أعظم الصّروح المعماريّة في العالم، وأحد عجائب الدنيا السبع في العصر الحديث.. وأيقونة خالدة من أيقونات العشق المستحيل.. إنّه تاج محل، الذي يُعرف بأنه جوهرة فَنّ العمارة الإسلاميّة في الهند وإحدى الروائع الخالدة في العالم.
    توقفي الآن عن التخيّل لأنه في الحقيقة، إسم تاج محل محرّف عن إسم محبوبة الإمبراطور ممتاز محل وهي “زوجته الثالثة”، التي ماتت أثناء ولادة طفلهما الرابع عشر، “جوهرا بيقام”، ونتيجة لذلك أراد زوجها الإمبراطور أن يخلّد ذكراها فأمر ببناء تاج محل.
    بدأ البناء عام 1632 وتم الإنتهاء من الضريح الرئيسي عام 1648، أما المباني والحديقة المحيطة فانتهت بعدها بخمس سنوات، وإذا قمنا بحساب مُعدّل التضخّم قد تبلغ تكلفة هذا الصرح في يومنا هذا تقريباً (827 مليون دولار)!
    وصف الشاعر الانجليزي السير (ادوين ارنولد) تاج محل بقوله الشهير:
    “هي ليست قطعة معمارية كغيرها من الابنية ولكنها رغبات تعكس حب امبراطور سامِ كُتبت بأحجار حية.”



    تم بنائه على قطعة أرض متجهة نحو الجنوب من سور مدينة أغرا، ويعدّ من أرقى الأمثلة على العمارة المغولية، فهو مزيج معماري يجمع بين الطراز الفارسي والعثماني والهندي، إذ وهب شاه جاهان أرض واسعة في وسط أغرا إلى مهاراجا جاي سينغ في مقايضة للحصول على هذه الأرض.
    تم تشييد تاج محل بالمرمر الأبيض، الذي قد تمّ جلبه من مدينة “جدهابور”، على مصطبة مُغطّى سطحها بالمرمر الأبيض أيضاً، وأقيمت مئذنة عند كل زاوية من زوايا المصطبة ارتفاعها 37 متر (وهو تقريباً ارتفاع مبنى سكني من 11 طابق)، وفي وسط المصطبة يرتفع المبنى أو “الضريح” في شكل رباعي، حاملاً القبّة في وسطه، متخذة شكلاً شبيهاً بزهرة اللوتس قبل تفتّحها، والتي تدلّ على النقاء والنور.
    تتميّز القبّة بأنها نقطة القوّة التي تشدّ عين الناظر لها رغماً عنها، بارتفاعها الذي يبلغ 22 متر (ارتفاع مبنى سكني من 7 طوابق تقريبا)، وقطرها الذي يبلغ 17 متر. ويقع تحتها ضريح الأميرة بالقرب من ضريح زوجها، الذي أمر بدفن رفاته قربها بعد موته، وكلا الضريحين مزخرف بنقوش كتابية.
    وقد تم إكساء القبة من الخارج بالرخام الأبيض، جاعلاً منها مرآة تعكس نور الشمس منذ شروقها وحتى غروبها، بالإضافة لنور القمر الذي يجعل منها سحراً خالصاً في ظلمة الليل، كنايةً عن الوهج الشديد لحبّ الإمبراطور الأبدي لأميرته.. في كلّ الأزمان والأوقات.



    كانت الزخارف المعمارية المغطية للقبة في الأصل مصنوعة من الذهب، ولكن تم استبدالها بنسخة من البرونز المطلي بالذهب في مطلع القرن التاسع عشر. هذه الإضافة تعتبر مثال واضح على الدمج بين عناصر الزخرفة والتزيين التقليدية الفارسية والهندوسية.
    يعتلي هذه الزخارف هلال أطرافه تواجه السماء، وبسبب موقع الهلال في الأعلى فإن أطرافه مع رأس الزخرفة المعمارية أعلى القبة، يشكلان معاً رمح بثلاثة رؤوس ليبدو كإشارة لرمز الآلهة الهندوسية التقليدية شيفا.



    بالنسبة للتابوت، فقد تم وضع جثث الإمبراطور وزوجته في سرداب منبسط نسبيّاً تحت الغرفة الداخلية. تم ترصيع القاعدة والتابوت بأحجار كريمة وشبه كريمة، بالإضافة للنقوش الكتابية على التابوت التي تثني على “ممتاز” مع نقش رائع بخط اليد على قبر “شاه جيهان” يقول: “غادر من هذه الدنيا إلى دار الخلود في ليلة السادس والعشرين من شهر رجب”.
    وكغيره من الصروح المعمارية العظيمة، فقد تم جلب المواد التي استعملت في بناءه وإكسائه من عدّة أماكن حول العالم، فالرخام الأبيض الشفاف من ماكرانا، راجستان، وقد تم تطعيمه بـ 28 نوعاً من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة .. أما اليشب واليشم والفيروز والكريستال من الصين، اللازورد من أفغانستان، في حين أن الياقوت جاء من سيرلانكا والعقيق من الجزيرة العربية.
    كان بناء تاج محل موكّل إلى عدد من المهندسين المعماريين تحت إشراف مباشر من الإمبراطورية، وقد تم تجنيد قوى عاملة بلغت عشرين ألف عامل من جميع أنحاء الهند؛ ونحاتين اثنين من بخارى، وخطاطين من سوريا وبلاد فارس، أمّا فنّيو الزخرفة والتطعيم فكانوا من جنوب الهند، والحجّارين من بلوشستان، إضافة إلى مختصّين في بناء الأبراج وأشخاص مهمّتهم الوحيدة قطع الرخام على شكل أزهار وكانوا جزء من مجموع عمّال بلغ عددهم سبعة وثلاثون عاملاً شكلوا مجتمعين الوحدة الإبداعية للبناء.


    صورة لتاج محل عند الغروب حيث يعطي انطباع اللون الأصفر.

    وإذا دققت جيّدا في الصورة، ستجد أن المبنى متناظر بالنسبة لمحوره، وهذا ما عمل عليه المهندسون أثناء مرحلة التصميم، وهو ما يعطي انطباعاً بالرسميّة والهيبة.



    في الصورة السابقة نرى أزهار الرخام المزخرفة بدقة متناهية وبشكل متناظر مع المحور، بالإضافة للكتابات الفارسية المختلفة.
    والآن.. ربّما يدور في بالك حجم الحبّ الذي كان في قلب الإمبراطور تجاه زوجته، والذي تجلّى شامخاً على شكل أعجوبة من عجائب الدنيا السبع..

    في النهاية أحبّ أن أختتم المقال بقصيدة وصف بها الإمبراطور “شاه جيهان” مبنى تاج محل
    هل يجب على المذنب أن يلجأ إلى هنا،
    مثل المعفو عنه، أصبح خالي من الخطيئة

    هل يجب على الآثم أن يشق طريقه لهذا القصر،
    جميع خطاياه السابقة تم التخلص منها بعيداً

    مرأى هذا القصر خُلِق تناهيد الأسى،
    والشمس والقمر تذرف الدموع من عيونهم

    في هذا العالم تم بناء هذا الصرح،
    لإظهار مجد الخالق فيه

    المصدر
    www.arageek.com

  2. #2
    عضوة سابقة
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: Baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,701 المواضيع: 141
    التقييم: 2832
    مزاجي: متفاءلة دائماً ان شاء الله
    المهنة: Searching
    أكلتي المفضلة: كل الاكلات هي نعمة من الله
    مقالات المدونة: 1
    تبارك الخلاق العلي العظيم

    شكرا جزيلا اخي الكريم على الموضوع الجميل

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Noor Hassan مشاهدة المشاركة
    تبارك الخلاق العلي العظيم

    شكرا جزيلا اخي الكريم على الموضوع الجميل
    شكراً لتواجُدكِ

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال