في عالَم أصبحت فيه صناعة العرائس محض صناعة ميكانيكية ينتج فيها خط الإنتاج آلاف النًسخ المتشابهة حد التماثل، استطاع صانع عرائس أن يكون حسابه على تطبيق الصور «إنستجرام» نافذة لعبور عرائسه المتفرّدة في حيويتها إلى العالم.
«مايكل زاجكوف»، صانع عرائس روسيّ الجنسيّة، تصفه موسوعة صناع العرائس الإلكترونية Dollery بأنه «مثّال محترف يتمتع بدرجة عالية من التعليم»، لتفصّل في أجزاء من سيرته، إذ تخرّج من إحدى الجامعات الروسية بشهادة عُليا في تخصص فنون النحت، وعمل كصانع عرائس في مسارح العرائس، لترى أولى عرائسه النور في عام 2010، مستلهمًا إياها من أعمال مثّالين وصُناع عرائس روس.
وتتميّز عرائس «زاجكوف» بواقعيتها الشديدة ودقة ملامحها الإنسانية حتى أنها تكاد توهم من يرى صورها لأول مرة أنها صور لبشر حقيقيين. وينحت المثّال الروسيّ عرائسه بطميّ خاص هو طمي «البوليمر»، وتحتوي كُل عروسة على ثلاثة عشرة مفصل متحرّك، مما يسمح بتغيير الوضعية التي تثبت فيها العروسة. وكتكملة للوحة الفنية البديعة التي يرسمها «زاجكوف» لصناعة وجه العروس، يستخدم إكسسوار متعدد الجنسيات ليهب عرائسه هذه الطلة الإنسانية: عدسات أعين زجاجية ألمانية الجنسية، وشعر «موهير» فرنسي، وأحذية وأزياء تراثية تنتمي لحقبة 1910 إلى 1915 يحكيها صانع العرائس بإتقان متناهي.