لا شك في أن نيمار قد بلغ قمة مستواه هذا الموسم، بل وقدم ضعف أداءه في الموسم الماضي، وكان حاسما في أكثر من مناسبة واحدة، شأنه شأن زميليه ميسي وسواريز. وبشكل مثير للإعجاب، أصبح البرازيلي بين عشية وضحاها المرشح الاول لحصد الكرة الذهبية وفقاً للنموذج الحالي. الشيء الذي خدم شائعات مغادرته لبرشلونة، في ظل رغبة كل من ريال مدريد ومانشستر يونايتد في استقطابه هذا الصيف.
في أول موسم له، صنف العديد من النقاد نيمار باعتباره صفقة فاشلة للنادي الكتالوني. رغم ذلك تحسن أداءه بشكل كبير في ثاني مواسمه، ليصبح أهم لاعبي برشلونة في خط الهجوم، ويسجل العديد من الاهداف في مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال اوروبا. هذا الموسم، وخصوصا أثناء غياب ليونيل ميسي بسبب الاصابة، استلم نيمار عجلة القيادة ولم ينظر للوراء منذ ذلك الحين.
برصيد 21 هدفا و12 تمريرة، أكد نيمار للجميع أنه واحد من أفضل هدافي أوروبا في الوقت الحاضر. ومع تصنيف 8.53 (وفقاً لموقع Whoscored)، يعد البرازيلي أفضل لاعب في القارة العجوز هذا الموسم. وبغض النظر عن عدد أهدافه، أغلبها جاءت في مباريات حاسمة وأمام فرق كبيرة، وهذا ما يفسر حيازة برشلونة لصدارة الدوري الإسباني، وتأهل الفريق إلى دور الـ16 من دوري الأبطال واقترابه من نهائي كأس الملك.
رغم ذلك، هناك بعض المسائل الميدانية التي تؤثر على نيمار. هو نفسه اعترف بأن القضايا الأخيرة ضده، والتي تتعلق بانتقاله إلى برشلونة، قد أثرت عليه بالفعل. ومؤخرا، في هذا الأسبوع، امتثل اللاعب أمام المحكمة الإسبانية للإدلاء بشهادته، مع وجود قضيتين معلقتين حتى الآن، واحدة في البرازيل بتهمة التهرب الضريبي بين عامي 2006 و2013، وأخرى في إسبانيا تتعلق باحتيال محتمل في عملية انتقاله إلى الكامب نو.
بين كل هذه المنعرجات، عمالقة أوربا يتطلعون لفرصة استدراجه بعيدا عن برشلونة. وقد أبدى رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، منذ فترة طويلة إعجابه بنجومية نيمار، وقد حاول استقاطبه في صيف 2013، لكن رغبة البرازيلي في اللعب جنبا إلى جنب مع ميسي منعت حدوث ذلك. وتفيد التقارير على نطاق واسع أن بيريز لا زال يفكر في ارتداء نيمار لقميص الملكي الأبيض محل كريستيانو رونالدو، رغم ان محاولاته باءت بالفشل في أكثر من مناسبة واحدة.
كنوع من الانتقام، بدأ مجلس مدريد بالفعل في تسريب معلومات للصحفيين على أن النادي مستعد لتقديم نفسه كعنصر في شكوى DIS المزعومة ضد نيمار وبرشلونة، بدعوى أنها تملك 40 في المائة من حقوق اللاعب. وفي الجانب الآخر، أكد والد نيمار لإذاعة الكادينا كوبيه أن عرض 190 مليون يورو جاء من قبل الشياطين الحمر، ومن المنطقي جدا أن نفترض ذلك، في ظل سعى النادي المتواصل لاستعادة أمجاد الماضي مرة أخرى.
ويعتبر نيمار خلفا لكريستيانو رونالدو بسبب اوجه التشابه الكثيرة بينهما: قدمان سريعتان، والقدرة على المراوغة وطرح المدافعين أرضاً بفضل المهارات المؤثرة والرؤية الثاقبة للملعب. مع ذلك، البرازيلي يتفوق بشكل واضح على رونالدو إذا ما قارنا إنجازاتهما في سن الـ24:
وبالنظر إلى الوضع على ملعب الاولد ترافورد في الوقت الحاضر، من المستبعد أن يكون نيمار على استعداد لمغادرة برشلونة نحو الدوري الممتاز، وقد توج لتوه بخمسة ألقاب تاريخية، واعتلى منصة الكرة الذهبية إلى جانب ميسي وكريستيانو، بل وقد يكون في طريقه لتكرار بطولات العام الماضي. وهذا ما يفسر تجاهله لعرض مانشستر يونايتد دون تفكيرمطول.
والجدير بالذكر أن والد نيمار قد أعلن في وقت سابق عن سعادة ابنه في برشلونة، بل وهو قريب من تجديد عقده رفقة الفريق. ولهذا على مجلس الإدارة أن يكون أكثر حذراً وأن لا يتخذ أية مخاطر.