رُسومُ الدَّارِ
وَكيـرُ البُعـــدِ فـي الأحْـــداقِ يَغـلي
وَقَدْ زادَ الأسـى فيـه احْتِطابــــــــــا
بِساحِ الرُّوحِ خَيلُ الشَّوقِ صالَــتْ
وّذي فَعَلَــتْ عَجيبــًا والعُجابـــــــــا
سَأكْتُـبُ فيـكِ أغنيــــــةَ الحيـــارى
بِلَحْـنِ الصَّـدِّ طَـورًا {وَالعَتـابــــــا}
وَكــانَ لِقاؤنــــــــا في كّــــلِّ رَكْــنٍ
بنــارِ قُـلوبِنــا ثَلجًــــا أذابــــــــــــــــا
فَكيـفَ الحــــالُ يا صاحي وَأروى
إذا ضَرَبَتْ على الوجهِ الحجابـــا
فَمـا في خاطِـري للعيشِ سـلــوى
وَمِنـكِ الهَجْـرُ يَكوينـي التِهابـــــــا
سألــــتُ الـدَّارَ يـا أروى بَصُبــــحٍ
وَقَـدْ صَـدَّتْ ومـا رَدَّتْ جَوابـــــــــا
وّظـامـي الحُـبِّ ماءً يَرتجيهـــــــــا
فَمــا عّبَّ ارْتِواءً بَلْ سَرابـــــــــــــا
مَعينُ قُلوبِنــــــــــا فى الحُــبِّ نَهْرٌ
وَخُضْرَةُ سَهْلِنـا أضْحَـتْ يَبابـــــــــا
وَعيني في طُلولِ الـــــدِّارِ تَبـكي
فَبَلَّ الدَّمــعُ يا أنـتِ الثِِّيابـــــــــــا
عَنادلُ رَوْضَنا سَكَتتْ وَنامـــــتْ
وذاكِ سُكوتُـهــا أغرى الغُرابـــــــا
وَتِلكَ طُيورنُـــــــــــا عــادَتْ لعُشٍ
وَذاكَ صَباحُـنا أنـسَ العـذابــــــــا
وَبَعضُ الشَّهْـــــدِ في غيرِ انْتِبـــاهٍ
وَحُسُـنِ طَويَـةٍ جَمَعَ الذُّبابـــــــــا
وَنحوَ مَغيبهـــــــا ســارتْ ظعـوني
فَقَدْ عَزمَتْ إلى أروى ذِهابــــــا
إلى أروى ظُعونُ الأهلِ تِسري
وَذي أروى لنا تأبى الإيابـــــــــا
بِبَيـتِ الأهــلِ يــا أروى وَقلـبي
مِنَ الهِجرانِ قَدْ ضَجَّ اضْطِرابــا
أُنـــادي أينَ أشــيائـــي وَأروى
بِرمشِ صُدودِها أخْفَتْ جَوابـا
وَأروى أنْ تَمُـــرُّ الحَيِّ قامَــتْ
لهــا الأجــداثُ هَولاً وارتيابـــا
ألا تَدري بــأنَّ الحُبَّ يَمْشــي
كَمِثلِ أميرةٍ لَبِســتْ نِقابـــــــــا
أُمني النَّفسَ أنْ تَكُنِ ألمانيــا
بِساحِ حَبيبتي تَرِدُ احْتِرابــــــا
يوسف الذهاب