دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في اللحظة التي تفتح عينيك إلى هذه الحياة، يضعك الطبيب – حتى قبل قطع الحبل السري – إلى جانب والدتك لتعانقك بشدة رغم شعور التعب والخوف الذي ينتاب الأمهات بعد الولادة.
وهكذا يكون أول شيء فعلته عند ولادتك، يتمحور حول حاسة اللمس والاتصال الحسي الذي تُظهر الدراسات أنه من أهم سبل البقاء على قيد الحياة.
وفي دراسة أجراها الطبيب النفسي، هاري هارلو، في العام 1958، وجد أن القردة الرضع فضّلوا معانقة نماذج أمهات بديلات مغطاة بقماش ملمسه لطيف، رغم عدم توفر الحليب لديها، بدلاً من نماذج أخرى كان لديها حليب، ولكن ملمسها لم يكن لطيفاً.
كما أظهرت دراسة لاحقة من كلية الحقوق بجامعة ميامي الأمريكية للطب أن الأطفال الخدّج يتعافون بشكل أسرع عند الالتماس بهم بشكل منتظم، بدلاً من تركهم في الحاضنات وحدهم.
أهمية اللمسة البشرية هذه لطالما كانت جزءً مهما من تطور الحياة والتأقلم مع العالم الخارجي، ولذا فإن حاسة اللمس قد شقت طريقها إلى عالم الفن والتصاميم أيضا، ليصبح ملمس القطع الفنية والأثاث والديكور وحتى التصاميم المعمارية، في غاية الأهمية لمدى تقبل الفرد لها.
ويشرح المهندس المعماري الأعمى، كريس داوني، عن مدى أهمية دمج جميع الحواس في الفن، قائلا: "التركيز والاهتمام لجميع الحواس يمكنه أن يجعل البيئات المحيطة بنا أكثر تحفيزاً ومتعة، كما أنها تقلل من الإرهاق الذي يرافقنا دائماً."
تعرفوا أكثر إلى بعض التصاميم "الحسية" الفائزة في جوائز العمارة والتصاميم في الصور ادناه:
صمم "مارش" ستوديو اللوبي للخشب المنحوت في فندق "هوتيل" في كانبيرا، أستراليا والحائز على جائزة التصميم الداخلي للعام. وقد ركبت أكثر من 5 آلاف قطعة خشبية على جدران الفندق.
منزل "فلينت هاوس" من تصميم سكين كاتلنغ دي لا بينا فاز بجائزة "RIBA" لأفضل منزل لعام 2015.
صممت نيكولا تاسي أباريق وأكواب الحجر ذات الملمس الغريب، ما يجعل عملية احتساء قهوة الصباح أكثر إثارة من الأكواب العادية.
صمم سيباستيان كوكس مجموعة "أندر وود" المصنوعة من لحاء الشجر وجذوعها.
التصاميم "الحسية" لا تقتصر على التصاميم الغالية فقط، إذ صممت إلسي كروفورد أثاث "سينيرليغ" الذي يعرض في متاجر شركة "إيكيا" السويدية غير المكلفة.
أوراق جدران تريسي تابس المصممة على شكل فن "أوريغامي" الورقي هي مثال آخر عن التصاميم "الحسية" التي تضيف لمسة دافئة إلى الأثاث المنزلي.