من كندا إلى العراق... كيف سيعيد هذا الفنان 70 ألف كتاب خسرتها جامعة بغداد في الحرب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أزهي أيامها، ضمّت مكتبة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد أكثر من 70 ألف كتاباً.
تنوّعت مواضيع الكتب، التي غطت المساحة من الأرض إلى السقف، فشملت تاريخ الفنون، وأنواع الفن المعاصر، والتاريخ الشفهي. وكانت المكتبة مقصدا للطلاب من شتى أنحاء البلاد للدراسة والبحث.
لكن جاء هذا المشهد المزدهر إلى نهايته مع بداية الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، حين فقدت المكتبة مخزون قرون من العلم بنيران القذائف والقنابل، أو بجشع الناهبين والسارقين، الذين حوّلوا المكتبة إلى أنقاض.
لكن، يعمل اليوم فنان يسعى لاستعادة مخزون المكتبة بجهده المنفرد.
كتب بيضاء لبغداد
قضى الفنان العراقي وفاء بلال سنوات الجامعة في مكتبة كلية الفنون الجميلة، الموجودة على ضفاف نهر دجلة. وبعد مرور 25 عاماً على تلك الأيام، لم تفارق ذكريات الجامعة مخيلته.
ورغم أنه قد تمت إعادة بناء المكتبة، إلا أن عدداً قليلاً جداً من الكتب يوجد على الأرفف في يومنا هذا، ما أوحي لهذا الفنان بفكرة ملئ المكتبة بالفنون، من المنحوتات والقطع التشكيلية، إلى العروض الفنية الحية، وغيرها.
لكن هذا لا يعني التخلي عن الكتب. إذ نظم هذا الفنان معرضا تفاعليا في كندا سيساعد في ملئ أرفف مكتبة كلية الفنون في بغداد. والمعرض هو عبارة عن ستة رفوف بطول 12 متراً تمت تغطيتها بألف كتاب أبيض معروضة في مدينة ويندسور في محافظة أونتاريو الكندية، ولقب المشروع بـ"168:01".
ويقول بلال: "في البداية، نصنع الكتب من الصفحات البيضاء الفارغة. وفي المرحلة التالية، يبدأ الأشخاص بالتبرع بكتب والحصول على إحدى هذه الكتب البيضاء في المقابل."
وسيعطي بلال كتاباً أبيضا لكل شخص يتبرع بـ 25 دولاراً، وسيستعمل هذه الأموال لشراء كتب لكلية الفنون الجميلة، ونقلها إلى بغداد عند انتهاء المعرض في شهر مارس/آذار المقبل.
وإلى اليوم، نجح بلال في جمع 55 ألف دولار، وينوي أن يعيد مخزون الـ 70 ألف كتاب الذي كان يوجد في المكتبة في أفضل أيامها.
لمشاهدة الفيديو
https://ksr-video.imgix.net/projects...-h264_high.mp4
الحياة في بغداد
في الماضي، كان الطلاب يقضون أوقات فراغهم بالتمشي في الحدائق العامة، وزيارة الأسواق، والاستمتاع بشرب الشاي في المطاعم المزدحمة.
ورغم أنه اختص بدراسة علم الجيولوجيا، إلا أنه قضى أغلب أوقاته في مكتبة الفنون الجميلة. كان فناناً، لكن نظراً لمعارضة عائلته لحكم صدام حسين، مُنع من دراسة الفنون.
وفي بداية حرب الخليج في العام 1980، لجأت عائلته إلى الكويت، قبل أن تنزح إلى مخيّم للاجئين في المملكة العربية السعودية. وبعدها بعامين، انتقل بلال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
الثقافة العراقية
وأطلق بلال اسم "168:01" على المعرض، وهو عنوان قصة سمعها كطفل في العراق عن الغزو المغولي لبغداد في القرن الثالث عشر.
ويرمز رقم "168" لعدد الساعات التي بقي خلالها حبر الكتب يسيل في مياه دجلة، بعد أن رمى المغول مخزون الكتب الموجودة في مكتبة دار الحكمة في بغداد، أول جامعة في العالم. أما الثانية "01" فترمز إلى بداية عصر جديد للمكتبة في بغداد.
وتتعرفون أكثر إلى الفنان وفاء بلال ومشروعه من خلال متابعة الصور ادناه :
قضى الفنان العراقي وفاء بلال سنوات الجامعة في مكتبة كلية الفنون الجميلة، الموجودة على ضفاف نهر دجلة. وبعد انقضاء 25 عاماً على تلك الأسام، لم تفارق أيام الجامعة مخيلته.
لكن، رغم أنه قد تمت إعادة بناء المكتبة، إلا أن عدداً قليلاً جداً من الكتب موجود على الأرفف في يومنا هذا، ما أوحي لهذا الفنان بفكرة ملئ المكتبة بالفنون، من المنحوتات والقطعه التشكيلية، بالإضافة إلى العروض الفنية الحية، وغيرها.
في أزهي أيامها، ضمّت مكتبة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد أكثر من 70 ألف كتاباً. لكن جاء هذا المشهد المزدهر إلى نهايته مع بداية الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، حين فقدت المكتبة مخزون قرون من العلم بنيران القذائف والقنابل، أو بجشع الناهبين والسارقين، اللذان حوّلا المكتبة إلى أنقاض. ويظهر في الصورة إحدى صور "سلسلة الرماد"، التي حاول بلال من خلالها انطباعاً بالدمار وفي ذات الوقت الهدوء بعد تساقط الأنقاض.
رغم أنه قد تمت إعادة بناء المكتبة، إلا أن عدداً قليلاً جداً من الكتب موجود على الأرفف في يومنا هذا، ما أوحي لهذا الفنان بفكرة ملئ المكتبة بالفنون، من المنحوتات والقطعه التشكيلية، بالإضافة إلى العروض الفنية الحية، وغيرها.
قام هذا الفنان بمعرض تفاعلي في كندا سيساعد في ملئ أرفف مكتبة كلية الفنون في بغداد. والمعرض هو عبارة عن ستة رفوف بطول 12 متراً تمت تغطيتها بألف كتاب أبيض معروضة في مدينة ويندسور في محافظة أونتاريو، باسم "168:01".
ويقول بلال: "في البداية، نصنع الكتب من الصفحات البيضاء الفارغة. وفي المرحلة التالية، يبدأ الأشخاص بالتبرع بكتب والحصول على إحدى هذه الكتب البيضاء في المقابل. لاحقاً، لن يبقى هناك أي كتاب أبيض، وستنتقل المكتبة المليئة بالكتب إلى بغداد."
وإلى اليوم، نجح بلال في جمع 55 ألف دولار. وينوي أن يعيد مخزون الـ 70 الف كتاب الذي كان يوجد في المكتبة في أفضل أيامها.