صفحة 12 من 20 الأولىالأولى ... 21011 121314 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 111 إلى 120 من 198
الموضوع:

تطبيقات المشتركين في ورشة على نية النقد والطريق إلى الكتابة - الصفحة 12

الزوار من محركات البحث: 283 المشاهدات : 8645 الردود: 197
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #111
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13945
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4
    نورانية

    ... درس الشخصيات



    ..


    .. من المخجل جدا أن أتعامل معه كما لو أنه الدمية الدب خاصتي.. أعتصره جدا في أي ساعة ، ولا ألتفت أبدا ل ملامح اختناقه ..!!
    لم نتحدث عن كل هذا الجنون يوما .. لكنه ينتهز الفرص أحيانا ل يسمعني مقولته المشهورة ..

    " هوني عليك .."

    كذلك أمي تفعل في كل مرة يشكوني لها .. عن ثوراتي الطفولية..وأنا لا يسعني إلا أن أهز رأسي بالإعتراض مرة ، ومرة بالرضوخ الزائف ..

    .. حسنا أنا أضخم بعض الأمور أحيانا .. وأظن هذا المصطلح يسمى غيرة ..!!
    أقلت بعض الأمور .. أنا أكذب للأسف .. !!
    .. أنا أهول من حجم كل الأمور التي تحيط ب صاحب الظل الطويل خاصتي .. ولست نادمة ..!!

    ****************************

  2. #112
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    سورين

    الواجب الاول حاولت اجمع اساليب التقديم سوة


    وقفت كما في كل صباح امام تلك المرآة الباهتة ..كشفتيها المطبقتين ~
    في تلك الغرفة المبالغ في ترتيبها ..
    كأنها كانت تعاني من وسواس قهري !!
    رفعت يديها
    لتستكشف تجاعيد الخمسين عام ..
    الغضب يترك علامات بائسة علينا !
    شعرها الرمادي .. وتلك اللآليء التي تعانق جديلتها ..
    تأملها المغتم ..
    لم يقاطعه سوى صراخ زوجها المريض
    دفعت عربته بصعوبة
    بطاقة متعبه وضعته في الشرفة ..

    صوت مياه الحوض .. يصنع لحنا مع اطراف الصحون
    هدوءها الشارد في احلامها المتأخرة !!
    ندمُ السنين يتآكلها
    ولكن كيف لعض الشفاه ان يُعيد خياراتها التعيسة ؟!
    تردد كلمات محمود درويش ..
    اثر الفراشة لا يرى اثر الفراشة لا يزول ..
    وتزفر الحنين ..

    *******************************
    الواجب الثاني حاولت امزج بين الشخصيتين النامية والسطحية


    طريقها الاسبوعي الرتيب ..
    بائع الورد ..
    وذلك المتشرد
    ورسومات الاطفال البريئة على الارصفه ..
    رائحة القهوة امتزجت بالندى
    (قادمةٌ يا لذتي !) بأبتسامة طفولية على وجهها
    اهلا سيدتي .. رحب بها النادل كما في كل مرة !
    ليسحب لها الكرسي ..
    القهوة المعتادة
    لونها ..
    حديثٌ بين الانا والانا ..
    اوقفه نظرات ذلك الرجل ..
    ليُشكل ريب في داخلها ..
    ما بالك يا انا ؟!!
    فليس بأول ادم ينظر اليك ..
    فمن بعمرك لم تعد تقصد هكذا مقاهي ..
    ضحكة صغيره .. ردها بابتسامه ..
    اربكها !!
    أشعل في داخلها فتيل شكوكها ..
    توقفي عن النظر اليه .. اعاتبك يا انا !
    انزلت عيناها بفنجان القهوة وخطتها الدراسية ..
    ولكن قلبها الذي امتزج حيرة وخوف وفضول ..
    ما زال يشاهده !!
    يتتبعه بكل رشاقه
    يترصده كما تترصدها عيناه
    أفسد يومها بألتفاته جميلة ..

    اعذرني استاذ لبساطته ولكن استيقظت فزعة وتذكرت انني لم اكتب واجبي الثاني


    ******************************

  3. #113
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    أشجان الروح

    مسائكم شوق الزائرين لأباعبدلله
    اسعد الله اوقاتكم ^-^
    الواجب الاول .....

    تجلس وحيدة في تلك الحديقة تنظر بعينيها العسليتين الواسعة ....تحيطها هالة من الهدوء امتزجت مع برودة الشتاء الذي فتح أبوابه ...تحيط جسدها النحيل بيديها وكأنها تحمي نفسها من شيء..
    لم تكن مبالية بنسمات الهواء الباردة التي تضرب وجناتها الشاحبة كأنها تخضع تلك الروح لعقاب إرادي ...
    أيقظها من شرودها صوت هاتفها .. مصدر الضوضاء الوحيد في المكان ..
    -ماذا تريدون مني أريد اعتزال عالمكم فأنا لا أجيد التمثيل ...
    لقد اختفت رغبة الحياة لدي .. أنا الآن جسد خاوٍ
    متبلد الأحاسيس و المشاعر...
    عالمي رمادي في فوهة الأحزان مرتمٍ ....
    هذا ثمن تهوري وبرائتي الساذجة ....
    أطفأته و كأنها تريد قطع الصلة مع عالمها..
    في غمرة اعتزالها و اعتناقها الذاكرة
    لم تنتبه لتلك العينين التي تلتهم تفاصيلها من بعد
    -ماذا فعلت بتلك الصغيرة ؟ أين تلك الشعلة في عينيها الجميلتين ؟ ..
    من أين لها هذا البرود و الحيرة ؟ كيف نحل جسدها هكذا ؟ ! ....
    هذه الهالات حول عينيها أهي لكثرة البكاء أم لهجرة النوم من جفنيها ؟ ....
    مع حركة الطيور .. إلى السماء رفعت جفنيها لتلتقي
    بعينيه ...
    أي صدفة هذه ؟ أم صدفة مدبرة خلفت قسوة مريرة في ملامحها

    **********************************

    مسائكم راحه تلامس قلوبكم البيضاء
    الواجب (2)
    كالعادة لم تستطع رؤيته فقط ظله قبل ان يختفي يراودها الفضول كثيرا عن هوية هذا رجل ...
    ههه واي رجل !! رجل توصيل زجاجات الحليب صباحا ....
    ماتستغربه هو القصاصه التي توضع على احدى الزجاجات يوميا؟؟ ....
    كل يوم جملة جديدة مكتوبه فيها ....
    ادارت الزجاجه لترضي فضولها وهذه المرة كتب
    "استقبلي الشتاء باابتسامة تقلل برودت ايامه "
    ابتسمت لتعود الي عالمها الخاص حيث القلم وهي متسائله؟؟.. اهو رجل التوصيل من يضعها ام احدهم فك شفرة كتاباتها الغامضه ....
    نفضت هذه الافكار من راسها ...
    واضعه القصاصة فوق مثيلاتها .....
    لتمسك قلمها مرة اخرى وتنسى ماحولها من جديد

    *****************************************

  4. #114
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    راهب


    مرغماً ... يلفظ النوم آخر انفاسه ... قرب الباب الملطخ بالحناء .. يُسكبُ اناء الماء ... لم تتغير تلك العادة على الرغم من اختفاء الاثر .. الكل يعرف انها الارث الذي لم يخالف وصيته ... لكن الغريب بالامر ان تتكرر لثلاث مرات غبشاً ... وكأنها لم تعد متقنة ... الجميع يراقبها ... حفظها ... الوقت .. الاناء ... الوجه الغض الذي يؤدي دوره حبواً ... النعي ما يزال يملأ الرؤوس ... لم يسرَّح شعرٌ منذ ان اعلن الساتر ان هناك وظائفاً شاغرة ... وان اللُعبَ لم تعد هي الاثيرة في البيت ... حين يبزغ قمراً ... يتوالى سيل الاسئلة ... ارتفاعه ينبئ الجميع بانه يرى المكان باختلاف بوصلته .. ولعله ايضاً يعرف اتجاه الرصاص .. فيُتبع المسار ... ليحددوا الهوية ... بقبر مستعار ... وشاهدة وطنية !
    ادم : حفظتك طفلتك الوصية .... اخذت حصتها من الارث يا نور عيني ..
    ـ ابصرها .. استعير رأساً ... اقبّلها ... وارجعه ... اتوسل المارين ان يبقون رأساً عندي .. لكنهم يأبون ...

    ـ

    *****************************

  5. #115
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    الراوي

    تكمن أهمية تناول مفهوم ( الراوي ) في ورشتنا هذه في أكثر من نقطة ، لعل أهمها عدم التفريق بينه و بين الروائي أو الكاتب ، عدم التفريق ـ هذا ـ الذي يوقع الكثير من رواد فنون السرد من الكتّاب في بواكير أعمالهم الكتابية في تضييع إمكان تموضع الراوي في الزاوية أو الزوايا التي تحقق نصاً سردياً مبدعاً ، لذلك نرى بعض الأعمال الأدبية التي لو سألنا أنفسنا : هل توافرت فيها حبكة ؟ لقلنا نعم ، هل توافرت فيها عناصر بناء سردي تمكّن من النهوض بنص مميز ؟ لقلنا نعم .. لكننا لا نمنح تأشيرة إعجابنا بالنص !! ترى لماذا ؟ يرجع ذلك إلى أسباب منها عدم تموضع الراوي بالشكل الصحيح في النص ، أو ربما الأمر يتعلق بــ ( المنظور السردي ) و هو ما سنخصص له الدرس القادم بإذن الله .
    إذا كان الراوي ليس هو الروائي أو الكاتب فمن هو ؟! سنتعرف عليه بشكل أدق لو قدمنا تعريف الروائي أو الكاتب عليه ، فكلنا يعرف أن الروائي أو الكاتب عموماً هو الكاتب الذي يكتب الرواية أو النص الأدبي ، بمعنى أن الروائي في رواية ( فوضى الحواس ) هي أحلام مستغانمي تلك الأديبة الجزائرية المعروفة ، كما أن الروائي في رواية ( شيفرة دافنشي ) هو دان براون بلحمه و دمه ، إذن الروائي هو الشخص الذي كتب الرواية ، و هذا الروائي يخول راوياً متخيلاً ليقوم بفعل الرواية ، كيف ذلك ؟ لنأخذ مثالاً :
    من رواية ( فوضى الحواس ) لأحلام مستغانمي
    ( هو.. رجل الوقت عطرًا. ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه؟ وثمة هدنة مع الحب, خرقها حبه. ومقعد للذاكرة, ما زال شاغراً بعده. وأبواب مواربة للترقب. وامرأة.. ريثما يأتي, تحبّه كما لو أنه لن يأتي. كي يجيء ) هذا المقطع الذي بين قوسين و الذي اقتطعناه من تلك الرواية لاحظ عزيزي/ عزيزتي .. من الذي يتكلم هنا ؟ هل هو :
    1. البطلة ؟ لا طبعاً
    2. البطل ؟ لا طبعاً
    3. إحدى شخصيات الرواية ؟ لا طبعاً
    4. أحلام مستغانمي ؟ سيقول بعضكم نعم هي أحلام .. و بكل تأكيد ليست هي أحلام مستغانمي .. بل هو الراوي .. الراوي هنا هو من يتكلم لا أحلام مستغانمي ..


    لماذا ليست أحلام من يتكلم هنا ؟ يرجع ذلك لأسباب .. منها :
    1. إن الراوي قد يغير رأيه من بعض الأيديولوجيات و العقائد و الآراء و المواقف ، و هو ما لا يتأتى لأحلام بوصفها شخصية لها مواقف ثابتة و آراء تؤمن بها كشخصية واقعية ، كما لو أن الراوي يتحدث ليبرر و يقنع القارئ بوجهة نظر الشخصية هذه و الشخصية تلك التي تعارضها في الرأي ، فالراوي وحده هو من يمكنه ذلك ، على خلاف الروائي أو الكاتب الذي ـ حتماً ـ تكون له وجهة نظر قد تعارض أو لا تتفق مع وجهة نظر شخصية في روايته .
    2. لأن أحلام بوصفها كاتبة هذه الرواية لو كانت هي المتكلم فيها لفقدت قدرة المرابطة و التموضع في أكثر من نقطة و زاوية في الرواية ، لأنها لا يمكنها ـ فنياً و منطقياً ـ الانسلاخ من كينونتها الواقعية أو التشظي إلى أكثر من حضور في الرواية ، ولو كانت هي المتكلمة لفقدت قدرة التعبير عن الشخصيات مع اختلافها ، و بمعنى آخر لوجدناها تفرض علينا رأيها و ترغم الشخصيات على الإذعان به ، و لوجدنا أنها هي من يكلمنا و يروي لنا من وجهة نظرها فقط ، و هو ما يفقد الرواية قيمتها .


    و الأسباب عديدة للفصل بين الراوي و الروائي و لعل الإيغال في عمقها ليس من مصلحة هدف الورشة إذ تبقى البحوث النقدية المعمقة مجالها الأنسب .
    إذن فهمنا أن الراوي هو غير الروائي ، فالروائي يكوّن صوتاً و ضميراً يعطيه حق أن يروي الأحداث و يصف المكان و الزمان و الشخصيات ، إذن بعبارة أخرى الراوي هو الـــ ( أنا ) الأخرى للراوئي و التي قد تتجاوز الــ أنا الثانية إلى ( أنوات ) ثالثة و رابعة و خامسة ....الخ بحسب ما تقتضيه الرواية ، إذن نفهم من ذلك أيضاً أن الراوي قناع من الأقنعة التي يتخفى الروائي خلفها ليروي و يتحدث ، و هو ـ الراوي ـ يمثل أسلوب عرض و تقديم المادة الروائية أو السردية ( التي نعني بها أي وجود سردي في قصة أو قصيدة ... الخ من فنون أدبية ) فبما أن الراوي هو من يتحدث و يقصّ علينا إذن هو يتبنى أسلوباً معيناً لعرض مادة القصة أو السرد عموماً ، و من كل ذلك يمكننا القول بأن الراوئي هو شخصية واقعية تمارس كتابة و تأليف الرواية أو النص ، أما الراوي فهو شخصية من عالم النص شخصية ورقية لا واقعية ، تتموضع داخل النص السردي لكنها في الوقت ذاته تكون خارجه ، كيف ذلك ؟!! بمعنى أن الراوي داخل النص باعتباره كائن نصي ورقي لا واقعي وهو ما يعني أنه داخله .. أما كونه خارجه فنعني به أنه لا يمثل سبباً لوقوع حدث كما أنه ليس شخصية من شخصيات النص ، إلا لو اختار الكاتب أن يجعله إحدى شخصيات الرواية ( على ما سنشرحه لاحقاً ) ، المهم أننا الآن نميز بين الروائي و هو كاتب النص و بين الراوي و هو على ما قدمناه آنفاً و الذي نعني به الوسيلة أو الأداة أو التقنية التي يستخدمها الكاتب للكشف عن عالم القصة في النص و بث المادة القصصية التي يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ .
    طيب الآن ما هي أشكال حضور الراوي في الرواية ؟ يمكننا إيجازها بــ :
    1. قد يكون الراوي ضميراً غائباً في النص ، بمعنى أننا لو سألنا : من الذي يتحدث و يخبرنا و يروي لنا ؟ لأجبنا بــ : هو .. هو الغائب الذي ليس شخصية من شخصيات الرواية .. مثاله : ( كانت مغرمة به ، لم يكن يعلم .. كل من حوله علم بهذا إلا هو ... ) و في هذا المثال يكون هذا الكلام غير صادر من أي شخصية من شخصيات الرواية .. و هذا ما يعني أننا لو سألنا أنفسنا من الذي يروي و يتحدث لما قلنا أنه فلان أو فلانة من شخصيات الرواية ، بل هو الغائب الذي يمكن القول عنه : هو .. فقط .
    2. قد يعتمد الروائي على آلية فعل الرواية و التكلم و الإخبار على لسان إحدى الشخصيات ، فتقوم الشخصية بالحكي و سرد الأحداث أو وصف المكان و الزمان و الشخصية أو الشخصيات الأخرى ، و مثاله ( لم أكن الوحيدة التي تعاني من أحداث ما بعد 1991 ، أخواتي .. إخواني .. كل من حولنا و من في نطاق سماع أخبارهم كانوا يعانون ، المشكلة أننا لم نستطع حينها فعل شيء .. الانتظار وحده هو الحل كما أنه القارب الذي يقودنا للمجهول ) فهنا الراوي شخصية من شخصيات السرد هي امرأة داخل الحدث و المكان و الزمان السردي .


    كما يمكن للروائي ( سأعبر من الآن عن الروائي بالكاتب تفادياً للخلط الذي قد يقع فيه القارئ للدرس ) أن يجمع بين الآليتين .. بمعنى أنه يعتمد على الراوي الغائب الحاضر الذي هو ليس شخصية من شخصيات النص ، و يعتمد على شخصية أو أكثر في استلام دفة سرد الأحداث و وصف الأماكن والأزمنة و الشخصيات ، يعني في موضع معين من الرواية يخلي شخصية من الشخصيات تتولى فعل السرد و الإخبار و الوصف .. طبعاً بكل تأكيد اعتماد هيج آلية و التنوع في الراوي تشير إلى قدرة الكاتب و تمكنه ، كما أنها توفر زوايا منظورية متعددة تخلي القارئ ينتقل و يتنقل و يشاهد الأحداث من أكثر من زاوية واتجاه ، لكن بالأول و الآخر هذا يعتمد على الرواية نفسها .. فأحياناً الاعتماد على الراوي الواحد أفضل .
    طبعاً سنعرض عن ذكر وظائف الراوي لأن فيها تفاصيل كثيرة و لعلنا نعوض هذا الإعراض في المادة النقاشية التي أود التنويه إلى أننا بدأنا نفتقد حضورها و فائدتها في الدروس الأخيرة ... و إن كان الأمر يدل على الفهم فلا بأس و هو أمر مفرح .. لكنني أخشى أن يكون دالاً على التكاسل من طرح السؤال و الاعتراض والمناقشة ........
    ما هي أنواع الراوي ؟
    1. الراوي العليم : و هو الراوي الذي يعلم كل شيء ، و يكون علمه أكبر من علم شخصيات الراوية ، أي أنه يعلم ما لا تعلمه الشخصيات ، ففي حين تبدو الشخصيات أمام مصير مجهول يكون الراوي عالماً بما سيحدث و سيكون ، كما أنه ـ الراوي ـ يعلم بما تخفيه النفوس ـ نفوس الشخصيات ـ و ما تضمره من نوايا ... و مثاله ( كانوا يسيرون دون أن يعلموا ما ينتظرهم .. لا أحد منهم فكر مجرد تفكير أنهم بعد 15 دقيقة فقط سيتعرضون لحادث مروع .... ) كما نلاحظ فإن الراوي وحده يعلم بما سيحدث بعد ربع ساعة و لا أحد من الشخصيات يعلم بهذا المصير الذي ينتظرهم .
    2. الراوي المصاحِب أو المشارِك : و هو الراوي الذي تكون حدود علمه هي حدود علم الشخصيات ، أي أنه يتساوى مع الشخصيات في علمهم ولا يفوقهم علماً بما سيجري ، و مثاله ( في ذلك اليوم كان كل شيء يسير برتابة و اعتياد ، يوم آخر من أيام بغداد ، الزحام ذاته ، نقاط التفتيش ، الروتين حتى الوصول إلى العمل ، كانت إسراء مشغولة بهاتفها تفادياً لأزمة الوقت .. و مسافة الوصول إلى مكان عملها .. تعطلت السيارة فجأة ، ترجلت لتكمل طريقها مشياً على الأقدام .. تساءلت : ترى كيف ستكون الدقائق القادمة .. لا أعرف .. قالت في نفسها ) لا تعرف هذا ما يقوله الراوي .. فلا هي تعلم و لا هو أخبرنا بما لا تعلم .
    3. الراوي الأقل علماً : و هو الراوي الذي يكون علمه أقل من علم الشخصيات في الرواية ، بمعنى أن حدود معرفته بالأحداث أقل من معرفة شخصية من شخصيات النص سواء كان هذا الراوي إحدى الشخصيات أو الغائب الحاضر في النص ، مثاله ( كان ينوي على شيء .. يدبر أمراً .. هذا ما يبدو عليه من غرابة تصرفاته و شروده .. ترى مالذي يدبره ؟ بماذا يفكر ؟؟؟ ) إذن الشخصية هنا تفكر بأمر ما وت دبر و تنوي فعل شيء ما لكن الراوي أقل علماً منه و لم يستطع الكشف عن نية الشخصية .


    في نهاية حديثنا لابد أن نشير بأن الراوي جزء من ثلاثية ( الراوي ، المروي ، المروي له ) و قد فهمنا الراوي ، أما المروي فهي القصة ذاتها ، في حين أن المروي له يتنوع أيضاً و هو كذلك ليس القارئ فكما فرقنا بين الكاتب و الراوي فإن المروي له ليس هو القارئ ـ على تفصيل يطول ـ و يمكننا أن نضرب مثالاً على هذا التفريق بينهما بألف ليلة وليلة و على الشكل هذا :
    الراوي = شهرزاد
    المروي = قصة من قصص ألف ليلة وليلة في كل ليلة من هذه الليالي
    المروي له = شهريار
    أما القارئ فأنا و أنت ^_^
    ما يمكن الاستفادة منه بهذا الصدد ـ صدد التفريق بين الراوي و الكاتب و المروي له و القارئ ـ هو أن نميز ككتّاب بين كوننا كتاب و بين كينونة الراوي الذي نخلقه في نصوصنا ، بين أن نخاطب القارئ مباشرة و بين أن نخلق مروياً له داخل النص لنمرر ما نريد تمريره من خلاله إلى القارئ بأسلوب غير مباشر و ذكي .. كيف ؟ ببساطة و باختصار شديد : أحياناً لا نستطيع إقناع القارئ بوجهة نظر الشخصية .. يمكننا خلق مروي له كشخصية فاعلة و مؤثرة و نجعله يقتنع بوجهة نظر الشخصية و بذلك نجعل القارئ تحت سلطة اقتناع المروي له و تأثيره ... هذا جزء بسيط من فاعلية تفريقنا بين المروي له و القارئ و لعبة بسيطة من قواعد اللعبة الكبيرة في كتابة النص السردي *_^ .
    و لعل الحاجة أمست ملحة لبث درس خارج أكاديمية المفهوم أقرب لقواعد اللعبة وممارساتها .. سنكون على موعد معه للتعرف تطبيقياً و بتمارين على : كيف نفعل كل هذا .. كيف نوظف خدعة النص .. كيف نخاتل القارئ و نخدعه ليصدم و ينتشي و ربما يغير من تجربته .. لأن النص تجربة يباشرها القارئ و تؤثر فيه و هو لا يشعر و على المدى البعيد ... سنكون على موعد مع اشتغال يقارب كثيراً الاشتغال الــ ( ثيمي ) .
    مفاجأة الدرس : لا واجب .. و اللي يعرف ليش ماكو واجب أنطيه جائزة

  6. #116
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    شيفرة
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سورين
    صباحكم سكينة ..
    يااا شنو هالهدوء بالورشة متعودنه ع هجي
    استاذ امممم بما انه كلت نكدر نجمع انوات كثيرة بحسب ما تقتضيه الرواية ...
    يعني عادي نخلي انواع الراوي كلها؟ العليم والاقل علما والمشارك؟!!
    بس اذا نكدر اشوف انه راح يصير تناقض داخلي للرواية !!
    ...
    زين استاذ رواية على فراش فرويد .. الراوي نفسه البطلة
    من جنت اقرة بدايتهه ظنيت انه الكاتبة كانت تروي قصتهه ..
    وهذه خلاني اظن انه الراوي هو الكاتب !!
    زين اريد اجنب مثلا بكتاباتي هالالتباس عند القاريء ؟!!
    اعتقد سؤالي غبي
    .....
    بالافلام الي تبنى على احدى الروايات .. نكدر نكول انه الموسيقى او الكاميرا تتجسد بشخصية الراوي؟!!! ولو هالسؤال خارج الموضوع
    بس مرة قريت رواية وشاهدت فلمهه لاحظت اختلاف هواي !!
    بس بعد متابعتي .. شفت انه الموسيقى كانت تلعب دور .. يعني توصف بعض الكلمات الداخلية الي ترددهه البطلة .. افكارهه الباطنية بين قوسين
    ....
    زين يكدر يمتزج الزمكان مع الراوي !؟ طريقة وصف المكان والزمان تكون هي الراوي وفجئة يبدي حديث بين الشخصيات .؟!
    ...
    يكدر الراوي يغيب ببعض احداث الرواية؟ لو هو مثل الاوكسجين للرواية يعني ميصير ؟!



    مرحباً سورين ... لا بد لي أن أشكركِ شكراً كبيراً على هذه الاستفهامات القيّمة ... ممتن حقاً .. لأني أعول كثيراً على النقاش .. سأجيب بــ :
    1- نعم يمكن أن يعتمد الكاتب أنواع الراوي كلها داخل روايته ... و ما فهمته من قولكِ بإمكان الوقوع في التناقض أتصور أنكِ عنيتِ به : كيف يمكن أن يكون الراوي عليماً و يكون من النوع الذي تتساوى معرفته مع الشخصيات و يكون أقل معرفة من الشخصيات ... يمكن ذلك دون الوقوع في التناقض و لنفترض مثالاً لذلك :
    الراوي العليم هو صوت الأنا الثانية للكاتب ... و هو يقول بأنه سيقع كذا و كذا ... هذا أول راوي
    الراوي المساوي لمعرفة الشخصيات .. هي إحدى الشخصيات
    الراوي الأقل معرفة من معرفة الشخصيات ... شخصية من الشخصيات لا تعرف ما يعرفه الآخرون .. كما لو أنها مثلاً شخصية أعد لها أصدقاؤها مقلباً هي لا تعرف تفاصيله .. و كل ما يفعله الكاتب هو جعلها تنطق و تتكلم و هكذا تكون هذه الشخصية أحد الرواة في الرواية .
    كما يمكن أن نتصرف خارج هذا المثال بتغيير نوع الراوي كيفما نريد دون أن نقع في التناقض ..... كل هذا و نحن خارج العمل الروائي الذي قد يعتمد على التناقض و تشويش المروي له .. فمثل هذا النوع من الروايات موجود .
    2- حتى لو كتبت سورين قصتها الحقيقية لن يكون الصوت المتحدث و المخبر بأحداث القصة سورين .. سيكون هذا الصوت هو الراوي .. أما سورين فهي الكاتبة التي تكتب .. لا وجود للكاتب في الرواية التي نقرأ إطلااااااااقاً لا وجود له .. الموجود في الرواية هو الراوي فقط .. أما كيف تزيلين مثل هذا الالتباس فهذه ليست وظيفتكِ و لستِ مطالبة بهذا أبداً ... إنما وضحنا ذلك هنا لا لنزيل اللبس الذي قد يقع فيه القارئ غير المختص و إنما ليكون الكاتب على اطلاع و دراية ... بالمناسبة لم يكن السؤال كما وصفته فتحية لكِ .
    3- في العمل السينمائي أو المسرحي أو التلفزيوني تختلف الأمور كثيراً .. ثمة تقنيات تتداخل مع العمل الروائي على الورق .. ماذا يحدث في السينما ؟ أول شيء يطرأ على الرواية المكتوبة حين تدخل حيز السينما هو عمل السيناريست .. إذ تقتضي الكثير من المشاهد توفير المساحة المناسبة لجعلها مرئية أمام المشاهد و صالحة للرؤية المطروحة في الرواية ... ماذا يعني هذا ؟ يعني أننا حين نقرأ مشهداً ما في رواية نقوم بتخيله و تجسيده تصويرياً في أذهاننا .. وظيفة السينما أن تقوم بهذا الدور نيابة عنا .. لذلك يحتاج المشهد إلى سيناريو يتلاءم مع أمرين : الأول التوافق مع معطيات المشهد في الرواية ، الثاني قابليته لمطاوعة التقنيات السينمائية أو بشكل أعم توافقها مع أدوات السينما و معطياتها كالضوء و منظور الكاميرا ... الخ .... ثم بعد السيناريو تتداخل معطيات سينمائية كثيرة أخرى كرؤية المخرج .. المهم في الأمر أن نعلم بأن الرواية المكتوبة شيء و الفيلم الممثل عنها شيء آخر .. ولو أن الرواية التي قرأتها و شاهدت فيلمها مثلت كمسرحية لرأيت أيضاً أنها تختلف عن الرواية و عن الفيلم ....... أما الموسيقى فنكدر نكول أنها تقنية تتداخل و تدخل على العمل الروائي نعم هي تساعد على إبراز صوت الراوي لكن لا يمكن تجاوز هذا البعد بأكثر من ذلك .. يمكن القول بأن الموسيقى الصوت الخفي الذي يحاول إيصال شيء مضمر للمشاهد أو تقنية تقوي من تأثير التلقي على المشاهد ... أما الكاميرا فأقرب ما تكون لمفهوم المنظور السردي في الرواية ... الكاميرا التي توجهها رؤية المخرج هي التقنية التي تتلبس / تعبر عن المنظور السردي وهو ما سنأخذه في درسنا القادم .... الزمكان شيء و الراوي شيء آخر .. على فرض ما طرحته و ما فهمته من سؤالكِ ؟ لا .
    4 - يستحيل .. لا يمكن أن يغيب الراوي ... لأنه لو غاب فمعنى هذا أن : لا أحداث ، لا شخصيات ، لا مكان ، لا زمان ... يعني ماكو رواية أصلاً .
    شكراااا جدااااااااا لما طرحته سورين ... بارككِ الله

  7. #117
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    المنظور السردي
    في درسنا السابق تعرضنا لمفهوم ( الراوي ) الأمر الذي يجعلنا الآن أمام مفهوم ( المنظور السردي ) ، مالذي نعنيه بالمنظور السردي ؟ ما هو ؟
    من منا لم يسمع بالمنظور في الفن التشكيلي ؟ كذلك الحال في الرسم المعماري ؟ ، من الفن التشكيلي تحديداً استعار النقد ـ علم السرد بالخصوص ـ هذا المفهوم ليعبر به عن شيء ليس بعيداً عن مفهوم المنظور في الفن التشكيلي ، فإذا كان مفهوم المنظور في الرسم بصورته البسيطة هو ( تمثيل الأجسام المرئية على سطح منبسط (اللوحة) لا كما هي في الواقع ولكن كما تبدو لعين الناظر في وضع معين وعلى بعد معين ) فإن المنظور السردي لا يبتعد ـ في صورته البسيطة ـ عن هذا التعريف مع حفظ الفارق بين الرسم و الفنون السردية ، و إذا كان ( الراوي ) ـ كما أخذناه في الدرس السابق ـ عبارة عن آلية عرض المادة السردية و القائم بمهمة سرد الأحداث و التعريف بالشخصيات و وصف الزمان و المكان ، فإن المنظور السردي هو الآلية التي تمكّن الراوي من اتخاذ الزاوية المناسبة لسرد الحدث أو وصف الشخصية أو الزمان و المكان .... كيف ذلك ؟ سنجيب عن ذلك بصورة مبسطة :
    الروائي : كاتب الرواية
    الراوي : الآلية التي يعتمدها الروائي في السرد ، و الصوت المتكلم في الرواية
    المنظور السردي : الزاوية أو المكان ( السردي لا الواقعي ) الذي يتواجد فيه الراوي ليعبر عن وجهة نظره بــ ( الأشياء / العالم ) بما فيها الشخصيات و الأحداث ... الخ .
    بمعنى آخر و بشكل أكثر بساطة : فلنفترض أنك تقص حكاية على أحدهم ، قصة واقعية حدثت معك البارحة مثلاً ، فإنه بإمكانك أن تقصها بأكثر من طريقة واحدة ، أكثر من طريقة لا تعتمد على طريقة الحكي بل على زاوية الرؤية ، مثلاً لنفترض أن الحدث الذي وقع معك هو :
    كنتَ تجلس في مقعدك في باص لنقل الركاب في الكرسي الذي خلفك تجلس امرأة مسنة .. تعرضت لأزمة صحية و أغمي عليها ، توقف الباص و تم نقل المرأة إلى المستشفى ، و لأن المرأة لا يرافقها أحد فقد تبرعتَ بمرافقتها في سيارة الإسعاف إلى المستشفى .
    هذا الحدث يمكنك أن تحكيه لصديقك بأكثر من طريقة مع اعتمادك على أسلوب حكي واحد ، كيف ؟ هنا يمكنك أن تبدأ من النهاية حيث تماثلت المرأة للشفاء .. أي أنك ستروي من المستشفى لا من الباص الذي وقعت فيه بداية الحدث ، كما إنك يمكن أن تركز على سائق الباص و ما ارتسم على وجهه من قلق عندما كان ينظر في المرآة حيث وقعت عينه على مشهد تدهور صحة المرأة المسنة ، كما يمكنك أن تركز على ما جرى في سيارة الإسعاف .... تركيزك على شيء أو أشياء معينة من ضمن الحادثة هو الذي يوفر زاوية معينة تجعل نفسك فيها بوصفك الراوي وهذا هو ما نسميه المنظور بكل بساطة .
    و مثلما ركز الرسام في منظور الرسم على زاوية أو زوايا ليظهر ما يريد إظهاره و يركز عليه دلالة ما يريده إيصاله إلى المُشاهِد للوحة فإن الراوي يركز على شيء أو جملة أشياء ليظهر و يبرز ما يريد إبرازه .
    إذن يمكننا القول عن المنظور السردي أنه : البؤرة أو الزاوية أو المكان السردي الذي يتموضع فيه الراوي للتعبير عن وجهة نظره بالعالم ( العالم هنا لفظ عام يشمل كل شيء يتعرض له الراوي في روايته مهما كان صغيراً أو كبيراً مهماً أو هامشياً ... الخ ) على أن تموضع الراوي هذا ليس ثابتاً بل يتغير تماشياً مع السرد و ما يتطلبه الانتقال و التسلسل السردي للأحداث ، و لا يفوتنا أن نذكّر بأن الراوي هنا نعني به كل أنواعه سواءً أكان شخصية من شخصيات القصة أو صوتاً غائباً فيها ( كما تعلمنا في درسنا السابق ) .
    و لا يفوتني كذلك التنويه ـ لضرورة أكاديمية ـ أن الكثير من النقاد يرى أن المنظور السردي هو ( وجهة النظر ) لكنني أرى أن من الدقة أن نميز بين وجهة النظر و المنظور السردي ـ على النحو الذي فعلته أعلاه ـ ذلك أن وجهة النظر المجردة لا يمكن أن تكون مفهوماً دقيقاً للمنظور في حركيته و إجرائيته داخل الفعل السردي و تسلسل فعالياته في النص القصصي بشكل عام ، و لعله لذلك نجد في النقد تسميات عدة للرؤية أو المنظور السردي منها على سبيل المثال لا الحصر ( زاوية الرؤية ، حصر المجال ، الرؤية السردية ... الخ ) و هذا ما لا يهمنا في درسنا هذا .
    طيب مع ما فهمناه ـ حتى الآن ـ عن المنظور السردي يمكننا التساؤل عن : ما فائدة المنظور السردي ما دامت الفعالية الروائية داخل النص السردي منوطة بالراوي ؟ بعبارة أخرى لعل أحدكم يسأل : ما دام الروائي قادراً على خلق راوٍ و ما دام هذا الراوي يقوم بمهامه في سرد الحكاية فما أهمية المنظور ؟ ألا يبدو المنظور السردي مكملاً كمالياً فقط ؟ و للإجابة سأطرح المثال الآتي :
    أغلبكم قرأ العمل الأدبي الذي أنتج سينمائياً و تلفزيونياً و لعل آخره كان مسلسلاً كارتونياً ، أعني به ( المحقق كونان ) ، في كل قصة من قصصه نرى أن الحقيقة لا تظهر إلا في نهاية القصة ، جريمة تحدث و تتعدد القصص داخل قصة الجريمة الواحدة ، كل شخصية تروي ما حدث من زاويتها و من وجهة نظرها ، و يبقى كشف الحقيقة منوط بوجهة نظر ( كونان ) المحقق الــ ( الراوي الرئيس في القصة ) ، و تلاحظون أن ( كونان ) بوصفه الشخصية الرئيسة و الراوي الرئيس ـ مع تعدد الرواة في القصة ـ هو من يروي القصة بالكامل من خلال تتبعه للأحداث و خيوط الجريمة و ما يمنحه من مساحة للرواة الآخرين ـ هنا الرواة الآخرين هم الشخصيات الأخرى في القصة ـ لكن مع ذلك فإن شخصية الراوي ( كونان ) لم تفِ بالنهوض بواقع قصة بوليسية مثيرة تشد المتلقي لولا مفهوم المنظور السردي ، ذلك المنظور الذي يجعلنا كمتلقين في أكثر من زاوية و يجعلنا نتلقى القصة من وجهة نظر كل شخصية أو راوٍ في القصة و نحن نتابع سير التحقيق ، إن المنظور السردي هو من وجّه انتباهنا و أدخلنا في الحدث أو القصة من وجهة نظر الآخر ، إن الأمر هنا أشبه بالمنظور الذي توفره الكاميرا السينمائية أو التلفزيونية حين يركزها المخرج و يعطي من خلال أبعاد مشهدها الذي تصوره البعد المناسب و المساحة الملائمة التي يريد تركيز نظر المُشاهِد فيها و إليها .
    من خلال ما تقدم يمكننا القول الآن أن المنظور السردي يوفر لنا ـ ككتّاب ـ إمكانية السرد بطريقة إبداعية مميزة لا مجرد نقل الأحداث نقلاً فوتوغرافياً جامداً ، و معه سنتطرق إلى أنواع المنظور السردي .
    أنواع المنظور السردي في العمل السردي
    1. منظور واحد : إذ يعتمد العمل السردي ( رواية ، قصة ، بنية سردية في نص شعري ... الخ ) على توافر منظور سردي واحد لا غير ، فحتى مع تعدد الرواة داخل النص نجد أن منظوراً سردياً واحداً هو المسيطر و هو الذي يعبر عن وجهة نظره مقصياً وجهة نظر الرواة الآخرين ، كما لو كنا أمام رواية تتحدث عن الاختلاف الديني و نجد فيها شخصيات من ديانات متعددة ، لكن الراوي ( الراوي لا الروائي ) يعرض وجهة نظره بالعالم و يركز عليها و يهمش وجهات نظر الرواة الآخرين ( الشخصيات ) ، و قد شاع هذا النوع في الأعمال الأدبية الكلاسيكية .
    2. منظورات متعددة : و هو على العكس من النوع الأول ، حيث نجد أكثر من منظور سردي ، و يحاول النص هنا عرض وجهات نظر كل الشخصيات و النأي بنفسه عن فرض وجهة نظر راوٍ معين ، أو ربما يعتمد الالتفاف و عدم التصريح ، أي طرح وجهة نظر لكنها غير واضحة و صريحة ، أو الاعتماد على أفعال الشخصيات و دورها في الأحداث ليوصل المتلقي إلى نتيجة نهائية هي في حقيقتها وجهة نظر الراوي و المنظور السردي للنص و الذي تعدد ليعبر في النهاية من خلال ما جرى من أحداث القصة .



    كما يمكن تقسيم المنظور السردي أيضاً حسب تقديم السرد إلى :
    1. التقديم البانورامي : و يبرز هذا النوع موافقاً لما عرفناه في درسنا السابق مع الراوي العليم ، حيث يوفر الراوي العليم المنظور السردي الذي يتناسب و معرفته المطلقة غير المحدودة .. كيف ؟ يعني من تكون الشخصيات أقل معرفة من الراوي لازم الراوي يقدم منظور و يركز على أمور تخلي المتلقي ينساق وياها حتى يوصل للهدف الذي ينشده الراوي .
    2. التقديم المشهدي : و تتولى الشخصيات و الأحداث بل و عناصر السرد الأخرى كالمكان و الزمان عملية تقديم السرد بشكل مباشر للمتلقي ، أي أن عملية خلق المنظور السردي و وجوده هنا منوط بالعناصر السردية بشكل رئيس و بطريقة مباشرة لا بفعل الراوي لأن الراوي هنا يتناسب مع ما طرحناه في درسنا السابق من ( الراوي الغائب ) ، و لذلك تكون المشاهد هي الفاعل الرئيس في تكوين المنظور .
    3. اللوحات : و هنا يتولى الراوي ـ و بشكل أوضح و أجلى ـ الشخصيات مهمة المنظور السردي في النص حيث يتشيء المنظور من خلال أحداث تتركز في ذهن أو خيال الشخصيات بوصفها رواة القصة .



    و لعل من أوضح التقسيمات للمنظور السردي و أنواعه هو ما قدمه الناقد ( أوسبنسكي ) إذ قسمه إلى :
    1. المنظور الأيديولوجي : و هو المنظور المعبر عن القيم و المعتقدات التي يؤمن بها الراوي ( و منه الشخصيات كرواة ) ، و من خلال هذا المنظور يقدّم الراوي وجهة نظره و يركز المتلقي ( المروي له أو القارئ ) في زاوية معينة .
    2. المنظور النفسي : و من خلاله يقدّم الراوي العالم الداخلي ( النفسي التخيلي ) للشخصية أو لنفسه إذا كان إحدى شخصيات النص ، أي الأمور المتعلقة بالنفس التي تعيش العالم الخارجي ، و هنا تبرز منظوران سرديان داخل هذا المنظور ، الأول ذاتي و يتحقق ما إذا كان الراوي إحدى شخصيات النص ، و الثاني موضوعي فيما لو كان الراوي هو من يعرض المنظور النفسي لشخصية من شخصيات النص .
    3. المنظور التعبيري : و هو المنظور الذي تعبر من خلاله الشخصية عن نفسها ( نفسها ككل لا في الجانب النفسي أو التخيلي فقط ) و يتم ذلك من خلال الكلام ( أي كلام الشخصية ) الذي يكون فعلاً من أفعال الشخصية كما أنه يكون منقولاً من خلال الراوي .
    4. المنظور الزمكاني : و هو المنظور الذي يوفر تعيين موضع الراوي زمنياً و مكانياً ، أي المنظور المسؤول عن عنصري الزمان و المكان في السرد ، و لتوضيحه نضرب مثالاً : لفترض أنك تكتب رواية فيها أحداث تاريخية ، هنا يمكنك أن توفر رواية الأحداث عبر راوٍ من خارج الزمان و المكان ، كأن يروي الراوي أحداثاً حدثت في زمان و مكان آخرين .. كيف ؟ لفترض أن الراوي في الرواية يسكن بغداد و الزمن هو عام 2010 و لكنه يروي أحداثاً حدثت في دمشق و زمنها قبل 300 عام ، كما يمكن أن نقوم بالعكس ، كأن نجعل الراوي يسكن دمشق و يروي الأحداث فيها مباشرة أي قبل 300 عام .




    من خلال ما تقدم أرجو أننا غطينا مفهوم المنظور ، كما أوكل المزيد من الفهم التطبيقي للنقاش و الاستفهام و الإجابة ، إن ما أردت الوصول إليه هو أن مفهوم المنظور السردي هو أشبه ما يكون بالأبعاد المتوافرة في الكاميرا و ما يختفي خلفها يكون هامشياً .. و أنت ككاتب تقارب بعملك المخرج في العمل السينمائي ، أنت الروائي الذي يخلق الراوي أو الرواة داخل النص و أنت من يركز بؤرة الضوء على شيء دون غيره ، أنت ( الروائي الكاتب ) من بإمكانه خلق الصورة من خلال الكلمات ، و تخيل المشهد قبل كتابته و إنتاج المشهد اللاحق له بعد كتابته ، أنت من يملك زمام الأمور حين يكتب ، و التعرف على ما طرحناه يجعلك أكثر وعياً و أنت تمارس الكتابة ..... الكثير من الأمور تطرق ذهني لكنها ستطيل بنا المقام ، لذلك و كما أسلفت أوكلها للنقاش ... محبتي لكم

    الواجب : بعد أن تقرأ بتمعن ما ورد في هذا الدرس ، غيّب عن ذهنك أي شيء قرأته هنا و امسك ورقة وقلماً و اكتب لنا أي شيء ، أي شيء دون تحديد ، محاولاً أن يكون متوافراً فيه بنية قصصية ، لنقرأ لك ، و نوضح مالذي فعلته بصدد ما أخذناه في درسنا هذا ... اكتب فقط و سأقرأ لك و يتابعك و يقرأ لك الآخرون الذين يرغبون . واجب بسيط يحمل الكثير بين طياته .

  8. #118
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    سام 2


    یا لأحساس الستائر ... مازالت تحجب النافذة لتقنعه مازال هناک لیل..!
    وکل ما یجری من واقعه المریر لیس الا مجرد حلم استمر معه من لیلة البارحة...!

    کوب الشای الساخن علی المکتب
    و ضوء القراءة الأصفر
    و وجه ینشر سقمه فی الغرفة عن طریق الضوء ... کل هذا لتتشکل مثلث ینهار ارتفاعها من حین الی آخر مع کل نسمة خیبة ..!

    اجزم ان العیش مع الکلمات اجمل بـ کثیر من التعامل مع أناس حقیقیین !

    حتی یجد ضالته ...!

    یزوّج الکلمات من کلمات بـ نفس حنانهن ! کلمة الأم مع کلمة الأسرة و کلمة الأب مع کلمة الخیمة کما هو السائد فی عرفنا ...!

    عندما یحل الخریف بـ احساس شاعر تتسابق الکلمات علی ان لا تستقر عند السطر الأول ... لـ تقی نفسها السطوة الأولی ... الحضور هناک أثم یتبعه طوفان البکاء ...!

    یستمع للصمت ... کسر صمت الغرفة بلبل غرید یجول فی حدیقة بیته ... خرج ورماه بحجارة صغیرة لعله یترک المکان ...لینشر حزنه فی الحدیقة ایضا ... یعلم انه متی اراد تعذیب الحدیقة لا یقطع منها الماء بل یسلبها حفاوة الطیور...!

    الکلمات تراعی حسن الجوار ... إلا مع کلمات ثقیلة علی ظهر السطور ... زوجهنّ علی طریقة الشیطان ... الغربة و فراق الحبیب مع الانتحار ....!

    المنتحرون أدوا ثمن صدقهم الطاغی ... هذا هو الحل!

    *******************************

  9. #119
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    نيو


    لم يحمل شيئا معه .. رغم ذلك كانت خطواته أبطأَ بكثير من نبضه ..
    وكلما شارف على موعد قارب الخلاص .. ثقلت .. وتسارع .. أكثر وأكثر
    أوراقه الرسمية في جيب بنطاله الخلفي ... أفرغ جيب قمصيه للمبلغ الذي ادّخره .. لمثل هذا اليوم ..
    ذكرياته ... سخر منها .. وهو يقطع علاقته بها .. كان على الجسر ساعة تحدث معها طويلاً .. وانهى تك الساعة الدراماتيكية جداً
    بعقب سيجارة .. يرمى ويسحق .. وانتهى كل شيء ..
    والحكايا الكبيرة ؟؟؟ ... ما تعني ؟ .. لا اعني شيئاً ... بل تحاول أن تذكرني بتاريخي العسكري .. جنديتي .. غبائي ألأول ؟؟
    خدعتي الدائمة الوطن ؟؟؟
    تركتها لهم ....
    منذ دفعني في صدري .. ذلك الملثم .. تحت نصب الحرية .. ومزق اللافتة المزركشة بالعلم ...
    وها أنا الان ...
    لا أحمل من كل الحكايا .. والبطولات .. والقصص الخرقاء ...
    الا هذا العكاز ...
    ........................

    ***********************

    نبوءة كاذبة
    ................
    اصغوا سمعكم ايها السادة ... لكم أنتم مشهد الليلة
    وربما كنتم أبطالَه ...
    سأحشر نفسي بحدود بلاطة واحدة ...... وسأترك كامل الحيز لكم
    اذ لا اريد لكم الانشغال بي ...
    الضوءُ .. على الركن الخالي البعيد من القاعة .. هناك خلفكم
    لكن .. اسمعوا فقط .. الاصوات القادمة من الخلف ....
    ... لغطٌ في مكان ما ... نسوةٌ يتهامسن على عجل ...
    سيولد البكر الان .. الان .. الان ...
    دهشة نظرات .صمت الا من . صوت القابلة ... يناديهن ليأتينَ لها ... بقبضة ملح
    البكرُ .. لم يصرخ كما عادة الصغار ....
    خلف الباب .. أنين
    هو أنينكم ايها السادة .... انفثوه من صدوركم ...
    اغمضوا عيونكم ...... وتحسسوا حبات الملح المنثورة على وجوهكم .... تميمة
    ..
    سانتقل لبلاطة اخرى ....
    صباح شتوي هذا المرة .... دسوا أكفكم في جيوب الدفء الصوفية
    بخار انفاسكم ... شاهد أول على الشتاء
    أول زخة تهبط من السماء الى ألأرض ..... فوقكم
    الهلع .. والأسئلة ... الانكفاء الى أقصى نبضكم .. المنتفض
    ظلالكم تتطاير ولهب السماء .... اتخذوا قراركم ايها السادة بسرعة
    خوفكم ... سيدكم الان .... يسمعكم ايماناً يطلب قرباناً
    قدموه ... ليتوقف هذا العبث .. المجهول
    ليس مهماً .... من ....
    لأنه سيكون ألأوهن بينكم ... لا ريب
    ..
    البلاطة الثالثة ..
    بلا ضوء
    ولم ينته المشهد بعد
    ..........................................

    *********************************

  10. #120
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    ليديا المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليديا
    مادامت زهرة الكاردينيا هنا أنا هنا باذن الله (

    لم اتخيل يوما اني قد استعمله ... دائما كنت أرمقه بنظرات تقتل الأمل بعيونه المستجدية لي
    ما كنت لأتسكع بصحبته في الأندية ...
    الضرورة ؟ الحتمية؟ المنطقية؟ الواقعية؟؟؟ أم التقلييييييييد
    وبعد؟؟ من منا لا يرتكب الاخطاء .. ومن منا لا يحاول جاهدا ألا تعلق أرجله بخيوط مبالغاته فيقع على وجهه .. من؟؟
    البعض جيدون في الاعتذار والبعض الاخر لا يجيدون اكثر من الوقوع .. احسبني اقرب للوقوع ..
    ولأن الجو بارد اليوم ... بارد للحد الذي تمقت فيه الدثار والاثواب ... بارد للحد الذي يجعلك تخاف الركن وترتعب ..قررت عدم الوقوع .. لذا عليه إتكأت ... ورغم كم اراه مميزا و نافعا اليوم لا استطيع ان أمنع نفسي من السخرية منه .. والاعتقاد ان عدد أسنانه يفوق الطبيعي .. أمممممم أتصور تلك ميزته ليكون جيدا للمتكئين....


    هاااااااااي رفاق لستم مضطرين لنفخ أياديكم لتدفئتها ... ربما لن يطول مكوثنا تحت العراء ... حتما سنجد بيتا يتسع للجميع ... بيتا دون زوايا حادة ... اصطلحوا عليها أركان ، مبالغة في نشد الأمان ...
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    دائما اعلم الاطفال الا يتركوا ورقة الامتحان فارغة .. يمكنهم حتى ان يكتبوا نكتة لكن لا يدعوها فارغة ههههه لهذا انا اعترف اني بدات من اخر الفصل و تمعنت في السمايل ابو الاسنان و وووووو ووووووووو
    و كيف حالكم؟؟؟؟ هواااااااي مـــــشـــــــــــ........






    شيفرة

    و أنا أقرأ !! أبو الأسنان هذا مو ؟ هههههه ... عود حميد ليديا ... مشتاقون و الله لحضوركِ الرااااائع ... ننتظر ... و لا أنفي حضور المنظور في مشاركتكِ حتماً ... صباحكِ ياسمين

    ******************************

صفحة 12 من 20 الأولىالأولى ... 21011 121314 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال