نيو
مازال يتفصدُ عرقاً .. كلما اقترب موعدُ العشاء
لم يغادر عادته الغريبة تلك ... مذ سمع حديثاً دار عنه .. ذات مساء
للحظة تملكه الزهو .. وهو يتعرف كيف أنه ما زال محتفظاً بملامح نشأته الاولى ..
كان تأريخاً ... تعاقبت على حمله .. أجيال وأجيال .. من هذه المخلوقات الناطقة .. والنافثة للدخان
الان فقط .. بدأ يتذكر وصايا العناية الخاصة ... التي تطوف حوله ..
واذ بدأت خيوط ذاكرته بالانتظام ... صار أكثر خشية .. أكثر خوفاً .. وأكثر وحدة
بات أكثر فرقاً من أرضية الرخام ... التي لا تعترف بالتواريخ ...
فغفلة يد واحدة ... قد تحيلهُ .. لتأريخ منسيّ
هناك على الرف ألأول .. يقضي ساعات انتظاره
وحده ..................... اِناءً من الخزف الدمشقيّ .. جداً
******************************
يزيل بقايا الكلس عن سبابته .. ومازال مشغولا بمضغها ..
تهرّأ ابهامه .. المنتخب بسلطة الدستور ... وما زال يمارس الانتصاب بانحناء كامل
لم يشعر يوماً بفائدة خنصره النائي .. حاول ازالته أيضاً .. بحجة فسح الطريق
ما تبقى له .... ؟؟
ضحك جدا ... وهو يقرأ ترجمة تقول ... ( تباً لكم ) ..
*******************************
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راهب
لليلة كاملة .. يراقب اصبعه .. كيف يتطهّر من لونه .. يفكر كثيراً به .. ما علاقة هذا اللون باصبعي ؟؟؟ كيف سازيله حتى لا يتكرر مرة اخرى ؟ هل يمكن ان غفر لهذا الاصبع تلوّنه ؟؟؟
تكاثر عليه الليل ... بسبات عميق ... عميق .. عميق ... عميق ...
كان اللون طرياً جداً ...
ضحك عاليا وهو يتمتم : هي ليلة اخرى اذن !!!
كان يزعجه التلفاز .. المليء بالأرقام .. وهو الذي لم يتقن العد لما بعد العشرة
كان سلسلة متصلة من العشرات ...
بها يأكل ... وبها يبصم .. وبها ذاتها ... يمارس... شتمه ..
اولاده .. ايضاً .. توزعتهم .. شواهدهم .. كانت تسعة فقط
العاشر منهم ... ابتلع شاهده البحر ...
يتمتم مع نفسه ...
الحمد لله .. كان مطر الأمس .. رحيماً
*********************************************