في عام 2014م استطاعت العلامة التجارية “امتياز” سبونج بوب سكوير بانتس كسب 13 مليار دولار منذ إصدار الحلقة التجريبية الأولى قبل حوالي 16 عامًا من الآن. لكن هل تساءلت من قبل كيف نشأت فكرة تحويل إسفنجة مطبخ إلى رسوم؟ وكيف اقتنعت الشبكات التلفزيونية بأنها ستكون فكرة جيدة بل إنها ستصبح ظاهرة عالمية؟
حسنًا، الإجابة أن الأمر قد استغرق سنوات من التخطيط، وقد رُفضت الفكرة للنشر في شكل كتاب فكاهي. وبحسب صاحب فكرة سبونج بوب “ستيفن هيلينبيرج” فقد خطرت الفكرة على باله أثناء تدريسه علم الأحياء البحرية في معهد أوشين في كاليفورنيا في الثمانينيات. ولمساعدة الطلاب الصغار قام بإصدار كتاب “The Intertidal Zone” والذي قدّم فيه المخلوقات البحرية، والتي كانت فيما بعد الأساس لشخصيات سبونج بوب، بما في ذلك الشخصية الرئيسية والتي أطلق عليها “بوب ذا سبونج”.
وعلى الرغم من الجهد الذي بذله هيلينبيرج في هذا الكتاب المصور والذي حاول أن يدمج فيه البيولوجيا البحرية مع الفن، إلا أن الكتاب لم يلقَ الصدى المتوقع. فقد قدمه لأكثر من ناشر، ولم يحصل على أي اهتمام منهم. اكتشف هيلينبيرج ميله إلى الفن أكثر من البيولوجيا البحرية فقرر العودة إلى الجامعة لنيل درجة الماجستير في الرسوم المتحركة، على الرغم من أن الفن لم يكن خيارًا جيدًا كمهنة في تلك الفترة.
وبعد التخرج ودراسة الرسوم المتحركة التجريبية، التقى هيلينبيرج بصاحب فكرة “حياة روكو الحديثة”، والذي قدم له فرصة عمل. وخلال عمله في مسلسل حياة روكو الحديثة كمنتج ومدير وفنان وكاتب، التقى هيلينبيرج بمؤدي الصوت “توم كيني” والذي أصبح فيما بعد مؤدي صوت شخصية سبونج بوب. وقد قدم هيلينبيرج الوصف لشخصية سبونج بوب واستطاع كيني أن يأتي بالصوت المناسب بعد حوالي عشرة دقائق فقط.
وبعد انتهاء مسلسل حياة روكو الحديثة، بدأت فكرة تقديم شخصية سبونج بوب تتبلور في ذهن هيلينبيرج. وعمل أكثر على العرض الذي سيقدم فيه شخصيات سبونج بوب. ربما كان هناك بعض الاختلاف بين شخصية سبونج بوب في بدايات ظهورها في النسخة الأولى من الكتاب، وبين العرض الجديد. في الكتاب الأول ظهر سبونج بوب كإسفنجة بحرية ترتدي نظارة شمسية. أما في العرض الثاني قرر هيلينبيرج إدخال تغييرات على الشكل الخارجي للشخصية في أن تكون إسفنجة مطبخ لها ذراعان وأرجل وترتدي قميصًا وربطة عنق.
في البداية اختار هيلينبيرج أن يكون اسم الشخصية سبونج بوب أهوي، وخلال طرحه الفكرة على نيكولوديون اكتشف أنها اسم ممسحة. فاستقر الاسم على سبونج بوب، وبعد مزحة طريفة من توم كيني مؤدي الصوت استقر الأمر أيضًا على أن يكون الاسم الثاني لسبونج بوب “سكوير بانتس”. وقبل تقديم العرض إلى نيكولوديون، التقى هيلينبيرج بـ “ديريك درايمون” الذي عمل في حياة روكو الحديثة وذلك من أجل تطوير الشخصية بشكل أفضل.
عمل هيلينبيرج على إنشاء شخصيات مصغرة ووضعها في حوض كبير حيث تجري المغامرات في مدينة خيالية تحت الماء في المحيط الهادئ اسمها “بيكيني بوتوم”. وقام هيلينبيرج بتغطية الحوض تحضيرًا لعرضه في غرفة الاجتماعات لنيكولوديون. وقام هو ودرايمون بعرض كامل الشخصيات وشرحها. وقد أُعجب المديرون التنفيذيون بالعرض كثيرًا.
وبعد مداولات وافق هؤلاء المديرون على إنتاج الحلقة التجريبية من العرض. وبحسب “سيما زرغامي” رئيسة مسرح قنوات نيكولوديون فإن ردة فعلهم السريعة في أن يروا العرض مرة أخرى، وذلك لأنهم أحبوا الفكرة، ولأنها لم تكن كأي شيء شاهدوه من قبل.
وبعد عرض الحلقة الأولى عام 1999م على قناة نيكولوديون في الولايات المتحدة حقق سبونج بوب شعبية كبيرة ليس بين الصغار فقط، بل الكبار أيضًا. فخلال الموسم الثالث من العرض كان 20 مليون من بين 50 مليون مشاهد من الكبار. حقق امتياز سبونج بوب مليارات الدولارات، وجوائز كثيرة، وتسعة مواسم، وفيلمين طويلين، ولا تزال الشخصية قوية إلى الآن وتحقق نجاحًا.
المصدر