احلام مستغماني والرومانسية
عينى أدهشك فى عيد الحبّ.. و أجرّب معك ألف طريقة لقول الكلمة الواحدة نفسها فى الحبّ. إنه الحب، النص الذى لا تنتهى كتابته، والطريق المعبد للوصول لعقول وقلوب كثير من القراء، الذين تترك الكتابات التى تجعل الحب موضوعها أثرا قويا على مفهومهم عن الأدب، ومن هذه الناحية استقر اسم “أحلام مستغانمى” لدى ذاكرة كثير من القراء بكتابتها عن الحب، حيث اعتبرت الكتابة عنه “مشروعها” الذى تتواصل ولا تتكرر الكتابة فيه ولا ينقضى الحديث عنه.
فمنذ ظهور “أحلام مستغانمى” تحولت إلى “أيقونة” البعض يربط بينها وبين نزار قبانى الملقب بشاعر المرأة، يرونها فى الرواية كما يرونه فى الشعر، حيث يجعلان من المشاعر الإنسانية حديثهما الدائم الذى لا يفتر ولا يصيبه الملل. ومنذ روايتها الأشهر “ذاكرة الجسد” 1993، والتى حصلت عنها على جائزة نجيب محفوظ، ووصلت طبعاتها حتى عام 2004 إلى 19 طبعة، وباعت أكثر من 3 ملايين نسخة، وحتى روايتها الأخيرة “الأسود يليق بك” 2012، استطاعت أحلام أن تصنع جمهورا معينا، ينتظر كتاباتها التى تحتوى مشاعر معينة ولغة وتعابير مختلفة، يتعاطفون مع نساء رواياتها ويتألمون معهن، هذا إضافة إلى قدرتها على الربط بين المشاعر الإنسانية والعامة حيث تتحول المرأة عند أحلام مستغانمى غالبا لرمز للوطن المجروح الذى لا يعرف الآخرون كيف يحبونه كما ينبغى.
ويكشف الإقبال الشديد على قراءة نصوص وروايات أحلام مستغانمى، وكذلك التعليقات التى تصاحب القراءة، عن بنية المجتمع العربى الذى يعانى من مشاكل كثيرة تتعلق بقضية الحب، فعندما تجد تعليقا على إحدى روايات أحلام مستغانمى يخبرنا بأن “هذه أول مرة يقرأ فيها رواية لكنه لن يتوقف بعد الآن عن القراءة” فليست القضية فى القراءة، فالمجتمع العربى به كثير من النصوص الجيدة، لكن المشكلة تكمن فى الحب الذى يجب تجاوز سطحيته وصولا للمعنى العميق، فالكتابات تقوم بدور من التعويض بدلا عن الممارسة الحقيقية للحب، وهذا يطرح كثيرا من المشكلات الاجتماعية.
ومن العيوب المجتمعية أيضا التى تصاحب الكتابة عن الحب “الإدانة” التى تلصق بالذين يكتبون عنه، وقد لاقت “مستغانمى” كثيرا من الاتهامات التى تتعلق بالخروج والكتابة عن تابوهات لا تصلح للقارئ العربى.