المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليديا
محاولة ........ طويلة نعم لكن للاسف لا املك من البلاغة ما يجعلني أقلل لأدل
بامتعاض شديد كانت تمر بين الصفوف ، التلاميذ مطأطئ الرأس في سكون رهيب، شعروا ان المعلمة كانت جادة في توعدها لمن لم ينجز واجباته، توالت عبارة (نسيت) لتلهبها غضبا فترد عليها ب (قف)، وقفت أمامه تفحصت دفتره كان فارغا ضغطت على أسنانها سألته بهدوء مصطنع لما لم ينجز الواجب ظل محافظا على هدوئه لم يكلف نفسه عناء الاجابة ضغطت اصابعها على يدها وكررت سؤالها بحدة ولم يغير الفتى من ردة فعله ، لم تكلف نفسها عناء تفسير سلوكه كان عدم احترامه لتشديدها على ضرورة حل الواجب كفيلا بأن يملأها غضبا ، غضب أقسمت معه ألا تتسامح .. أسرعت الخُطى نحو الخارج وعادت تمسك بعصا ، مازال الولد في مكانه واقفا محاظا على انحناءة رأسه عند الزاوية نفسها، لاشيء تغير عيون الفتيات تبرق هلعا وتترقرق شفقة وعيون الفتيان تحاول التهرب من مواجهة المعلمة فهم سبب تصعيد نرفزتها باهمالهم ، وقفت أمامه و خاطبته بصوت صارم انه مازال مصرا على اهمال واجباته مازال مصرا على تضيع مستقبله والرسوب سنة بعد أخرى، أخبرته بحدة ان هذه السنة سينجح رغما عنه،
- أعطني يدك
رفع الولد يده متثاقلا، كان يريد ان يطلب السماح أن يعد انها الأخيرة، هذا ما توقعته المعلمة، هذه كانت عادته ، لكنه اكتفى هذه المرة بمد يده وفقط
وقفت المعلمة مشدوهة فشيء ما يمنعها من ان تضربه، البارحة فقط اقسمت عشر مرات انها ستعاقبه، لكنها تجد يدها ثقيلة جدا ، عرجت بسرعة على بقية المهملين ناولتهم نصيبهم من العقاب وعادت إليه ، تريد ان تعاقبه لن يفلت ، لكنها لم تستطع أيضا
- ابق واقفا في مكانك لم انته منك
كتبت التاريخ و عنوان الدرس على السبورة وعادت إليه بالعصا، كانت مصرة ان تبر بقسمها لكنها الان تريد فقط ان تكسر لعنة عدم تمكنها من معاقبته و عادت خائبة مرة اخرى
- اجلس سأتفاهم معك لاحقا
قالتها بحدة وشرعت بتقديم الدرس وحاولت ان تشعر الولد انها نست أمره حتى لا تفوت عليه التركيز و فشلت ايضا
كتبت في الختام المسألة على السبورة وقالت موجهة كلامها للتلميذ ان حللتها صحيحة ستخلص نفسك من العقاب
يريد مزارع اقامة سياج حول حديقة مستطيلة الشكل طولها 50م و عرضها 30م
اذا كان المتر الواحد يكلف 75دينارا فكم يكلف السياج كله؟
كانت لئيمة حينها فهي تعرف انه لن يحلها فقط كانت تحاول ان تعطي نفسها مقدمة جديدة لعقابه بعد ان فشلت مناورتها الاولى
في هذه اللحظة سمعت طرقا على الباب ، تقدمت خطوة واحدة فتحته كان أحد أعوان الحراسة بالمدرسة اخبرها بصوت هادئ أن احد الاولياء يريد الحديث معها، كان العون الاداري جديدا لهذا لم يعرف القوانين بخصوص مقابلة اولياء الامور ، دفع والد التلميذ الباب ودخل جال ببصره في أرجاء الصف ثم أطلق تنهيدة وقال
-جيد .. لا يجلسان معا
-؟؟؟؟ ارتسمت علامات الاستفهام والتعجب على وجهها
- لا اريدك ان تجلسيه مع هذا
اشار الى احد التلاميذ
- اعد اليه قلمه الذي استعرته منه ،لا تتكلم معه ابدا ، لا تطلب منه شيئا، لا تلعب معه، حتى في المطعم لا تاكل بجانبه
راح يوجه لوائحا لابنه
- انتظر .. ماذا تظن نفسك حتى تلقي هذه التعليمات؟ هل تريد ان تأخذ مكاني؟ ما رأيك بذلك؟
- العفو سيدتي .. فقط أنا غاضب
- تمالك نفسك اذن .. المشاركة هو ما نعلمه للاطفال هنا لا احقاد ولا كراهية ، تعال نتحدث بعيدا عن الاطفال
عند ركن الباب انطلق الرجل في الحديث بحرارة بالغة بدا عليه التوتر و شرع يسرد عليها اسباب قراره و ظلت مشدوهة ... وقعت في دوامة الصدمة عانقها الهلع .. تمسك بها حد النخاع شعرت بالبرد يستعبد جسدها.. تسارعت الحرارة تحملها نبضات قلبها تصارع تصلب اوردتها .. احمر وجهها غيضا اغرورقت عيناها كمدا رفعت كفها بحدة
- اخرج من امامي انت وحش انت لست أب اذهب من هنا
نظرت الى السماء رغبت ان تسجد شكرا للاله ... تمنت ان تقبل جبين امها .. ان تمسح على يد كل من دعا لها ، أن تعانق كل من أحبها ، أن تبتسم لكل أولئك الذين وثقوا بها ، محبتهم الصادقة هي من انجتها اليوم من ان تكون المجرمة
دخلت الفصل من جديد تحاول ان تتثبت من خطاها وقفت قربه ، اصطنعت ابتسامة، لا تريد ان تبكي أمامه
- هل ضربك؟؟
لم يقل الطفل شيئا احست بكبريائه رهيبا ، اغمضت عيناها مازال قلبها يشعر بالهلع اعادت رسم المشهد بين ناظريها
في الشارع العام يقف والده عندما يقترب رجل آخر ، انه والد زميله وهو يرغد ويزبد ويهين والده ، والده يظل صامتا يخفي امتعاضه الشديد و يختزن غضبا مريرا ، يعود مسرعا الى البيت يبحث عنه في كل الغرف يجده بيده الدفتر يجاهد نفسه الكسولة في حل الواجب ، يرمي عليه والده مجموعة من الاقلام ثم يشده من صداره ويصيح عليه و الاحمرار بعينيه أمه تمسك وجهها بيديها اخوته واخواته واجمون أياديهم على قلوبهم فقد ثارت ثائرة والدهم يستل حزامه و يجلده على ظهره ، يدميه ... ترمي والدته نفسها عليه تنالها الضربات تدفعه بيدها .. تسحبه اخته بعيدا يركض والده خلفه ... يقفز من النافذة ..لم يعد الى البيت الا بعد ان غادر والده، ربما للبحث عنه في صباح اليوم التالي ..
توقف العالم بين ناظريها ، رغبت ان تضمه الى صدرها لكنها اختارت ان تحافظ على رباطة جأشها، غلغلت اصابها بين خصلات شعره وحركت يدها وهي تضغط على رأسه بحنان
- الامر عادي عندما يضربك والدك .. ستصبح رجلا جيدا...
ابتسمت ابتسامة صفراء و كفرت بالضرب
***********************