المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة ابي الفضل (ع)
صباحكم نقاء ومحبة واخاء
~~~~~~~~~~
المشهد الاول : في منزل يكاد يتم صلاته بسجد فوق
رأس ساكنيه ..
~~~~~~~~~~
اذنت اولى خيوط الشمس ..
لبداية يوم جديد .. كالعادة ذو الثمان سنوات هو اول من يستيقض بعد امه .. يقبل اخته ذات السنتين النائمة بجانبه كأنها ملاك ..
يتجه لمحراب امه وهي تسبح وترتل مناجاتها قبلها على جبينها ..
من دون ان يأكل شيئا اتجه مباشرة الى اكياس "الشعر بنات " المركونه في زاوية الغرفة ..
يخرج من الباب بعد وداع والدته ..
لبيدأ يوم العمل الشاق ..
ليعيد الامس نفسه ..
~~~~~~~~~~~
المشهدالثاني: في حنايا سوق ..
~~~~~~~~~~~
بين حنايا الاسواق والشوارع انهكه التجول ..
يبيع لهذا وذاك عله يعود لأُمه وشقيقته بكِسرَةِ خبز ..
وككل يوم يشاهد الاطفال من عمره يتدفقون كسيل في كل مكان بعد انتهاء المدرسة ..
ليبدأ شلال السخرية اللاذع من افواههم الغبية ..
_ثيابك قديمة ..
_انظر لايرتدي حذاء ..
_ثيابه ممزقة ..
_لابد ان والده بخيل .. رموا سهامهم الملتهبة نحو قلبه الممزق ومضوا ، وكأن لا شيء حدث ، وكأنهم ماقالوا شيء ، مجرد ضحكات تراقص ضجيجها
فوق جسد قلبه العليل ..
~~~~~~~~~~~~~~
المشهد الثالث : عودة للمنزل
~~~~~~~~~~~~~~
لم ينه عمله اليوم عاد لامه مسرعا ..
حسرة كبيرة تتجول في خلجات روحه الحيرى !! ودموعه التي تراود قضبان عينيه ، في محاولاتها للخروج ..
لكنه احكم اغلاق عينيه ..
امه التي تعرفه اكثر من نفسها كانت لا تخفى الدهشة على محياها لعودته مبكراا ،،
وهو الذي يمضي اليوم كله في عمله ..
لكانت سعيده بعودته لولا لون وجهه المصفر ولؤلؤتيه البنيتين الغائرتين في بحر من دموع ..
نحوه مشت بخطه سريعة تدفعها لهفة ام خائفة على فلذة كبدها ..
سألته عما حدث معه وبذكائها قالت:
اعادوا للسخريه ياصغيري ..
ما اجابها بكلمات مجرد انه اشار برأسه الا انه بلى ..
بحذر قالتها : وماقالوا ؟؟ وجوابه جاء بمرارة ..
ثيابي قديمة ممزقة ولا املك حذاء كما قالوا لابد ان .. ان والدي بخيل ..
ثم قال معبرا عن قسوة كل هذا العالم : لما يا امي !! لما ليس لي اب ككل الاولاد ؟؟
عزيزي لا تقل هذا ثم قالت وهي تحاول النظر في عيني وقد مدت يدها لترفع راسه الذي وضعه بين قدميه
بكل فخر واعتزاز :
لا يا عزيزي لك اب لا يشبه ابائهم لك اب حماهم ذات يوم ..
هو سبب بقاء ابائهم معهم .. لولاه لما كان لهم اباء .. ولما ذهبوا الى المدرسة ولما كان لهم ثياب كما الان ولما كانوا على قيد الحياة ولما كان هناك مكان نعيش فيه نحن وهم ..
ذهب ابوك ياعزيزي لجحيم المعارك لينعموا بالرخاء هم ..
لك ياصغيري اب يدعى " شهيد " .. لك ان تفخر به ماحييت لكنهم اناس عاقون عقوا احسان اباك و امثاله لذا اصبح حالنا كذلك ..
لكن لا تحزن هناك رب يحمينا من كل مكروه رب احب اباك فختاره لقربه ..
قالتها وهي تدير طرفها نحو السماء ..
وجه نظره نحو صورة والده على الجدار متمعنا فيها
وبأبتسامة عريضة علتْ شفتيه خُتِمَ مشهد الحزن في حياة ذاك الطفل البريء ..
الان هو يستطيع ان يتحدى العالم
الان اصبح له قدوة في هذا العالم
.
.
.
.
الاستاذ : اخفق نصكِ عاشقة .. حاولي مجددا