..
.. إن لم تتعلم الطيران .. لا تحلم بخلق الأجنحة ..!
.. الجو ربيعي .. ووجهه يتصبب عرقا .. جلس على كرسي في زاوية من حديقة بكامل جسده الممتلئ.. وتأمل جانبيه .. إختفت تحت جسده مساحة ل آخر .. نظر للكرسي المقابل .. للرجل الجالس بصمت .. للمساحة الكافية ل رجلين آخرين .. تنهد .. سمع صوته يصرخ في داخله..
.. فااااااشل سمييين ..!
طأطأ رأسه .. تأفف.. رسم على وجهه الرغيف ملامح استسلام .. شعر برغبة بأن يغطي وجهه بكلتا يديه .. حاول رفعهما ببطء .. ببطء وصفع بهما على وجهه أخيرا .. بقى جزءا ظاهرا من وجهه ..كاد أن يشتمهم جميعا .. رب عمله .. حبيبته الراحلة ..جيرانه .. زملائه .. بكى بحزن .. تبا ...
.. قاطعه الرجل المقابل ..
_ بكاء الرجال .. تطليعة هذه الأيام ..!!
إعتدل في جلسته ..مسح العالق بخده من الدموع .. أشاح بوجهه المضطرب للجهة الأخرى ..
_ سيجارة ..!؟
مد الرجل يده ب سيجارة نصف محروقة .. لم يلتفت .. شعر بالمرارة ..نهض بصعوبة .. وابتعد بثقل كرشه ولهاثه .. صرخ به الرجل من مكانه ..
_ إن لم تتعلم الطيران . لا تحلم بخلق الأجنحة ..!
وقف اليوم فوق خشبة المسرح .. أمام إعجاب الجمهور .. جسده الرشيق .. جعل النساء .. يهمسن .. يبتسمن .. يثرثرن بشغف حوله .. قال بتوتر هز صوته بداية ..
_ اليوم أجرب صوتي عبر هذا المايكرفون .. رجلا صحيا جدا .. يقرأ مقالا حول السمنة الفتاكة والتي سرقت منه أجمل أيام كان من الممكن أن يختبرها مع امرأة واحدة .. قد رحلت قبل سنة بعد أن فشلت في إقناعه ..وأقرأ عن ذكرى مكتوبة .. عن رجل صنع لي معروفا بكلمات بسيطة دون أن يدري .. عن إرادة إشتعلت ذلك اليوم .. وصنعت معجزة ..!
.. ضجت القاعة بالتصفيق .. وقف رجل وابنته .. صفقا بحرارة .. هتفا بالحرارة ذاتها ..تبادلا نظرات طويلة مع بطلنا .. أشار الرجل لابنته .. صرخ به .. إبدأ طيرانك من هنا .. من هذه المرأة ..!