هذا هووووووووووووو ... لكن فيري : أنا قلت الفكرة بدون نص أو لغة أدبية ... فقط الفكرة ... مع هذا دعيني أصفق لكِ مرة أخرى :الواجب :
جال ببصره في الحديقة باحثاً عن ورقة سقطت لتُترك سهواً في مكانها...او غصن ٍ نافر ٍ يقطع سيمفونية التناغم ..او زهرة ذبلتْ فجرحت شيخوختها شباب المنظر ..لم يجد فلاحنا الشيخ شيئاً في مدينته الخضراء الصغيرة ...جلس ليرتاح تحت ظل توتة عجوز ..طالما نالها بفأسه مهذِّباً اغصانها ..
رمقته التوتة بنظرة حقد ٍ لا يبردها بياض شعره ...تمنت لو انها شجرة جوزهند ..لأسقطت قنبلة من ثمارها على رأسه لتنال براعم اغصانها الحرية المغتالة بفأسه الذي لا يصدأ...كانت تفكر دائماً في الانتقام دون ان تهتدي الى حل ..فثمارها الحلوة اللينة ...لا تعينها ...اطال الرجل جلوسه ...و زاد الاغراء ...هل ستفوّت الفرصة هذه المرة ؟ ما عساها فاعلة ..اومأت بأغصانها لغرابٍ قريب ...فدنا ...
قالت له : اريد هذا العجوز ميتاً ..هنا ...تحت اغصاني التي طالما استمتع َ بقطع اخواتها ...هل لك ان تساعدني ...
قال الغراب: يبدو عجوزا ً ..و طيبا ً ..مالك ِ و له .؟
غضبت التوتة ...و زمجرت : هل تساعدني ؟ ..اسرع قبل ان ينهض ...
ساومها الغراب : و ماذا سأجني ؟
اجابت بحنق : بيتاً في احضاني لا ينازعك عليه احد .
وافق الاسود ...و هبط بمنقاره على ناصية الجد ّ البيضاء فتخضبت ..و سقط تحت توتة الحديقة العجوز ...
دُفن الفلاح ..و نام الفأس ...و تمطت التوتة بأغصانها يمينا ً و شمالاً ...و تملّك الغراب ُ فيها بلا منازع .
و في صباح ٍ قريب ...دخل الحديقة رجل ٌ و فأس ٌ غريب ..قال لصاحب الدار ...اول الغيث قلع هذي العجوز ...و شغّل المنشار. ....هوت التوتة و بيت الغراب و صغاره تحتها ...
قرأ صاحب ُ الدار الفاتحة على روح الشيخ الفلاح : (رحمه الله كان يقول انه يكره قتل الاشجار ...و كان يهذبها كي يضمن الا تزعج احداً فنقلعها ...
ما عاد احد يدافع عنها بعده ...)
رُفعت مع حسرة الغراب ...و ما دفنتا في اقرب قمامة .