مرحباً ، دعونا نقيّم ما كتبنا و نفهم ما جرى في الطور الثاني من نص الزقاق ... في كل بنية قصصية هناك ملمحان مهمان .. الأول الأسلوب و اللغة المتحكمة ، و الثاني المعطيات القصصية ، يعني الأفكار المتعلقة بالأحداث و الشخصيات و المكان و الزمان .. الخ ، بمعنى آخر : أحياناً يأسرنا في القصة التي نقرأ الأسلوب و اللغة في حين لا نجد معطيات قصصية مهمة .. هذا ما حدث معي حين قرأتُ رواية ( الأسود يليق بك ) لأحلام مستغانمي .. هناك كمّ هائل من المشاعر الموغلة في الدقة و البساطة و التعقيد أحياناً ، وظفّت إيصالها بشكل مؤثر لغة أحلام الراااائعة و أسلوبها الآسر .. لكنني ـ هذا رأيي ـ لو سألتُ نفسي عن المعطيات القصصية فيها ، أي الأحداث و الشخصيات و المكان و الزمان .. الخ لما خرجت بشيء ذي بال .
الآن و نحن نكتب قصة عن زقاق .. ماذا فعلنا ؟ و حين أسأل ماذا فعلنا أعني كلنا كواحد متجانس .. لا أعني ماذا فعل راهب ماذا فعلت بريق ، بل ماذا فعلنا كلنا معاً ، لأننا كلنا نشكل كاتب النص و مؤلفه لا واحداً منا أو بعضاً منا ... و للإجابة على سؤالي هذا سأقدم ما رأيته من مشاركاتنا الأخيرة في طورنا الثاني من الزقاق ، راجياً من المعني تصحيح ما يرى أنني لم أفهمه أو فهمته بشكل خاطئ ، و سأبدأ من أول مشاركة و أنتهي إلى آخر مشاركة حسب تسلسل ورود المشاركات :
- راهب : تحدّث راهب عن نيو ، و لن أجانب الحق لو قلت أن أسلوبه أخاذ و طريقة غوصه في هذه الشخصية لا تضاهى ، أما ما قدّمه من معطيات قصصية فيمكن تلخيصه في :
- التلميح إلى أن ( أمل ) كانت على علاقة مع نيو
- التعريف بشخصية نيو على أساس هذه العلاقة ، كما على أساس حادثة الحرب و الظروف المحيطة بحقبة زمنية استهلكت الحرب فيها شطراً من حياة شخصية نيو .
هذا ما خلصتُ إليه كقارئ .. من لغة اعتمدت التلميح متأثرة بأسلوبها و صياغاتها غير السهلة .
- نيو : قدّم تعريفه عن شخصية سومر ، وصف جعلني أحس بسومر كائناً حقيقياً أمامي لا كائناً من ورقٍ .. كنتُ أشعر بأنني في الزقاق فجراً !! ، أما المعطيات القصصية فيمكن تلخيصها بــ :
- سومر على علاقة صداقة مع راهب
- اللغة التلميحية عن أعوام ( أمل ) الــ 7 تبرز احتمالين أمام القارئ : الأول هو أن الــ 7 أعوام هي زمن رحيل أمل .. بمعنى أنه مرَّ على موتها 7 أعوام ، أما الثاني فهو أن عمر أمل 7 سنوات و هو ما تشي به الدلالة البسيطة مشفوعة بربط والدها دلالياً بها ... و هنا يأتي السؤال : كيف أصبحت أمل طفلة و قد افترضنا أنها فتاة بالغة ؟!!!
- نورانيّة : لغة أرى من نافلة القول الإشادة بها و بتمكنها السردي حيث الوضوح المطلوب لإفهام المعطيات القصصية للمتلقي و الارتفاع في الأسلوب ، أمران يمكنّان الكاتب من ولوج عالم السرد بنفس مستقر و لياقة عالية ، نورانيّة اختارت شخصية فيري لتعرّف بها ، المعطيات القصصية ألخصها بــ :
- أمل فتاة بالغة !! و كأن نورانيّة قرأت المعطى في مشاركة نيو على أن الأعوام الــ 7 هي الزمن الممتد من زمن الرواية الآن إلى الزمن الماضي و هو زمن موت أمل ، و هو الوجه الأول الذي قدمتُه كفهم لنص نيو الذي كتبه .
- أمل ماتت في الليل أو في وقت مبكر جداً من الفجر حيث مفردة ( الظلمة ) تدل على ذلك .
- الحاضرون في مشهد جرّ أمل هم : أبوها !! ، إخوتها ، عمها ... هل لي أن أسألكِ نورانيّة كيف بُعث أبوها من الموت و قد صرّح نيو بأنه ميت ؟!!!!!!!
- ألمحت نورانيّة إلى أن الأب و الإخوة و العم ربما قتلوا أمل ، لكنها تعود لتلمح إلى أنها ضربت رأسها و قتلها القلق .. يمكنني كقارئ أن أستنتج معطى لا يتعارض ، إذ سأفهم أنهم كتموا صراخها لكنهم ما قتلوها و إنما هي قتلت نفسها أو ماتت من الجو المشحون و الضغط النفسي من أهلها .. لكن أرى أننا كنا بحاجة لحسم هذا الأمر بوضوح لا بتلميح .
- فيري لديها سر عن أمل .. وحدها تعرفه .
- أشجان : تحدثت أشجان عن لانا .. أسلوب أجده أكثر في القصّ و فنونه ، أسلوب مريح يبعث في القارئ رغبة الاستمرار دون الشعور بالحاجة إلى فاصل للمواصلة .. سيكون لي معه و معكِ أشجان وقفة لأني أجد فيه ما يمكنه توظيفه في مجالات رحبة للكتابة ، لكن حدث اضطراب في طريقة كتابة الواجب .. المتكلم هنا هي لانا ! في حين أننا أردنا أن تتكلمي أنتِ عن لانا .. عموماً تغيير الضمائر سيفي بالغرض ... المعطيات النصية كمنت في :
- لانا تحنّ إلى الزقاق .. إذ إنها تسكن الآن خارجه
- سيهدم بيت لانا في الزقاق
- تفاصيل : تناولت تفاصيل بشكل رئيس شخصية نورانيّة ، و عرجت على شخصية أشجان .. موظفة حضور قصة أمل ، مرة أخرى مع رؤية سينارست رائع ، مرة أخرى مع أسلوب سيكون له شأن كبير في السرد ، مرة أخرى مع موهبة تفاصيل و رؤية المنظور السردي الناضج بحق !! .... المعطيات النصية ألخصها بــ :
- تتنبأ تفاصيل بنهاية كنهاية أمل لشخصية نورانيّة لأنها تحب في هذا الزقاق المحكوم بالأعراف الاجتماعية المقيدة ، مبرزة شخصية ثانوية ـ حتى هذه اللحظة ـ تتمثل في ابن الجيران الصغير .
- أمل قتلت لأنها كانت تحب أحداً ما .
- أمل فتاة بالغة إذن .. و عليه فإن تفاصيل فهمت ما أشار له نيو الفهم ذاته الذي فهمته نورانيّة .. 7 أعوام هي الأعوام التي مرّت على رحيل أمل عن الحياة .
- توقيت مقتل أمل هو عند مشرق الشمس !!! هل لي أن أسألكِ تفاصيل أين ذهبت الظلمة في نص نورانيّة ؟!!!!
- أشجان تمارس طقوس الترقب و استقصاء الأخبار كما تفعل أغلب فتيات الزقاق .
- سام : مرة أخرى مع سام متعدد المواهب ، مع إرغام القارئ على دخول المكان و الشعور بالزمان و الشخصيات و كأنه جزء منها !! أسلوب مميز و بالغ التأثير .. اختار سام التعريف بــ أمل .... المعطيات القصصية يمكن إيجازها بــ :
- سام يجاهد أن لا يعرف أحد سرّه
- أمل كانت تحب سام !! هل لي أن أسألك سام أين ذهبت إشارة راهب إلى أن أمل كانت حبيبة نيو ؟!!! امممممم يمكنني كقارئ أن أجدد مبرراً .. كأن يكون الأمر على شاكلة تعدد آراء الرواة داخل القصة .. فراهب كان يعتقد أن أمل تحب نيو و أنهما على علاقة ... و أنت تخبر بأنها تحبك ... لا بأس ، لكن ـ و هذا رأي شخصي لا رأي ناقد ـ أرى من الأفضل أن نوحد الرؤية التي تخدم غرضاً واحداً بهذا الصدد .
- سومر : مع أصول اللعبة و احترافها .. مع الروعة حين تعني الروعة نفسها .... أسلوب لا يضاهى .... اختار سومر التعريف بشخصية نيو ( الله ربك نيو روووح و الهواااا بظهرك هههه ) ... المعطيات النصية أوجزها بــ :
- نيو على علاقة بــ أمل
- يبدو أن أمل طفلة عمرها 7 أعوام بدلالة الدمى !! أشعر بالاضطراب هنا كقارئ .. ربما لم أفهم .. لا أدري !!
عموماً أرى تقارباً بين سومر و راهب
- رحيق الشعر : مع نقاء نصي ، و متعة القراءة حين يتضح المعطى القصصي ... اختارت رحيق زهرة الكاردينيا لتعرّف بها .. الشخصية التي أعطتها بعداً منحها حيزها في القصة .. اختيار ذكي و حاذق .. هذا ما يمكنني الإشارة إليه و أنا أنظر إلى أسباب هذا الاختيار ... المعطيات القصصية :
- أمل طفلة !! مرة أخرى مع إشكالية هل أن أمل طفلة أم فتاة بالغة ؟!!!!!!!
- أمل حبسها أهلها
- ذو الفقار : مع زخم العواطف .. حدّتها ، التعبير عنها بصدق و تأثير ... اختار ذو الفقار شخصيات ( أشجان ، رحيق ، فيري ) للعبور إلى شخصية أمل بشكل رئيس ، المعطيات القصصية :
- أمل قتلت
- توقيت قتلها ليلاً .. متناسباً مع المعطى الذي وفرته نورانيّة
- أمل شهيدة .. حسناً سأحمل هذا التوصيف على مجازه
- رحيق أقرب الناس لــ أمل
- لانا : اختارت لانا شخصية بريق الماس .. مع أسلوب يميل إلى المناجاة و الحوار الشفيف مع الذات ، أسلوب ميّز لانا و جعلنا نبصر موهبة ستشق طريقها لمجد الكتابة ، الأمر المميز في لانا كذلك أنها تكتب بروحها !! ... المعطيات القصصية :
- يبدو أن أمل فتاة بالغة هنا .
- هناك علاقة تشابه بين بريق و أمل
- صرّحت أمل قبل موتها بأن بريق سائرة نحو مصير ربما يشبه مصيرها ، بما يعيدنا إلى نبوءة المصير المتشابه بين نورانيّة و أمل .. و هو ما يحسب للانا .. إذ إيجاد العلاقات بهذا الشكل له عمقه .
- بريق الماس : مع رفيعة الأدب و فنّانة الأسلوب .. غنية هي عن التعريف ... اختارت بريق عدّة شخصيات لتجوز من خلالها إلى حادثة رحيل أمل .. المعطيات القصصية :
- كشف جديد ، هناك صندوق لــ أمل .. سره مع بريق
- لانا كانت مع أمل في ليلتها أو لنقل لحظاتها الأخيرة قبل رحيلها !! هل لي أن أسأل بريق : ماذا عن أب و إخوة و عم أمل ؟ عن حادثة جرّها من قبلهم ؟ أو عن قتلها ؟!! لا أجد المبررات الكافية للوجود الهادئ لــ لانا و سط هذا الشدّ و الزخم المفترض .. إن كان القتل هو ما صرحت به نصوص الأصدقاء قبلكِ فكيف نجت لانا من القتل ؟!! لأنها شاهدة على جريمة .. كان يجب توفير كل ذلك .
- راهب و نيو و دافنشي كانوا معاً يتناولون العشاء ليلة رحيل أمل .. و يبدو من المشهد أنهم كانوا في بيت بريق .. لم توفري المبرر كأن يكونوا أصدقاء لأخيكِ أو أقارب لعائلتكِ .
- دافنشي و راهب و نيو يطالبون بريق بالكشف عن سر الصندوق
- بريق تجيب مطالبتهم و تكشف عن السر
- هناك ـ في الصندوق ـ قصاصة بخط يد أمل ... و بتاريخ الأمس !!!! اشتغال رااااااااائع هنا