ما زلت كلما حشرت رأسي بين الباب و جداره ...ابحث عن مقدمه ...اعرف ساعة ظهيرته ..
حين يمر يزهر كل ما في زقاقنا ...بالتيولب الاسود ...ملامحه الجميلة مطأطئة ،شاردة ، عيناه لا تريان الا ما في دماغه يجول ...و دمعة لم تزل حبيسة منذ يوم ( أمل ) ، تلتمع في زاوية عينه ، التي لا يرتقي طرفها المنازل، الا ما كان منزلها حين يمر به. ...
و ارقبه كل يوم ...و كأنه دين قلدتنيه تلك التي لم يعرف سرها احد ....إلاي ....ذهبت و هي تفي بوعد الكتمان ...ذهبت و ظل الجميع يتناولون نصف صحن حكايتها ...و انا ما زلت اصوم عن النصف الاخر في دولاب قلبي الذي انهكه الا ينسى ....ان يتذكرها كل ظهيرة ...يمر فيها نصف حكايتها المكتوم الى نهاية الزقاق ...ليطرق باب حزن ٱخر ...عله ينسى حزن الامل حين يذوب في حزن ام جواد ....
ها هو يجيء ..في موعده ....متثاقلا بهم لن يموت ...لا يراني ...اوشك اناديه : محمد !
توقف ...ارجوك ...انا اناء سرها ...انا احفظك ..كما حفظتها ...محمد ....انا هنا اقاسمك الحزن كل ظهيرة ما زلت ..لست وحدك ! ...محمد ....
و يمر ...لا انا انطق ..و لا هو يسمع صرخة قلبي ...ليخطفه باب( ام جواد ) ...و يبتلعني بابي .