تحدث سمية الباراسيتامول نتيجة للاستخدام المفرط أو الجرعة الزائدة من العقار المسكن الباراسيتامول (يسمى في الولايات المتحدة أسيتامينوفين)، مما يتسبب في المقام الأول في إصابة الكبد. سمية الباراسيتامول هي واحدة من أكثر أسباب التسممشيوعا في جميع أنحاء العالم. وهى السبب الأكثر شيوعاً للفشل الكبدي الحاد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.(1)(2)
قد لا تظهر أعراض سمية الباراسيتامول لدى كثير من الأفراد على الإطلاق في ال 24 ساعة الأولى بعد جرعة زائدة. البعض الآخر قد يكون في البداية غير محدد الشكوى مثل آلام مبهمة بالبطن وغثيان. مع تقدم المرض تدريجيا، تبدأعلامات الفشل الكبدي في التكون، وهذه تشمل انخفاض نسبة السكر في الدم وزيادة حموضة الدم وسهولة النزف ،واعتلال الدماغ الكبدي. بعض الأعراض تزول تلقائيا، وإن كان عدم علاج الحالات قد يؤدي إلى الوفاة.
إصابة الكبد، أو التسمم الكبدي، لاينتج من الباراسيتامول نفسه، ولكن من واحدة من نتائج التمثيل الغذائي(الأيض) للباراسيتامول، ن-اسيتيل- بي-بنزوكينونيمين (NAPQI). NAPQI يستنزف مضاد الأكسدة الطبيعي بالكبدالجلوتاثيون, فيتسبب في الإصابة المباشرة لخلايا الكبد، مما يؤدي إلى فشل الكبد. عوامل الخطر التي تساعد على التسمم تتضمن الإفراط المزمن في تناول الكحول، وعدم تناول الطعام أوفقدان الشهية العصبي، واستخدام بعض الأدوية مثل الايزونيازيد.
يهدف العلاج إلى إزالة الباراسيتامول من الجسم وإحلال الجلوتاثيون. يمكن استخدام الفحم النشط لتقليل امتصاص الباراسيتامول إذا كان المريض حضر للعلاج بعد تناول الجرعة الزائدة بفترة قصيرة، كما يقوم الترياق (المضاد للتسمم)أسيتايل سيستايين بالتمهيد لتخليق الجلوتاثيون، مما يساعد الجسم على تكوين جلوتاثيون جديد بما فيه الكفاية لمنع إلحاق الضرر في الكبد. وكثيرا ما نحتاج لعملية زرع كبد في حالة تلف الكبد بشدة. تكون النتيجة المحتملة جيدة لدى المرضى الذين عولجوا في وقت مبكر، في حين أن المرضى الذين حدث لديهم إصابات شديدة بالكبد عادة ما تكون النتيجة سيئة. تتضمن الجهود المبذولة لمنع الإصابة بجرعة زائدة من الباراسيتامول الحد من المبيعات الشخصية للعقار، والجمع بين الباراسيتامول مع الميثايونين الذي يتم تحويله إلى الجلوتاثيون في الكبد.