الذكاء الشديد نعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده، ولكن كيف يمكننا التمييز بين الشخص الذكي والشخص صاحب الذكاء الشديد والشخص العبقري والشخص العبقري جداً ؟
في مطلع القرن العشرين واجهت الحكومة الفرنسية معضلة شبيهة، حيث كانت بحاجة لتمييز طلاب المدارس أصحاب نسبة الذكاء الأقل من المعدل الطبيعي، ومن أجل حل هذه المعضلة توجهت الحكومة لأخصائي علم النفس ألفريد بينيه وزميله تيودور سيمون، عمل العالمان الفرنسيان على ابتكار مقياس للذكاء سمي مقياس بينيه وسيمون.
كان الاختبار يتألف من مسائل تركز على قوة الذاكرة وقوة التركيز والقدرة على حل المشاكل، في الولايات المتحدة قام أستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد لويس تيرمان بتبني الاختبار وقام بتجربته على الطلاب الأمريكان، ثم أطلق عليه اسم مقياس الذكاء ستانفورد بينيه، ومع مرور الوقت أصبح هو الاختبار المعتمد في الولايات المتحدة لقياس نسبة الذكاء.
كان اختبار ستانفورد للذكاء له ناتج عبارة عن عدد يسمى “IQ” درجة نسبة الذكاء، يتم حساب هذا العدد عن طريق قسمة العُمر العقلي للشخص على عمره الحقيقي وضرب الناتج في 100، مع العلم أن العُمر العقلي يتم تحديده عن طريق اختبار الذكاء، حالياً أشهر مقياس للذكاء هو مقياس شسلر لقياس ذكاء البالغين، يتألف مقياس شسلر من أسئلة تبدو كالأحاجي وألعاب التفكير.
بعد أن تخضع لاختبار ذكاء وتحصل على درجة نسبة الذكاء الخاصة بك قد تتساءل إلى أي مدى هذه الدرجة تعبر عني وتؤثر على نجاحي في الحياة ؟ في الواقع تشير الدراسات العلمية إلى أن هذه الدرجة تعبّر عنك بشكل عام، وتقدِّر بشكل مقبول قدرتك على حل المشكلات في المستقبل.
الدرجات
إذا حصلت على درجة ما بين 90 إلى 110 فأنت إنسان ذو ذكاء جيد، أما إذا حصلت على درجة تزيد عن 130 فأنت إنسان ذو ذكاء ممتاز جداً وربما تكون عبقري، لكن إذا حصل شخص ما على درجة أقل من 70 فهذا قد يشير إلى تمتعه بذكاء أقل من المعدل الطبيعي، وقد يكون يعاني من بطء في التعلم.
الدراسات العلمية التي نشرت مؤخراً تشير إلى أن الأطفال الذين يحققون درجة عالية في اختبار الذكاء، ينجحون بشكل أفضل في مختلف مناحي الحياة، سواء من الناحية الأكاديمية أو في سوق العمل أو حتى من ناحية تمتعهم بصحة أفضل.
المصدر