صديق مشارك
تاريخ التسجيل: January-2016
الدولة: الكوت
الجنس: ذكر
المشاركات: 138 المواضيع: 117
التقييم: 125
مزاجي: متفاءل
المهنة: باحث
موبايلي: note 4
آخر نشاط: 20/September/2023
سطور في بناء الثقافة الاسلامية عند امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)
إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع
تعرف الثقافة الكل المعقد والمتراكم والمتفاعل من الفكر والقيم والمعرفة والفنون والآداب والأخلاق ويرى البعض بانها الكم الهائل من العادات المتوارثة عبر الأجيال
فان العادات والتقاليد المتوارثة من الفكر الجاهلي التي اضعف الإسلام الرسالي في نفوس إفراد المجتمع الإسلامي قد إعادة الاعتبار لقيم ومناخات الجاهلية والقبلية والعصبية العشائرية التي رفضها وحاربها وواجهها الإسلام بقوة وحذر الإمام (ع) في خطبة تسمى القاصعة بقوله( فاطفئو ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية ،وأحقاد الجاهلية فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان ، ونخواته، ونزعاته،ونفثاته واعتمدوا وضع التذلل على رؤوسكم ،وإلقاء التغرر تحت أقدامكم وخلع التكبر من أعناقكم واتخذوا التواضع مسلحة بينكم وبين عدوكم ابليس وجنوده) وقد عمل أمير المؤمنين (عليه السلام) على بناء وتنمية الثقافة الإسلامية في المجتمع لكونه المحور الرئيس لعميلة التطور والنهوض وهي الوسيلة لترسيخ قيم ومبادئ الدين الاسلامي مستخدما العديد من الوسائل والأساليب والإجراءات،إذ أعاد النظر في نظام العطاء الذي كان قائماً في العهد السالف على غير قاعدة المساواة و(البلاء).. يقول الإمام (ع): "أيها الناس إن آدم لم يلد عبداً ولا أمة، وإن الناس كلهم أحرار، ولكن الله خوَّل بعضكم بعضاً، فمن كان له بلاء فصبر في الخير، فلا يمنّ به على الله عز وجل إلا وقد حضر شيء، ونحن مسوّون فيه بين الأسود والأحمر". وفي نظام المعاملات مع الرعية على اختلاف قومياتهم وعقائدهم يقول الإمام (ع) في عهد الى مالك الاشتر (رض) (ولاتكن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فانهنا صنفان اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) وحذر الامام (ع) من طاعة الحكام المتكبرين والمتسلطين (ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم ، وترفعوا فوق نسبهم ،والقوا الهجينة على ربهم (الفعلة القبيحة) وجاحدوا الله على ما صنع بهم ،مكابرة لقضائه ومغالبة لآلائه فأنهم قواعد أساس العصبية ،ودعائم أركان الفتنة ، وسيوف اعتزاء الجاهلية)
ودأب الإمام علي (ع) على اختيار المواردِ البشرية وإستراتيجية إدارتها معززا أيها بمناهج عمل علمية مستخلصة من الأخلاق والثقافة الإسلامية النبيلة التي تصنع لتلك الموارد القيم الفكرية والروحية والمادية التي تؤدي الى التطور والنهوض بالمجتمع من خلال ترجمتها الى أنماط سلوكية ومواقف عملية ومن ثم تحقيق إنجازاتٍ تطابق تعليمات ومبادئ الشريعة الإسلامية وأخذت ملامح تلك الثقافة التي أرسها أمير المؤمنين (عليه السلام)تأخذ مداها في نفوس العاملين وأفراد المجتمع على حد سواء إلا إن مسيرته واجهة الكثير من الحروب والفتن التي شنها فكر التسلط والجهل والتعصب