طوال 10 سنوات ظلت سيدة بريطانية تراقب من نافذة سيارتها في ساعة محددة كل صباح وهي تتجه إلى العمل، أمّاً تقطع الطريق مع أطفالها لتأخذهم إلى المدرسة دون كلل أو ملل، قبل أن تقرر كتابة "بوست" على فيسبوك حظي بآلاف المشاركات، وعروض عمل لا تنتهي!
البوست الذي نشرته راشيل هامبلتون (33 عام)، تحدث عن "ذات الشعر الأشقر المجعد" التي ألهمتها على تغيير حياتها بقضاء وقت أكثر مع أطفالها بدلاً من إهدار وقتها بعيدة عنهم.
البوست ألهم مئات الأمهات البريطانيات بترك وظائفهن لقضاء وقت أطول مع أطفالهن، وفتح لهامبلتون باباً لم تكن تحلم به بعد تدفق العروض على بيع قصتها لكبريات الصحف والمحطات التلفزيونية، بحسب آخر بوست نشرته عبر صفحتها على فيسبوك.
بوست هامبلتون الذي ألهم الآلاف
اعتدتُ أن أكون أماً وموظفة تعمل طوال اليوم.
طوال السنوات العشر الماضية، كنت أقود سيارتي كل صباح من توركوا لأعبر فوق جسر شالدون في طريقي إلى العمل، ومعظم الأيام كنت أصادف امرأة جميلة بشعر أشقر مجعد. بدأ الأمر قبل عشر سنوات، وكانت حينها تأخذ ابنتها الكبرى إلى المدرسة الابتدائية بينما تحمل أحد أطفالها على صدرها وتدفع عربة الاثنين الآخرين، وكان جروُ العائلة الصغير يرافقهم دائماً. كل صباح كنت أشاهدها فأندهش من درجة تنظيمها ومن السعادة التي كانت باديةً على أطفالها. ثم كنت أتابع الرحلة إلى العمل وأنا أشعر بغصّة لأني تركت المربية تقوم بكل هذه الأشياء بدلاً مني، لأني شعرتُ بأنه يجب أن أعمل.
هذه السيدة جعلتني أدرك أن عليّ العمل أقل، وأتعلم تنظيم الأمور أكثر...
لذا، ولأنني مررت بجانبك اليوم، ورأيتك تقبلين ابنتك على جبينها، ابنتك التي أتذكر كيف كانت صغيرةً جداً والتي أصبحت صبية صغيرة الآن، ورأيت كلبك يمشي ببطء بجانبك لأنه أصبح أكبر عمراً، وأتخيل أطفالك الآخرين الذين كبروا ويذهبون الآن إلى المدرسة الإعدادية دون مرافقتك... أردت أن أكتب هنا، على آملِ أن يصلك بشكل ما، لأقول شكراً لك... بفضلك قلَّصت ساعات عملي لأقضي المزيد من الصباحات في البيت وآخذ كل أطفالي إلى المدرسة، أتأكد من الذهاب إلى مبارياتهم المدرسية ومن طبخ الكعك لهم ليأخذوه معهم إلى المدرسة... وأحب هذه الأشياء كلها!
من المدهش أن رؤية ثلاثين ثانية من حياة شخص آخر مرة واحدة كل يوم يمكنُ أن تجعل حياتكَ أسعد بكثير.
وحصلت هامبلتون على رد السيدة ذات الشعر الأشقر المجعد
ردُّ ذات الشعر المجعد
مرحباً، أنا السيدة ذات الشعر الأشقر المجعد!! يا إلهي... يا له من بوست جميل حقاً.
يشرفني أني صنعت فارقاً في حياتك حتى بدون أن أدري. ليست لدينا أي حسابات على الشبكات الاجتماعية، لكني سمعت بمنشورك من أشخاص آخرين... هاتفي لا يتوقف عن الرنين!!!
أنا مندهشةٌ تماماً أنكِ لاحظتني طوال هذه الفترة الطويلة وأنك لاحظت التغيرات في عائلتي. أقطع جسر شالدون كل يوم منذ عام 2003 مع بوريس، الكلب الذي يبلغ من العمر 11 عاماً الآن ويجد صعوبةً في المشوار الصباحي ذاك. ولدي خمسة أطفالٍ يذهبون إلى المدرسة (الثلاثة الأصغر لا زالوا يذهبون إلى المدرسة الابتدائية)، أما الكبيران فيذهبان إلى المدرسة الإعدادية بمفردهما، مثلما قلتِ.
يشرفني (ويحرجني) أنكِ أشرتِ إلي في بوست كهذا فقط لأني كنت آخذ أطفالي إلى المدرسة. ذاك المشوار القصير عبر جسر شالدون هو علاجي، وكم نحن محظوظون جميعاً لأننا نعيش في هذا الجزء الجميل جداً من العالم. أتكلم نيابةً عن الكثير جداً من الأمهات الأخريات اللواتي يقمن بالضبط بما أقوم به، لذا أود أ أقول لهن أن هذا البوست يتعلق بكنّ أيضاً! يجب أن أشكر زوجي الرائع الذي يعمل بلا كلل ليمكنني من البقاء مع الأطفال، دون الحاجة إلى من يعتني بالأطفال نيابةً عني، لذا، ما كان بمستطاعي القيامُ بالأمر بدونه. دعونا لا ننسى الجهد الشاق الذي يبذله أزواجنا!
حتى لو استطعتُ تغيير حياتي، فلن أغيرها، لذا تمسكي بكل تلك الذكريات الجميلة التي تعيشينها مع أطفالك لأنهم لن يسمحوا لك بإيصالهم إلى المدرسة إلى الأبد... قريباً سينتهي هذا كله. شكراً جزيلاً لأنك سمحتِ لي أن أكون جزءاً من رحلتك، وزمِّري لي حين تمرين بقربي لألوِّح لك!!
تأثرت كثيراً لأني أحدثتُ فارقاً إيجابياً في حياة شخصٍ غريب، وحسب الرد الرائع من أختك، يبدو أنك تبلين بلاء حسناً للغاية.
إن أردت أن تنشري هذه الرسالة على نفس الموقع، فلك مطلق الحرية، لأني لا أملك حساباً على هذه المواقع لذا قام الكثير من الأشخاص ببذل جهدٍ لتوصيل رسالتك إليّ.
هذا رقم هاتف زوجي لأن هاتفي لن يرسل رسالةً بهذه الطول. آمل أن تصلك هذه الرسالة دون خلل.
البوست الذي كتبته السيدة هامبلتون على فيسبوك حصل حتى الآن على آلاف الإعجابات ومئات المشاركات.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة الغارديان البريطانية.