دنيا الوطن
المكان، وادي السلام في مدينة النجف بالعراق حيث تمتد المقبرة الإسلامية على مساحة 1485.5 فدان، محتضنة رفات الملايين على مر العصور، ما يجعلها الأكبر في العالم.
وتعد مدينة النجف الواقعة إلى الجنوب الغربي من بغداد إحدى أكبر المدن العراقية ويبلغ عدد قاطنيها نحو مليون وربع المليون نسمة، إلا أن مقبرتها الإسلامية الفريدة المدرجة في سجل التراث العالمي والتي تمتد لمسافة 10 كيلو مترات تضم أكثر من 6 ملايين قبر، وعملية الدفن بها لا تزال متواصلة منذ أكثر من 1400 عام.
ولم تسلم هذه المقبرة التاريخية أثناء الغزو الأمريكي عام 2003 من شرارات الحرب، حيث اتخذها المقاتلون المحليون مخبأ لهم وساحة لاستدراج الجنود الأمريكيين ونصب الكمائن لهم في هذا الوادي الواقع في أطراف مدينة النجف، ولم يتمكن الأمريكيون من الدخول إلى هذه المقبرة الضخمة بدروبها الشبيهة بالمتاهة وبأضرحتها المبنية تحت الأرض والتي لا يعرف أسرارها إلا أهلها.
وهكذا، شهدت المقبرة في تلك السنوات الكثير من أعمال العنف والتدمير، وقد توسعت بشكل سريع جدا منذ بدء الغزو الأمريكي لهذا البلد وبلغت نسبة الزيادة 40%!، إلا أن عملية التوسع هذه تباطأت، لحسن الحظ، في السنوات الأخيرة.