يوجد في هذا المقال تفسير لأبرز النقاط التي حاول الفيلم طرحها وعرضها، لذلك هناك تفاصيل لبعض أحداثه!
هل هناك أروع من فيلمٍ مُستوحى من قصة حقيقية؟ يسرِد فيلم The Walk قصة شخص مشى – أو بالأحري طار – خلف شغفه وحقق حلمه. ماشي الحِبال فيليب بوتي والذي، في عام 1974، مشى فوق الفراغ الفاصِل بين بُرجيّ التِجارة التوأمين في أميركا، تم إنتاج فيلم The Walk في 2015 وحصَد جائزة وترشح لإثنتيّ عشر جائزة أخرى ويحمل الفيلم شعاراً جذّاباً: “كُل حِلم يبدأ بخطوة واحِدة”.
طاقم العمل والأداء
الفيلم من إخراج روبيرت زميكس والذي عُرِفَ بأعمال عظيمة مثل Forrest Gump ،Beowulf و Cast Away وحصل علي أوسكار وترشَّح لأخرى، وشارك أيضاً في كتابة السيناريو، ومن بطولة الموهوب جوسيف غوردون-ليفيت المعروف بالفيلم الرومانسيّ الدراميّ 500Days Of Summer وشارك أيضًا في فيلمين للمخرج كريستوفر نولان وهما The Dark Knight Rises و Inception.
البطولة النسائيّة للكنديّة شارلوت لي بون والتي لم نشاهدها كثيرًا من قبل ولكن ميّزتها ملامحها الفرنسيّة وأهلتها للدور وأدّى دور “بابا رودي” العظيم حاصد الأوسكار بين كينغسلي مع لفيفة من الممثلين الشباب والذين أدّوا اداءًا يستحق الإشادة.
قصة فيلم The Walk
يقصّ الفيلم جزء من سيرة فيليب بوتي ماشي الحبال الفرنسيّ الذي كان مهووساً بربط حبال بين المباني الطويلة وبدأ مسيرته ببُرجي نوتردام، لكن قبل هذه الخطوّة يُظهر الفيلم تفاصيل حياة فيليب وكيف نما شغفه وكيف حالت أسرته بينه وبين شغفه – كما يحدث مع أغلبنا – وفي يومٍ من الأيام قرأ عن بُرجيّ التجارة والشروع في بناءهم..
هنا بدأ حلمه، فصلت أحداث كثيرة بين هذه القراءة وإنتهت بسيرهِ على حبل مربوط بين بُرجي نوتردام وترتّب عليه غضب السلطات الفرنسيّة و أثناء قراءته لما كُتب عنه في الصحف وجد خبر إنتهاء بناء أحد برجيّ التجارة، وهنا عزَم ومعه صديقيه على السفر إلى الولايات المتحدة وترك فرنسا وبدأ في بناء دائرة علاقات لتحقيق حلمه..
أبعادُه..
للفيلم أبعاد كثيرة ككل أفلام العالم، ربما طغت الأبعاد النفسيّة على الأحداث ولم يظهر لنا الفيلم قصة عاطفية قوية مثل باقي أفلام هوليوود.. ستشعر أن أحداث الفيلم مختصرة قليلًا، ربما طول لقطاته فوق الحبل الواصل بين بُرجيّ التجارة هو ما أثر على باقي التفاصيل.. لكن الأحداث بشكل أو بآخر كانت مختصرة فقد شعرت أنها تجري وتتلاحق بسرعة. كون الفيلم درامي نفسي من الطراز الأول وضّح لنا بعض الحقائق والمفاهيم المؤثرة، وهي:
الثقة ومصالحة الذات
منذ بداية الفيلم وبدى البطل راضيًا عن نفسه لأبعد درجة ومدركًا أين حلمه وكيف سيصل إليه، متصالحًا مع نفسه ومؤمنًا بهدفه وهذا ما يجب علينا جميعًا أن نتحلّى به.
الشغف
الشغف بنشاط معين، بممارسة معينة، بحلم معيّـن هو أكثر ما يَمكِن ان يُعينَك على تحمّل الحياة وضغوطها، هو أكثر ما يُعطي طعمًا للحياة، بطل الفيلم كان لديه شغف يسير خلفه ويحارب الصعوبات من أجله وبمساعدته أيضًا.. يجب عليك أن تبحث عن شغفك أينما كان!
الطموح والإصرار
الطموح يكون أقوى بوجود الشغف وعشق الهدف، كلما كنت شغوفًا بهدفك كلما زاد طموحَك وإصرارَك بعلاقة طردية مثيرة للدهشة! الطموح دائمًا مُراد ومطلوب، تطوير الطموح ومهارة الإصرار هو واجب عليك، والصبر أيضًا يستحق التطوير والعمل على إثقاله.
الأصدقاء والعلاقات
ربما يُحبّذ البعض الإنطوائية عن الإجتماعية.. وأنا أولهم، لكن الأصدقاء مهمّون حقًا ويشكلون دعم معوني مطلوب وأحيانًا مادي كما تعلمنا من الفيلم، أما العلاقات فهي مهمة إن لم تكن أهم، فإتّساع دائرة علاقاتك تساعدك في الوصول لهدفك وتيسّر لك الطريق.
النصف الآخر
هذه نقطة تستحق مكتبة كاملة لمناقشتها وليس فقرة في مقال متواضع، فالعلاقات العاطفية إن قامت على إتفاق وعاطفة قوية تُسهّل الحياة وتضع السكر فوق مجرياتها، لكن إن ولدت علاقة في ظروف غير سليمة.. كما نتعلم من الفيلم، تنتهي بالفشل.
نشوة النجاح!
كما قال الراحل عبد الحليم حافظ: ”مفيش فرحان في الدنيا زي الفرحان بنجاحه“، الإحساس بالنجاح من أقوى الأحاسيس على الإطلاق.. خاصة حينما يكون إنجازك عظيم حتي لو بالنسبة لك أنت فقط! قُم الآن إبحث عن شغفك وطوِّع مهاراتك وصبرك وتفاؤلك وحقق شيئاً ما.. فالعُمر لحظة!
في اليوم الثاني من مشاهدتي له تذكرت الفيلم أثناء مشيي في الشارع، قشعرت برعشة قوية حقًا.. فالفيلم من النوع الذي يجعلك متأهبًا طوال فترة المشاهدة ومثير جدًا.. ألا تعتقد أن عليك أن تتمشى فوق الحبال قليلًا وتشاهد الفيلم؟ وتشاركنا رأيك فيه بالتأكيد..
تريلر فيلم THE WALK
المصدر
www.arageek.com