في بادرة حضارية هي الأولى من نوعها في العالم العربي، زرعت دبي في 4 يونيو 2015 نوعاً جديداً من أشجار النخيل، حيث سعت بلدية دبي إلى إطلاق أول مشروع فريد من نوعه برؤيته الخدماتية والمستقبلية والمجتمعية والترفيهية على حد سواء، فأطلقت مشروع النخلة الذكية التي تزود جمهور الحدائق بخدمة الإنترنت مجاناً، إضافة إلى إمكانية شحن مقتنياتهم الإلكترونية مجاناً على مدار الساعة في اليوم، وعلى إثر النخلة دشن الموقع معها ليكون أول شاطىء ذكي في العالم.
حيث تسعى إمارة دبي الواقعة في دولة الإمارات العربية المتحدة ويرأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع –حفظه الله- إلى تحويل دبي إلى المدينة الذكية الأولى في العالم.
وتتيح الخدمة التي دشنتها البلدية بالتعاون مع شركة “دو” للإتصالات وشركة “دي آي ديا” للإعلام المملوكة لـ “المرشود للإستثمار”، برواد الحدائق خاصية تنزيل الأفلام والبرامج وإجراء المحادثات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت من دون أي تكلفة، حيث تعد النخلة الذكية بداية لمشروع كبير في الإمارة يشمل إقامة 52 نخلة في كل من حدائق زعيبل والمممز والخور ومشرف، ويعتبر مشروع النخلة الذكية أكبر مشروع في منطقة الشرق الأوسط لخدمة الجمهور، يهدف تحويل دبي إلى مدينة ذكية في إطار التحضير لمعرض إكسبو 2020.
وكان تصميم الفكرة متجسداً على صورة نخلة بإعتبارها رمزاً يتمثل فيه التراث والخير لأبناء الإمارات، وتشكل رسالة إنسانية للجميع تربط الماضي بالحاضر وتقدم خدمة “واي فاي” على مدى دائرة نصف قطرها 53 متراً وسعة الربط مع 50 شخصاً في الوقت نفسه.
النخلة ذكية من عدة أشياء، هو شيء مستدام لأن الطاقة الكهربائية تتم عن طريق الألواح الشمسية، تقدم واي فاي، تقدم خاصية توصيل الكهرباء، تقدم حالة الطقس إلى جانب معلومات عامة، فيها كاميرات لأخذ صورة سيلفي وممكن استخدام الإنترنت من خلال الشاشة لإرسال هذه الصورة، بها رز لاتصالات الطوارىء، شاشتها تعمل باللمس يمكن استخدامها بلغات مختلفة لخدمة سكان دبي وزوارها المتنوعين..
فيما زودت النخلة بـ12 شاحناً للهواتف النقالة بمختلف أنواعها، وهي مزودة بوسائل الراحة، خاصة تلك التي تتشكل بالمقاعد والمناضد التي تسهل على الجميع التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بهدوء ورقي.
كذلك زودت النخلة بشاشة كبيرة تمكن الجمهور من معرفة كل مايتعلق بإمارة دبي وأهم معالمها وكيفية الوصول إلى المنتزهات والأسواق والاماكن الترفيهية والسياحية، وكل هذا عن طريق اللمس دون أي عناء للمستخدم.
ودعمت البلدية النخلة الذكية بكاميرات لخدمة الجمهور بحيث يمكن التعرف إلى احتياجات الزوار وأماكن تجمعهم، وبالتالي العمل على توجيههم إلى الأماكن الأخرى، وكذلك شرح كل المناشط والنشرات التوعوية التي تنظمها البلدية عن طريق سماعات موجودة في كل نخلة.
إضافة إلى ماسبق، توجد في كل نخلة شاشتان لعرض الأفلام الوثائقية عن البلدية والحملات الترويجية لها، فضلاً عن عرض بعض الدعايات التي تخدم الحركة الإقتصادية في الإمارة، والإعلانات عن بعض المنتجات الوطينة.
في حين بلغ عدد مستخدمي شبكة الـ “واي فاي” بمشروع النخلة الذكية مايفوق السبعة آلآف شخصياً في كل من حديثة زعيبل وشاطىء جميرا. فيما أعلنت شركة ” دي آي ديا” المطورة للمشروع إضافتها لأربعة أجهزة حديثة للطاقة الشمسية في مشروع نخلة جميرا الذكية خلال يونيو المقبل وذلك سعياً لتوسعة نطاق الشبكة في الشاطىء وليستفيد منها أكبر عدد ممكن من رواد الشواطىء.
ويعد المشروع نموذجاً مكتفياً ذاتياً للعديد من وسائل الراحة التي تم تصميمها استجابة لمبادرات دبي الجدية للإنطلاق نحو مستقبل مستدام وقد بدأت البلدية بمد الحدائق والشواطىء بخدمات الإنرنت قبل عام، ويجري حالياً تطوير تلك الخدمات لتواكب مرحلة جعل مدينة دبي أكبر ذكاءً.
ويؤكد المشروع أن دبي هي المدينة الأولى عربياً التي تقدم خدمات الترفيه واستدامة ورفاهية مع توافر عناصر النجاح، وهي مدينة السعادة المستدامة في منطقة الشرق الأوسط. كما أن النخلة الذكية تتميز بأنها صديقة للبيئة، وتسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بسبب توليدها للطاقة من الشمس.
وتعد النخلة الذكية خطة لنشر الثقافة التقنية في الشواطىء والحدائق، الأمر الذي يأتي تماشياً مع توجيهات حكومة دبي الذكية. وكان موقع “سكيفت” بالتعاون مع ماستركارد أشار في تقرير إلى أن دبي بإعلانها عن المدينة الذهبية وخطة 2021 إنما كانت تنطلق لكي تصبح واحدة من أفضل مدن العالم ربطاً.
لكل هذا، يعد مشروع النخلة الذكية في دبي من المشاريع التي تم وصفها بأنها “خدمات تفوق الخيال” كانت فكرتها الأساسية التي تعد أكبر مشروع في منطقة الشرق الأوسط هو الإستفادة من مواقع في الحدائق العامة يستطيع الجمهور فيها الحصول على خدمة “واي فاي” عبر الجهاز المصمم على شكل نخلة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار خطة حكومة دبي لتحويل الإمارة إلى المدينة الذكية الأولى في العالم، إذ يعتبر هذا المشروع هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط في إطار المبادرات المجتمعية التي تطلقها البلدية لخدمة الجمهور.
المصادر
1 2 3 4