تُستخدم تقنية “النقل التسلسلي العالمي” أو ما تُعرف بتقنية USB في أكثر من 10 مليار جهاز في جميع أنحاء العالم، وفي عيد ميلادها العشرين الذي بلغتها الأسبوع الماضي نغوص في تفاصيل حول تلك التقنية والرجل الذي ابتكر تلك التقنية وحقيقة أنّه لم يجنِ قرشاً واحداً من تلك التقنية، ولا يشغل باله ذلك.
يرجع الفضل في وجود تلك التقنية في أيدينا الآن إلى آجاي بهات، رئيس الأنظمة التقنيّة بشركة إنتل، وفي حديث له مع موقع بزنس إنسايدر يقول بهات:
” لم ابتكر تلك التقنية من أجل المال، لكنّي فعلتها من أجل إحداث تغيير في مجرى الاستخدام التقني اليومي، وهي ليست متاحة للجميع بأن يقدّموا فرصة كهذه”.
في الحقيقة، لم تقدّم تلك التقنية المال لأي أحد، ولا شركة إنتل ذاتها، وذلك لأن شركة إنتل _التي دعمت التقنية ومبتكرها منذ الوهلة الأولى، وليس ذلك وفقط بل جميع براءات الاختراع التقيّة التي قرّرت أن تكون متاحة للجميع من خلالها، وآمن “بهات” بأن الشركة لها الحق في القيام بذلك.
جهاز نقل واحد يتحكم بهم جميعاً
تعتبر تقنية USB بمراحلها وإصداراتها المختلفة معياراً للتوصيل بين الأجهزة المختلفة، وقد التقت باستجابة الكثير من الشركات التقنية مثل أبل ومايكروسوفت في وقت مبكّر في أوائل التسعينيات عندما قدّم “بهات” الفكرة إليهم.
كانت فكرة الربط المفرد فكرة مميزة كان هناك حاجة ماسّة لها في ظل استخدام قرص منفصل او قرص مرن لتثبيت كل تطبيق، ومع تلك الخاوف التي تواجدت في تلك الشركات لم يتم الاستثمار في تلك الفكرة وكانت شركة إنتل هي الشركة الجريئة في خوض تلك التجربة والاستثمار بها في ذلك الوقت.
وأضاف “بهات” قائلاً:
“لقد تم مكافأتي من الشركة مكافأة مجزية، ولم استطع القيام بأي نوع من تلك الأعمال في أي مكان آخر، وليس لدي أي نوع من الشكوى أو التذمر حيال ذلك”.
بالإضافة إلى كون شركة إنتل الأولى في دعم تلك الفكرة، قامت الشركة في دمج وظيفتها في رقائقها، وكانت شركة أبل هي الأولى في استلام أولى الشحنات من الرقائق التي تدعم تقنية USB، في جهازها آيماك G3، والذي قدّم للمستخدمين في أغسطس من عام 1998، وعلى الفور تلتها شركة مايكروسوفت في تقديم دعم لها في نسخة ويندوز 98.
لماذا لم يُرد جني المال من وراء ابتكاره لتلك التقنية؟
لذلك، هل تعتقد أن المهندس آجاي بهات غابت عنه فرصة الحصول على مئات الملايين من الدولارات؟ بالطبع الأمر ليس كذلك، فهو يعتقد أن مساهمته في تغيير مجرى استخدام الحواسب أمر لا يعوّض بالمال، وكان هدفه الأسمى هو تحقيق أقصى استفادة من الحواسب بطريقة سهلة لجميع المستخدمين وتوسيع سوق أجهزة الحاسب بشكل عام، وقد ساعدت تقنيته في ذلك بلا شك.
في حديثه نوّه عن ذلك قائلاً:
“إذا ما نظرنا إلى سهولة استخدام الحواسب، فسيتم بيع الملايين منها، وفي سبيل ذلك سنبيع الملايين من الرقائق المصنّعة من شركة إنتل، وهذه هي الصورة التي بحث عنها شركة إنتل، أو ما نسميه في عالم الأعمال التجارية بالكعكة الكبري، ونحن سعداء بذلك”.
ماذا بعد تقنية USB؟
التقدم الملحوظ الذي تشهده الساحة التقنية العالمية تُشير إلى ظهور العديد من الوسائل التي يُمكنها استبدال USB وذلك في عمليات نقل الملفات من خلال الحوسبة السحابية، شحن الهواتف من خلال الشبكات اللاسلكية وغيرها من الأفكار التي تقع في طور التجربة الآن.
بالطبع ستنتشر الكثير من التقنيات التي ربما قد تلغي استخدام USB لكن هل سيكتفي مبتكروها بتغيير مجرى التقنية وعدم الالتفات للمال، أشك في ذلك بكل تأكيد! فماذا عنك عزيزي القاريء؟
المصدر
www.arageek.com