على الرغم من أنّ العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة من أقدس العلاقات على الإطلاق، والتي حددت لنا الشريعة الإسلامية قواعدها جملةً وتفصيلًا حتى تكون بينةً واضحةً ننعم بها ونعيش خلالها أسوياء سعداء، إلا أنّ مساوئ النفس البشرية دومًا ما تطغى وتثور على مبادئ المودة والرحمة التي أوصى بها الله، فتنشأ الخلافات والمشاكل الزوجية، وتمتلئ أروقة المحاكم بالقضايا والنزاعات حتى يصبح الطلاقحلم المرأة بعيد المنال والذي يرفض بعض الرجل إعطاءه لها..
في السطور التالية نلقي الضوء على وسيلة من أبشع الوسائل التي يلجأ إليها بعض الرجال لابتزاز النساء للحصول على حريتهنّ، والتي يخبرنا عنها المستشار الأسري محمد فتيحة:
بدايةً يخبرنا المستشار (محمد) عن واقع بعض الرجال في مجتمعنا تجاه نسائهم قائلًا:" للأسف تحت شعار القوامة الذي فسره بعض الرجال بأنه رخصة لممارسة الاستبداد تجاه حقوق الزوجة صرنا نجد العديد من الصور المؤسفة لتجاوزات الرجال في حقوق زوجاتهم وابتزازهنّ المتمثلة في إجبار الزوجة على العيش كالعبيد والإماء في بيت الزوجية بعد استحالة العشرة وعدم رغبتها في الاستمرار، والاعتداء عليها بالتوبيخ والضرب والإهانة لأنها ضعيفة، أو لأنّ أهلها فقراء أو تحت مسمى أنّ أباها متوفى وكان مصدر دعمها وسندها، وأنّ تمنعها بسبب أبنائها، أو تُساوم عليهم لتنال حريتها، وأن تجبر على أن تتنازل عن حقوقها لتحصل على حريتها!!".
ويعلق فتيحة على هذا الوضع قائلًا:" لقد ذكر الله في كتابه الكريم عن رابط الزواج (وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا) كل على حده، فأنت الله أخذ منك ميثاقًا غليظًا بأن تراعي الله في زوجتك، وأعطى لك رخصةً إن كانت غير ملائمة لك أن تعدد أو تطلقها وتتركها حرةً تتزوج من تريد فمن خلقها جعلها حرةً، فكيف تستعبدها أنت تحت مسمى إشباع كبريائك وغرورك وحتى تمنع حقوقًا شرعها الله لها وألزمك بها في حال الفراق؟؟ وقد أوصى المولى قائلًا:" ولا تمسكوهنّ ضرارًا لتعدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه"، وقال النبي الكريم _صلى الله عليه وسلم_:" خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
ويوجه فتيحة كلامه للزوج قائلًا:" فما الذي ستكسبه عندما تذلها أو تحقرها وأن تخرج أبناءً مفككين؟ فماذا تنتظر كعاقبة لهذا الظلم والابتزاز وسوء المعاملة بحق إنسانة أنت قررت الزواج منها، هل تظن أنّ الله سيبارك في حياتك، هل تظن أنّ الله سيوسع رزقك؟؟ هل تظن أنه من الرجولة والإيمان أن تفعل ذلك، هل تظن أنك بذلك سترفع درجات!! فإن كنت تريديها فعاملها بالمعروف، وإلا فسرحها بالمعروف وأعطها حقها، واترك لها الفرصة بأن تحيا حياةً جديدةً مع من يكرمها".