يعيش متطوعو الحشد الشعبي، مؤخرا، في حيرة من أمرهم بين مواصلة القتال ضد داعش، أو تدبر مصاريف عوائلهم بعد تأخر الرواتب لثلاثة اشهر متوالية. ويقول نائب عن بدر، إحدى اكبر فصائل الحشد، بان الرواتب لم تتأخر فقط وانما قطع منها 30%، وبمعدل 200 الف دينار. بالمقابل تسبب عدم صرف مرتبات الحشد بتهديد بعض الفصائل في صلاح الدين بالانسحاب من موقعها، كما ألمحت لاتخاذ اجراءات اخرى اذا استمر القطع. وبدأت قيادات في الحشد الشعبي بالاعتماد على التبرعات الشعبية في توفير الغذاء والملابس للمقاتلين فضلا عن وقود العجلات، لا سيما ايقاف مخصصات "النثريات" ايضا منذ اربعة اشهر. الى ذلك عزت هيئة الحشد الامر الى "خلل اداري"، لكن النائب عن بدر قال بانها "مؤامرة" اميركية جديدة لابعاد المقاتلين الشيعة عن المعارك. ولم تشترك فصائل الحشد الشعبي في معارك تحرير الرمادي الاخيرة، وتم ابعادها بضغوطات اميركية. وكان محمد الكربولي، عضو لجنة الامن والنائب عن الانبار، قال لـ(المدى)، قبيل انطلاق معارك تحرير الرمادي، ان "رئيس الحكومة أبعد الحشد الشعبي بمسافة 65 كم عن الرمادي بـضغط أميركي". تخفيض رواتب الحشد ويقول فالح الخزعلي، النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة، في اتصال مع (المدى)، ان "رواتب الحشد الشعبي تأخرت لشهري تشرين الثاني وكانون الاول الماضيين، فيما اطلقت رواتب شهر كانون الاول الحالي لكن قطع منها 30 %، وتم تخفيضها من 700 الف الى 500 الف دينار". واعتبر الخزعلي ان "تأخير الرواتب احدى وسائل الضغط التي تستخدمها الولايات المتحدة ل ابعاد مقاتلي الحشد عن الاشتراك في المعارك". وتتهم فصائل الحشد الشعبي الولايات المتحدة بشكل متكرر بدعم "داعش" عبر انزال اسلحة بالطائرات، كما ترفض خوض معارك بغطاء جوي اميركي، خشية ضربات تستهدف قطعاتهم. ويقول النائب عن كتلة (الوفاء للمقاومة) ان "الحشد حرر 150 مدينة وقرية وقصبة خلال معارك الاشهر الماضي"، مشيرا الى ان الحشد "يسيطر على 1000كم من خطوط الصد مع داعش". لكن الخزعلي يؤكد "رغم تأخر الرواتب فان المقاتلين لم يتراجعوا عن مواقعهم". تهديد بالانسحاب ويوم الجمعة، هددت كتائب "سيد الشهداء"، احدى فصائل الحشد الشعبي بالانسحاب من قضاء بيجي في حال عدم صرف رواتب عناصرها للاشهر الماضية. وقال بيان، اطلعت (المدى) على نسخة منه، إن "كتائب سيد الشهداء تهدد بالانسحاب من بيجي في حال عدم صرف رواتب الاشهر الماضية "، مبينا "لكي لانتهم من ضعاف النفوس بالخيانة وقد تكون الصراحة ندفع فيها الثمن الكثير ولكننا لانساوم على حقوق مجاهدي الحشد الشعبي". وأضاف البيان "لابد من ان يعرف الجميع ان رواتب مجاهدي الحشد للاشهر الماضية ضاع دمها بين الحكومة وهيئة الحشد ونسبة التخفيض بـ٣٠٪ للشهر الحالي مخجلة"، مطالبا "باسترداد حق المجاهدين كما استردوا لكم الارض التي عجز عنها من هم في نعيم السلطة". ونقل البيان عن أمين عام الكتائب ابو آلاء الولائي مطالبته "المرجعية والسلطات الثلاث بالتدخل وتدارك الموقف قبل حلول الكارثة التي قد تستغل من داعش"، محذراً "حينها لاينفع الندم وان خيار الانسحاب من بيجي قيد التنفيذ وبعدها ستكون الخيارات الاخرى مفتوحة". الا ان كريم النوري، المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، اعتبر ان تصريح امين عام كتائب سيد الشهداء "يمثل رأيه الخاص وليس رأي الهيئة". وقررت الحكومة العام الماضي استقطاع 3% من رواتب الموظفين والمتقاعدين لزيادة مخصصات الحشد العشبي والنازحين. وارتفعت مخصصات الحشد في ميزانية 2016 من 1.8 ترليون دينار الى 3 ترليونات دينار. ويقول النوري ان "الحكومة حريصة على توفير مرتبات المقاتلين في الحشد"، عازيا تأخر الرواتب الى "خلل اداري". الاعتماد على التبرعات لكن الامر يبدو أكبر من ان يكون ناتجا عن "خلل اداري". فالنائب فالح الخزعلي، عضو كتلة (الوفاء للمقاومة)، يؤكد ان "قضية الرواتب ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الحشد"، مضيفا بالقول "لدينا جرحى لم يتم علاجهم، كما لم يحصل ذوي الشهداء على حقوقهم". ويلفت النائب عن محافظة البصرة الى "وجود تمييز يمارس ضد الحشد باعطاء رواتب الجيش والشرطة بمبالغ تفوق المليون دينار بينما يقطع من راتب الحشد". وكان النائب عن كتلة الأحرار رسول صباح الطائي، قال في بيان صحفي الجمعة، ان "أبطال سرايا السلام لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر رغم ذلك لا يزالون صامدين ومرابطين في مواقعهم رغم برودة الجو في سواتر القتال". وترابط "سرايا السلام" في مناطق حساسة قرب المراقد الدينية في سامراء، ويتولون حماية المدينة المقدسة وصد هجمات داعش عن منطقة "اللاين" الواقعة غرب المدينة. في اثناء ذلك قال قائد سرايا الجهاد حسن الساري "ليس الرواتب فقط التي تأخرت وانما المخصصات الاخرى للحشد الشعبي المتعلقة بالطعام والوقود". وكشف الساري، في حديثه مع (المدى)، عن نقاش دار بينه وبين رئيس الحكومة حيدر العبادي قبل 10 ايام بشأن قضية الرواتب، مشيرا الى ان العبادي قد وعد باطلاقها. لكن الساري يؤكد ان "الرواتب لم تطلق حتى الان". ويؤكد القيادي في المجلس الاعلى بان "الحشد الشعبي لم يستلم مرتباته منذ ثلاث اشهر". واشار الى المقاتلين بدأوا يستغلون الاجازات الدورية في العمل باشغال حرة لتوفير مصاريف عوائلهم. ويقول قائد سرايا الجهاد التابعة للمجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم، "بدأنا بالاعتماد على التبرعات القادمة من المواكب الحسينية والتجار في توفير الطعام وملابس المقاتلين ووقود العجلات". وتعليقا على تلويح بعض فصائل الحشد بالانسحاب من بيجي، يقول أوس الخفاجي، قائد كتائب ابو الفضل العباس ان "هناك استياءً عام ويصعب السيطرة على كل فصائل الحشد". وأضاف الخفاجي، المتواجد في تكريت عبر اتصال مع لـ(المدى)، ان "اغلب تشكيلات الحشد لم تغادر مواقعها رغم تأخر الرواتب". ويقول القيادي في الحشد الشعبي "بدأت بالاقتراض وجمع التبرعات لاعطاء مصاريف المقاتلين حينما يأتي موعد اجازات المنتسبين
المصدر:المدى برس