ارتبطت شارة النصر بالحركات النضالية التي انتشرت في العصر الحديث، لترمز إلى الصمود في وجه الظلم والطغيان. وقد نعتقد أنها شارة مستحدثة، لكن إن بحثنا في التاريخ وتعمقنا، فجذورها تعود لمئات السنين.
ونستون تشرتشل
فيقال أن أول من رفعها أو على الأقل جعلها تحقق شهرة هو رئيس الوزراء البريطاني “ونستون تشرشل” خلال الحرب العالمية الثانية. شارة النصر تمثّل حرف “V” أي أنها مشتقة من كلمة “Victory” أي النصر. ويُعرف أن استخدام علامة النصر وراحة اليد إلى الداخل ذات معنى مهين. لذلك أول ما استخدمها تشرتشل كانت بهذا الشكل، لكنه عاد وغيّرها لتكون راحة اليد إلى الخارج.
حرب المئة عام
وأشهر تفسيرات نشأتها، وهي الأكثر قبولًا في مختلف المصادر، أنها تعود لحرب المئة عام التي استمرت من 1337م – 1453م والتي قاتل فيها الرُّماة البريطانيون الجنود الفرنسيين. وقد كره الفرنسيون هؤلاء الرُّماة الذين استخدموا الأقواس الإنجليزية الطويلة لغرض تأثيري مدمر. وفي حال وقع هؤلاء الرّماة أسرى في قبضة الفرنسيين فكانت تقطع أصابع السبابة والأوسط من اليد اليمنى بغرض إخافة بريطانيا والضغط عليها.
إلا أن هؤلاء الرُّماة لم يتأثروا بذلك، فكانوا خاصة في وقت الحصار، وكنوع من السخرية من الجنود الفرنسيين يرفعون هذين الإصبعين “تحية الإصبعين” بمعنى “أنكم لم تقطعوا أصابعي”. وكانت تلك الأحداث في معركة أجينكور في أكتوبر عام 1415م، والتي تمكّن خلالها الجيش الإنجليزي من هزيمة الجيش الفرنسي.
حرب فيتنام
استخدم الرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” شارة النصر كلفتة تدل على الانتصار في حرب فيتنام، وقد استخدمها أيضًا عندما غادر منصبه وقدم استقالته عام 1974م. كما أن المناهضين لحرب فيتنام وخاصة جماعة الهيبيزاستخدمت هذه العلامة كلفتة دالة على السلام ورفض الحرب.
وقد تأثّر بهذه الشارة نشطاء يابانيون ضد الحرب على فيتنام، كما يُقال أنها دخلت إلى اليابان خلال الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1972م في سبارو هوكايدو، عندما سقطت المتزلجة الأمريكية “جانيت لين” لكنها تابعت التزلج وهي رافعة علامة النصر.
المصدر: 1 ، 2