إن الجودة لم ترد كمصطلح في خطب ووصايا ورسائل الإمام علي (ع ) وإنما وردت كظاهرة ومفهوم في جميع أعماله من خلال تطبيقه الحقيقي لمبادئ الإسلام الحنيف الواردة في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة فمن حيث مفهوم الجودة نلاحظ ان هناك مضمون لمفهوم الجودة في قول الإمام (ع) لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها احد قبلي (( الإسلام هو التسليم , التسليم هو اليقين , واليقين هو التصديق , والتصديق هو الإقرار , والإقرار هو الأداء , والأداء هو العمل الصالح ))
وفي قوله (ع) (( فليكن أحب الذخائر إليك هي ذخيرة العمل الصالح)). وقد وجه الإمام علي(ع) الى الإخلاص بالعمل مؤكدا ان ذلك هو فضيلة مرتبطة بيقين المرء وصلاح نيته جاء ذلك في قوله (ع ) (( إخلاص العمل من قوة اليقين وصلاح النية )) وفي قوله (فضيلة العمل الإخلاص فيه)
، والعبارة الآتية تبين جودة أداء الفرد (قيمة كل امرئ مايحسنه) وبين الإمام (ع) دور العنصر البشري في تحقيق الجودة في قوله (الأعمال تستقم بالعمال)
وقد ورد في قوله(ع) الدعوة الى تحقيق كمال الجودة وتمامها( لن تدرك الكمال حتى ترقي عن النقص)
وأكد الإمام (ع) ضرورة الاحتكاك بالرعية والاستفسار مباشرة عن حاجاتهم ومتطلباتهم ويعد ذلك من أولويات تحقيق الجودة كما يرى علماء الإدارة المعاصرة إذ وجه الإمام (ع) ((أما بعد فلا تطولن احتجابك عن رعيتك فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة في الضيق وقلة في علم الأمور والاحتجاب عنهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير ويعظم الصغير ويقبح الحسن ويحسن القبيح)) ونلاحظ من خلال العهد ان أمير المؤمنين وضع أساليب وإجراءات للعمل ذات معايير مثالية مأخوذة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فمن الطبيعي ان يتم بناء جودة في منتهى الكمال والتمام في كل مفاصل عمل الدولة وتكوين فلسفة عن العمل والناس وبناء علاقات إنسانية في إطار قاسم مشترك من القيم الإسلامية ،فهي أذن جودة المطابقة مع خصائص العمل المطلوبة وفقا للشريعة السمحاء وهي أيضا جودة موجهة إلى جميع أفراد المجتمع.
من خلال العرض السابق لمفهوم الإمام للجودة بأنها تركز على جانبين هما:
- أداء العاملين على مختلف مستوياتهم بتقديم الخدمات الى الرعية بناءا على اختيارهم على أساس الاختبار او على أساس التجربة السابقة والخبرة والمعرفة .
2- بذل كل الجهود في سبيل تحقيق رضاء الرعية من خلال تحقيق حاجاتهم ومتطلباتهم.
وتجدر الاشارة ان نظام ادارة الجودة يهدف الى خدمة الزبائن وتحقيق حاجاتهم ومتطلباتهم التي تعد الاولوية رقم واحد في عمل المنظمة وجاء ذلك في قول امير المؤمنين( عليه السلام) في عهد الى مالك الاشتر اجعل اعملك باجمعها لرضا الرعية