هل سيتضاعف سعر الأيفون إن أصبح ترامب رئيسا؟



لم يُعرف عن دونالد ترامب من قبل خبرته في سوق التقنيات، أو تعمقه في الإطلاع على قضايا التكنولوجيا، إلا أنه فاجأ العديدين بالتحدث عن أهم وأكبر شركة لتصنيع الأجهزة الذكية في العالم.
فقد قال مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة خلال لقاء في جامعة ليبرتي إنه "سيُجبر" أبل على "إنشاء أجهزة الكمبيوتر اللعينة الخاصة بها في الولايات المتحدة"، بدلا من الاعتماد على الصين وغيرها في تنفيذ هذه المهمة الجلّى.
وفي كلمته التي ألقاها لتعزيز حملته الرئاسية، قال ترامب إن على الولايات المتحدة استعادة الوظائف لأهلها بطريقةٍ أو بأخرى خلال السنوات القادمة. وتحقيقًا لهذه الغاية، دعا إلى فرض ضريبة 35% على جميع البضائع التي تم إنتاجها في الخارج، الأمر الذي من شأنه تشجيع الإنتاج المحلي، مما يعني زيادة عدد الوظائف الشاغرة، واستشهد بشركة أبل كمثال على هذه الرغبة.
من المؤكد أن الفكرة تبدو عظيمة للوهلة الأولى، وخاصة في ضوء الجهود المبذولة لزيادة التصنيع التكنولوجي بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك، لا يوجد الكثير من الأدلة على أن هذا الامر يمكن أن يحدث بالفعل في الولايات المتحدة.
فبداية، ليس هناك حاليا أي إطار قانوني يمكن أن يُجبر أبل (أو أي شركة أمريكية أخرى) على نقل الجزء الأكبر من التصنيع إلى الولايات المتحدة، وهناك أيضا مسالة مدى فعالية التشريعات من دون معاقبة الشركات التي تصر على تصنيع منتجاتها في الخارج.
أي أن أي تحرك ناجح يتطلب موازنة بين مصالح الولايات المتحدة ومنع تآكل اقتصاديات البلدان الأخرى، لأن تصنيع منتجات أبل في الداخل من الممكن أن يزيد أسعارها بمعدل الضعف، وبالطبع لن يكون هناك جدوى من تصنيع الأجهزة داخل البلاد إذا كان عدد الزبائن سينخفض بنسب قد تكون كبيرة، وتعرض جميع الأطراف للخسارة المحتملة.
على سبيل المثال يمكن لعمالقة التصنيع الصينيين مثل "فوكسكون" جلب الموارد والآلاف من العمال المُدربين، لكن هذا أصعب بكثير في الولايات المتحدة، لأن معظم الموارد موجودة خارج البلاد، والعمال في كثير من الأحيان أغلى سعرا من العمال الصينيين.
بالرغم من ذلك تستطيع أبل تصنيع ماك برو في الولايات المتحدة، حيث أن انتاجه يتم بعدد وحدات أقل من الهواتف الذكية والحواسيب المكتبية، كما أنه يتم إنشاؤه باستخدام تقنيات روبوتية متقدمة للغاية، ويمكنه أن يعزز حوالي 361 ألف فرصة عمل، بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
أما بالنسبة لآيفون أو ماك بوك مثلا، فيتم صنع منتجاتها بأعداد هائلة، وقد يكون من الصعب جدا تنفيذ ذلك بداخل الولايات المتحدة.
المصدر: انغيدجيت
http://ar.rt.com/hcbc