من أهل الدار
تاريخ التسجيل: January-2012
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,323 المواضيع: 470
صوتيات:
4
سوالف عراقية:
0
مزاجي: عالي جدا
أكلتي المفضلة: خيارباللبن
موبايلي: x2
آخر نشاط: 3/June/2022
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَاب
1. (وَاضْرِبْلَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍوَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا )
قال المفسرون: هما أخوان منبني إسرائيل أحدهما مؤمن، والآخر
كافر ورثا مالاً عن أبيهمافاشترى الكافر بما له حديقتين وأنفق المؤمن
ماله في مرضاة الله حتى نفدماله، فعيَّره الكافر بفقره، فأهلك الله
مال الكافر، وضرب هذا مثلاًللمؤمن الذي يعمل بطاعة الله،
والكافر الذي أبطرته النعمة{جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ} أي
جعلنا لأحدهما وهو الكافربستانينِ من شجر العنب، مثمريْن بأنواع
العنب اللذيذ{وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} أي أحطناهما بسياجٍ من شجر
النخيل {وَجَعَلْنَابَيْنَهُمَا زَرْعًا} أي جعلنا وسط هذين البستانين
زرعاً ويتفجر بينهما نهر،وإنه لمنظرٌ بهيجٌ يصوره القرآن أروع
تصوير، منظر الحديقتينالمثمرتين بأنواع الكرم، المحفوفتين بأشجار
النخيل، تتوسطهما الزروعوتتفجر بينهما الأنهار {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ
أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْمِنْهُ شَيْئًا} أي كلُّ واحدة من الحديقتين أخرجت
ثمرها يانعاً في غاية الجودةوالطيب ولم تنقص منه شيئاً {وَفَجَّرْنَا
خِلالَهُمَا نَهَرًا} أيجعلنا النهر يسير وسط الحديقتين {وَكَانَ لَهُ
ثَمَرٌ} أي وكان للأخ الكافرمن جنتيه أنواع من الفواكه والثمار
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَيُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا} أي قال
صاحب الجنتين لأخيه المؤمنوهو يجادله ويخاصمه ويفتخر عليه
ويتعالى: أنا أغنى منك وأشرف،وأكثر أنصاراً وخدماً {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ
وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}أي أخذ بيد أخيه المؤمن ودخل الحديقة
يطوف به فيها ويريه ما فيهامن أشجار وثمار وأنهار وهو ظالم لنفسه
بالعُجب والكفر {قَالَ مَاأَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} أي ما أعتقد أن
تفنى هذه الحديقة أبداً{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} أي وما أعتقد
القيامة كائنة وحاصلة، أنكرفناء جنته وأنكر البعث والنشور {وَلَئِنْ
رُدِدْتُ إِلَى رَبِّيلأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا} أي ولئن كان هناك بعثٌ على
سبيل الفرض والتقدير كماتزعمُ فسوف يعطيني الله خيراً من هذا
وأفضل {مُنقَلَبًا} أي مرجعاًوعاقبة فكما أعطاني هذا في الدنيا
فسيعطيني في الآخرة لكرامتيعليه {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}
أي قال ذلك المؤمن الفقير وهويراجع أخاه ويجادله {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي
خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّمِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} أي أجحدت الله
الذي خلق أصلك من تراب ثم منمنيّ ثم سوَّاك إنساناً سويّا؟
الاستفهام للتقريع والتوبيخ{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أي لكنْ أنا أعترف
بوجود الله فهو ربي وخالقي{وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} أي لا أُشرك
مع الله غيره، فهو المعبودُوحده لا شريك له {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ
جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَاللَّهُ} أي فهلاّ حين دخلتَ حديقتك وأُعجبت بما
فيها من الأشجار والثمار،قلت: هذا من فضل الله، فما شاءَ اللهُ
كان وما لم يشأْ لم يكن {لاقُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ} أي لا قدرة لنا على
طاعته إلا بتوفيقه ومعونته{إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا} أي
قال المؤمن للكافر: إن كنتترى أنني أفقر منك وتعتز عليَّ بكثرة
مالك وأولادك {فَعَسَى رَبِّيأَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} جواب
الشرط أي إني أتوقع من صنعالله تعالى وإحسانه أن يقلب ما بي
وما بك من الفقر والغنىفيرزقني جنةً خيراً من جنتك لإِيماني به،
ويسلب عنك نعمته لكفرك بهويخرّب بستانك {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا
مِنَ السَّمَاءِ} أي يرسل عليهاآفةً تجتاحها أو صواعق من السماء
تدمّرها {فَتُصْبِحَ صَعِيدًازَلَقًا} أي تصبح الحديقة أرضاً ملساء لا
تثبت عليها قدم جرداء لا نباتفيها ولا شجر {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا
فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُطَلَبًا} أي يغور ماؤها في الأرض فيتلف كل ما فيها
من الزرع والشجر، وحينئذٍ لاتستطيع طلبه فضلاً عن إعادته وردّه،
وينتهي الحوار هنا وتكونالمفاجأة المدهشة فيتحقَّق رجاءُ المؤمن
بزوال النعيم عن الكافر،وفجأة ينقلنا السياق من مشهد البهجة
والازدهار إلى مشهد البواروالدمار {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي هلكت
جنته بالكلية واستولى عليهاالخراب والدمار في الزروع والثمار {فَأَصْبَحَ
يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىمَا أَنفَقَ فِيهَا} أي يقلب كفيه ظهراً لبطن أسفاً وحزناً
على ماله الضائع وجهده الذاهب
فمن قصص القران نأخذ العبر
لكم جل الاحترام